حماس: لقاءات القاهرة أفضت إلى تفاهمات لتخفيف حصار غزة

كشف قيادي في حركة حماس أن اللقاءات المستمرة بين وفد الحركة الذي يزور القاهرة، والمسؤولين المصريين، أفضت إلى تفاهمات جديدة لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، في ظل حالة انسداد الأفق لتحقيق المصالحة، وعدم تحمل حكومة الوفاق لمسؤولياتها تجاه غزة.

وقال أحمد يوسف في حديث لـ"عربي21" إن وفد الحركة في القاهرة اضطر للبحث في اتجاهات جديدة لتخفيف وطأة الحصار عن غزة، خاصة بعد تأزم العلاقة مع الحكومة في رام الله، وعدم وضوح موقفها تجاه التعامل مع أزمات قطاع غزة، مع وجود بواعث قلق حول أجندة تنتهجها السلطة في رام الله لإبقاء غزة تحتضر، وتكابد وضعا كارثيا غير مسبوق.

والسبت أعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن مصر قررت تخفيف المعاناة في غزة بموافقة "إسرائيل" وبالتنسيق مع حماس التي يتواجد وفدها في القاهرة منذ أسبوعين.

وللمرة الأولى سمحت السلطات المصرية بإدخال 14 شاحنة محملة بالخضار والفواكه، إضافة إلى 26 أخرى محملة بالوقود اللازم لتشغيل محطة كهرباء غزة.

وتطرق يوسف للحديث الذي شاع مؤخرا حول بحث تشكيل حكومة انقاد وطني قائلا: "ما يتم طرحه حول وجود حكومة انقاد وطني؛ ورد في النقاشات مع الجانب المصري والفصائل على حد سواء، في محاولة للخروج من النفق المظلم، لأن حماس سلمت الأمور للسلطة في رام الله وفتحت كل الأبواب لتحقيق المصالحة وتمكين الحكومة في غزة، لكن الأخيرة تتلكأ".

وتابع: "التفكير والبحث عن أطواق نجاة وخيارات للخروج من الحالة الفلسطينية المتأزمة، أمر واجب، وليست ترفا، وإنما ضرورة في ظل تعنت الحكومة وعدم تعاطيها مع مأساة قطاع غزة".
أما في موضوع العودة التفاهمات السابقة التي أبرمت مع تيار دحلان أضاف: "التفاهمات ما زالت خيارا مطروحا، خاصة أن بعض بنودها جرى تطبيقه على أرض الواقع في غزة، إضافة إلى أن الأفكار التي يطرحها التيار تلقى قبولا لدى حماس وفصائل أخرى، فهم  يقدمون أنفسهم كشريك لتحمل الأعباء القضية، وليسوا بديلا عن أحد".

اقرأ أيضا: عام 2017 الأسوأ.. إحصائية صادمة لإغلاق معبر رفح (إنفوغراف)

وعن استمرار زيارة وفد حماس لأكثر من أسبوعين قال، "إن الوفد كان يفكر في القيام بجولة خارجية، لزيارة بعض الدول، إضافة إلى الالتقاء بباقي أعضاء المكتب السياسي للحركة في الخارج، ولكن لأن بعض أعضائه أصبحوا مدرجين على قوائم الإرهاب الأمريكية، فان هناك خطورة من سفرهم للخارج، ولذلك بقي الوفد في القاهرة، حيث انضم  إليه أعضاء المكتب السياسي للحركة في الخارج، وكان وجود هذا العدد الكبير فرصة لعقد اجتماعات الحركة الداخلية".

وأشار يوسف إلى أن وفد الحكرة في القاهرة اجتمع الوفد مع العديد من الجهات الإعلامية والنقابية في مصر لتميتن العلاقة مع كافة الأطر المصرية، ولبحث سبل التعاون والتخفيف عن غزة ، إضافة لبحث موضوع صفقة القرن وتداعياتها على القضية الفلسطينية، متوقعا أن يراوح ملف المصالحة مكانه دون تحقيق اختراق ملحوظ إلى ما بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية المصرية، مؤكدا أن حماس جاهزة للتعاطي مع كل جهد لإحراز تقدم في المصالحة.

وفيما يتعلق بصفقة القرن والحديث عن توطين الفلسطينيين في سيناء لفت يوسف إلى أن وفد حماس ناقش الموضوع مع المسؤولين المصريين، الذين أعطوا تطمينات بهذا الخصوص، واكدوا أن سيناء أرض مصرية غير خاضعة للمساومة، ولا يمكن  بحثها في اطار أي صفقات.

في سياق متصل أكد المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، أن هناك وعودات مصرية بتوسيع الحركة التجارية في معبر رفح، ودخول السلع التي يحتاجها الأهالي في قطاع غزة، وفق تفاهمات جرت مع وفد الحركة الذي يزور مصر.

اقرأ أيضا: كارتر: حرب في غزة يعني "عواقب كارثية" على المنطقة كافة

وأضاف القانوع في تصريحات لوكالة شهاب اطلعت عليها "عربي21" : "أن إدخال البضائع لغزة هو إحدى ثمار الجهود المصرية واللقاءات المتوالية التي تجريها قيادة حركة حماس في القاهرة، لافتاً إلى أن قيادة الحركة تلقت وعودات مصرية "صادقة" لفتح معبر رفح بشكل دوري والتخفيف من معاناة قطاع غزة.
وأشار إلى أن دخول كافة أنواع البضائع لغزة يعتبر "انعكاس على إيجابية اللقاءات بين حماس ومصر، سعيا للتخفيف من معاناة أبناء شعبنا ودعم صمودهم".