جيش اليمن يتقدم في لحج وتعز واشتداد المعارك جنوبي الحديدة

سيطرت قوات الجيش اليمني، الأربعاء، على مواقع استراتيجية في محافظتي لحج وتعز (جنوب البلاد)، في وقت تحتدم المعارك مع مسلحي جماعة الحوثي في محافظة الحديدة الواقعة (غربا) على ساحل البحر الأحمر.

وذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة، التابعة للجيش الوطني، أن قواتها نفذت هجوما واسعا على مليشيا الحوثي في مزارع منطقة الفازة الساحلية جنوبي محافظة الحديدة.

وأَضاف المركز، في بيان عبر موقعه بـ"فيسبوك" اليوم، أن الهجوم الذي نفذته قوات العمالقة، كان مباغتا، ووفق خطة عسكرية محكمة، من جهتي الشمال والجنوب، انتهى بالتقدم باتجاه مديرية التحيتا المجاورة لمزارع الفازة الواقعة غرب المديرية ذاتها. 

ووفقا لمركز إعلام قوات العمالقة، فإن عددا من الحوثيين سقطوا بين قتيل وجريح، في الهجوم الذي نفذ بإسناد جوي من مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية.

وتتمتع منطقة الفازة بشاطئ، يعد من الشواطئ السياحية الجميلة التي تنتشر بها بساتين واسعة من النخيل وأشجار الدوم، وتتميز بهدوئها، ونقاء مياهها، وإطلالتها المرتفعة على البحر، بعلو يصل في بعض المناطق إلى 5م.

وتضم هذه المنطقة ميناء تاريخيا، يستخدم حاليا مرسى لقوارب الصيادين، فيما يطل مسجد الفازة الأثري على البحر الأحمر مباشرة، أسسه الصحابي الجليل معاذ بن جبل عند قدومه لليمن، كما تذكر المصادر التاريخية.

تقدم آخر بتعز ولحج

من جهتها، أفادت مصادر محلية بأن القوات الحكومية أحرزت تقدما ميدانيا لافتا، وسيطرت على "جبل عسق"، بمنطقة أعبوس حيفان، جنوب مدينة تعز، بعد معارك عنيفة مع الحوثيين.

وقالت المصادر لـ"عربي21" إن قتالا شرسا شهدته جبهتا "طور الباحة" و"القبيطة" في محافظة لحج، بين قوات الجيش ومسلحي الحوثي، أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى منهم، وفرار البعض الآخر.

ووفقا للمصادر، فإن قوات الشرعية تمكنت من بسط سيطرتها على مواقع عدة، منها جبل "القحوص" الاستراتيجي، وجبلا "ثمرات وكربه" في بلدتي شعب والقبيطة بمدينة لحج.

وأِشارت إلى أن الجيش طرد الحوثيين من مواقع أخرى شمالي شرق لحج، وفرض حصارا على آخرين في جبل "جالس ونجد قفيل". لافتة إلى أن التقدم لقوات الجيش مستمر باتجاه منطقة "عبريم"، وهي منطقة استراتيجية يتحكم بها الحوثيون في المناطق الشمالية من محافظة لحج والقريبة من تعز.

ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من قيادات في جماعة الحوثي حول المعلومات التي أوردتها المصادر.

وتتصاعد وتيرة المعارك بين الطرفين في أكثر من جبهة باليمن، وأشدها جبهة مدينة الحديدة الساحلية، بالتزامن مع الجهود الدولية التي يبذلها المبعوث الأممي لليمن، "مارتن غريفيث"، لوقف التصعيد العسكري باتجاه عمق المدينة، التي تشهد حركة نزوح واسعة، في ظل مخاوف من اتجاه القتال إلى "حرب شوارع" فيها.

وخلّف النزاع في اليمن نحو عشرة آلاف قتيل، وتسبب -بحسب الأمم المتحدة- في "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، مع ملايين الأشخاص على حافة المجاعة.