هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، "الذي ينتقم منه النظام المصري الحالي بتعذيبه في السجن، ويستخدمه مثالا لتخويف المعارضة".
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مرسي يعيش في ظروف قاسية للغاية في سجنه؛ حيث أنه لا يملك فراشا في زنزانته، مما يجبره على النوم على الأرضية الباردة. وبالإضافة إلى عزله عن العالم، منع مرسي من قراءة الكتب، وحتى الصحف. وفي ظل هذه الأوضاع، لا يتمكن الرئيس السابق من لقاء أقاربه أو حتى سجناء آخرين.
وأضافت الصحيفة أنه إلى جانب هذه العقوبات التي تفرض على مرسي وحرمانه من أبسط حقوقه، يتم منعه من استقبال زيارة الطبيب أو حتى تلقي العلاج اللازم لأمراضه المزمنة. وقد وصفت العديد من المنظمات هذا الوضع بأنه "اعتداء حاد وقاس" ويمكن اعتباره نوعا من أنواع "التعذيب".
ونقلت الصحيفة عن ابن الرئيس الأصغر، عبد الله مرسي، قوله إن "عائلة الرئيس السابق تمكنت من زيارته خلال مناسبتين لا غير منذ سجنه. وكانت مدة الزيارة لا تتجاوز النصف ساعة خلال هذه المرات". وأضاف أن "حالة مرسي النفسية كانت جيدة خلال الزيارة الأخيرة (خلال سنة 2017)... أما حالته الجسدية، فلم تكن على ما يرام كما أنه خسر الكثير من الوزن".
وأوضحت الصحيفة أن الكثيرين يتفقون حول أن مرسي مسجون في قسم العقرب المخيف في سجن طرة، المعروف بتجاوزاته وإيوائه للسجناء السياسيين. وفي هذا السجن أيضا، يوجد سجناء آخرون تابعون لجماعة الإخوان المسلمين.
وبينت الصحيفة أن عبد الله مرسي والعديد من المنظمات غير الحكومية في مصر، بما في ذلك مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، يعتبرون أن حالة الرئيس السابق الصحية يمكن أن تكون في خطر في حال لم يتلقّ العلاج اللازم لمرض السكري المزمن، والذي سبب له انعدام الرؤية في العين اليسرى. وفي سن يناهز السادسة والستين، أصبح مرسي يعاني من مرض الروماتيزم في العمود الفقري بعد أن كان ينام لمدة أربع سنوات على الأرض.
ووفقا لمدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، محمد زارع، يعد "منع السجين من العناية الطبية نوعا من أنواع التعذيب، وفقا لما تؤكده الاتفاقات الدولية حول حقوق الإنسان".
ونقلت الصحيفة عن مدير المنظمة غير الحكومية أن "الظروف القاسية التي يعيش فيها مرسي وغيره من السجناء السياسيين تتوافق مع رغبة النظام المصري، الذي يرغب في إرسال رسالة إلى المعارضة مفادها: "يجب توخي الحذر لأنه في حال دخلت السجن فمن الممكن ألا تخرج منه حيا"".
وذكرت الصحيفة أن الانتهاكات ضد السجناء السياسيين تشمل عددا كبيرا منهم، ولا تقتصر على مرسي فقط. وتعد قائمة انتهاك حقوق الرئيس المصري السابق طويلة، وتشمل الاحتجاز الانفرادي، والحرمان من سماع تطور محاكماته، ورؤية عائلته أو الاجتماع مع محاميه وحده.
وأوردت الصحيفة أن ابن مرسي، عبد الله، لا يتردد عن وصف الانتهاكات ضد أبيه "بالانتقام". وأكد أن "أباه وعائلته لم يتقبلوا هذا النظام أبدا". وبحسب رأيهم "لا زال مرسي الرئيس الشرعي للبلاد، كما أن السيسي لا يحمل الشرعية لحكم مصر"، ويعتبرونه "قائد الانقلاب". ويرون أن "النظام المصري يعاقب مرسي بسبب محافظته على موقفه".
ونظرا لغياب الاتصال مع أبيه، لا يعرف عبد الله ما إذا كان هناك نوع من المفاوضات بين مرسي والنظام الحالي. لكن، يؤكد نجل الرئيس السابق أنه كانت هناك مفاوضات بين الطرفين خلال الأشهر الأولى من سجن مرسي. وفي هذا الصدد، أكد عبد الله أن "مرسي تلقى عرضا من الجيش المصري، وأيضا من ملك عربي، الذين وضعوا على ذمته طائرة لنقله رفقة كامل عائلته إلى منفى آمن مقابل التراجع عن موقفه". في نفس الوقت، حبذ نجل الرئيس عدم الكشف عن هوية الملك.
اقرأ أيضا: منظمات حقوقية تدعو المجتمع الدولي لإنقاذ حياة "مرسي"
وأضافت الصحيفة أن انتقام النظام لم يقتصر على مرسي، إذ شمل كامل عائلته. وعلى سبيل المثال، يمكن استحضار حالة ابنه الأكبر، أحمد، الذي يعمل مبنجا لكنه لم يتمكن من القيام بعمله منذ خمس سنوات. ومن ناحية أخرى، سجن ابنه الأوسط، أسامة، منذ سنة 2016 وحرم ابنه الأصغر من العمل "بسبب أوامر من أجهزة الأمن".
علاوة على ذلك، تمنع كامل عائلة مرسي من الخروج من البلاد، وهو الحال أيضا بالنسبة لنشطاء حقوق الإنسان على غرار زارع. وتعليقا على الوضع، أورد مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان أن "مصر أصبحت سجنا كبيرا، كما أنها توفر "زنزانات" في الهواء الطلق".
وفي الختام، قالت الصحيفة إن معاملة مرسي في السجن تتناقض مع المعاملة التي حظي بها رئيس سابق آخر تمت محاكمته وإدانته ثم تبرئته، ألا وهو مبارك. وقد حظي الدكتاتور السابق بإقامة في مستشفى عسكري فاخر، كما كانت عائلته ترافقه بشكل دائم. وتجدر الإشارة هنا إلى أن وزارة الداخلية ووزارة العدل لم تردا على طلبات المقابلة التي أرسلتها صحيفة "البايس" في إطار التحضير لهذا التقرير.