هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، تحدث فيه عن استعداد القوات الموالية للحكومة اليمنية لمحاربة الحوثيين على أرضهم الجبلية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن القوات الموالية للحكومة اليمنية بدأت يوم الخميس في التقدم تحت غطاء الغارات الجوية لقوات التحالف بقيادة السعودية، نحو معقل الحوثيين في الشمال الغربي بالقرب من الحدود السعودية، بعد إعادة السيطرة على "عشرات الكيلومترات" من الأراضي.
وذكر الموقع أن استعادة منطقة مران بنجاح في محافظة صعدة، حيث يعيش الزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي وأعضاء بارزون آخرون في مخابئ جبلية يصعب الوصول إليها منذ عقود، سيكون نصرا رمزيا رئيسيا بالنسبة للقوات الموالية لهادي.
ومع احتفال اليمنيين بالعيد، قاد لواء العروبة هجمات على المنطقة من أربعة اتجاهات مختلفة، وذلك حسب ما أكدته وكالة "سبأ" للأنباء التي تديرها الدولة والموقع الإلكتروني للجيش اليمني.
اقرأ أيضا: واشنطن بوست: ما أثر فشل تحقيق الرياض بقتل المدنيين باليمن؟
وأورد الموقع أنه تم الإعلان عن العملية التي أطلق عليها اسم "قطع رأس الأفعى"، يوم الأربعاء.
وفي حوار له مع "ميدل إيست آي" يوم الخميس، أفاد أحد مقاتلي "لواء العروبة" بأنه "بعد قتال عنيف مع الحوثيين، استعاد اللواء مساحة كبيرة من الأراضي في المنطقة، بما في ذلك واد رئيسي، والعديد من التلال".
وصرح المصدر ذاته بأنهم "على أهبة الاستعداد للتقدم نحو جبال مران معقل الحوثيين، لكن العملية العسكرية لم تنطلق بعد". في الماضي، مثلت هذه المنطقة في حد ذاتها تحديا للقوات الموالية للحكومة، فمنذ سنة 2004 إلى حدود سنة 2010، شن الجيش اليمني ست حروب ضد الحوثيين، لكنهم لم يتمكنوا من هزيمتهم بصفة نهائية؛ نظرا لأنهم كانوا غير قادرين على السيطرة على المنطقة الجبلية.
ونقل الموقع عن هذا المقاتل أنه "ليس من السهل صعود جبال مران، حيث يحمي الآلاف من المقاتلين الأشداء معقل الحوثيين". فعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية، دافع الحوثيون عن مواقعهم، وسعوا جاهدين من أجل استعادة الأراضي التي فقدوها، لكنهم لم يحرزوا تقدما ضد القوات الموالية لهادي، المسلحة بعتاد عسكري حديث، وتعمل تحت غطاء من الغارات الجوية التي تقودها السعودية، على حد تعبير هذا المقاتل.
كما صرح هذا المقاتل بأن "الضربات الجوية تلعب دورا رئيسيا، ولا يمكنهم التقدم من دونها". وقد استهدفت الغارات بشكل مكثف عدة مناطق في محافظة صعدة، بما في ذلك منطقة مران، حيث أفادت مصادر موالية لهادي بأنه تم استهداف مواقع قادة الحوثيين. ولكن لم تؤكد تقارير موثوقة في صعدة مقتل أي من زعماء الحوثيين.
وأورد الموقع أن قناة "المسيرة" التلفزيونية الحوثية صرحت، يوم الأربعاء، بأن "الضربات الجوية ركزت على منازل ومزارع المدنيين في صعدة، وليس الأهداف العسكرية". وقد أوضح المحلل السياسي المنتسب إلى الحوثي، محمد الديلمي، أن "مدى تقدم القوات الموالية لهادي تم تضخيمه في تقارير وسائل الإعلام، في حين أنهم لم يصلوا إلى الجبال الرئيسية في مران".
اقرأ أيضا: هيومن رايتس ووتش: تحقيقات التحالف العربي باليمن زائفة
ويوم الخميس، وردت الكثير من التقارير عن إعلان حالة الطوارئ في المحافظة نتيجة لهذه العملية العسكرية، لكن نفى الديلمي هذه التقارير، مؤكدا أن الحياة تستمر في صعدة كالمعتاد، على الرغم من التهديدات بتنفيذ ضربات جوية ضد المدنيين. وحيال هذا الشأن، أفاد الصحفي اليمني الرماح الجباري، الذي كان في صعدة الشهر الماضي، بأن "مجرد وصول القوات الموالية لهادي إلى جبال "مران" يعد تطورا مهما".
وذكر الموقع أن الجباري شاهد تقدم الجيش على بعد 14 كيلومترا من الحدود السعودية في أثناء عملية إعادة السيطرة على تلك المنطقة، ورأى عمليات حرق مركبات الحوثي العسكرية وجثث الحوثيين الملقاة على الأرض". وأردف المصدر ذاته بأن "وصول الجيش الوطني إلى جبال مران له أهمية استراتيجية، ويعد هزيمة معنوية لزعيم الحوثيين وأنصاره؛ نظرا لأن جبال مران تعدّ بمثابة رمز تاريخي للحوثيين ونقطة انطلاقهم".
وفي حين أشار الجباري إلى أن هادي وعد خلال العديد من المناسبات بأن يرفع العلم اليمني يوما ما على الجبال، تساءل المحلل التابع للحوثيين الديلمي عما إذا كانت القوات ستنجح في عمليتها.
وأكد الموقع أن التحالف الذي تقوده السعودية والقوات الموالية لهادي صرح بأنهم "يحاولون مهاجمة جبال مران منذ ثلاث سنوات، لكنهم لم يفعلوا ذلك؛ لأن مران توجد في منطقة محصنة جيدا". وأضاف الديلمي "أنه من الغباء القول إن قوات التحالف التي تقودها السعودية بإمكانها الدخول إلى مران؛ نظرا لأنهم لا يدركون حجم التحصينات في هذه المنطقة الجبلية".