هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "ذا أتلانتك" تقريرا للكاتبة كريشناديف كالامور، تقول فيه إن اعتقال 11 أميرا، منهم واحد من أثرى أثرياء العالم، هو إشارة إلى تعزيز ولي العهد لسلطته.
وتقول كالامور: "لا تزال هناك تفاصيل حول سبب ما حدث للأمراء السعوديين، الذين تم احتجازهم في فندق ريتز كارلتون في الرياض، لكن ما يمكن قوله إن الأمير محمد بن سلمان، الذي صعد لمنصب ولي العهد هذا الصيف، يقوم بتعزيز سلطته".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن من بين الذين استهدفوا بمكافحة الفساد الأمير الوليد بن طلال، وهو الملياردير المستثمر في أكثر شركات حول العالم، لافتا إلى أن الملك سلمان عزل وزير الحرس الوطني الأمير متعب، الذي يقود فرعا من المؤسسة العسكرية ليس تحت قيادة ولي العهد.
وتلفت المجلة إلى أن هذا التحرك جاء بعد أشهر من الحركة التي قام الأمير محمد بن سلمان بترتيبها للتخلص من ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية.
وتلاحظ الكاتبة أن مؤامرات القصر في السعودية عادة ما تتم في الظل، حيث يحدد النظام من هو المفضل لديه ومن هو المغضوب عليه والخارج، مستدركة بأن ما يميز الصراع على السلطة الحالي في السعودية أنه يجري في العلن.
ويجد التقرير أن "استهداف أمراء بحجم الأمير الوليد هو رسالة من ولي العهد إلى منافسيه، ولو كانت هناك منافسة حقيقية له فإن ما تحمله هذه التطورات هي أن الأمير يقوم بتقوية موقعه؛ لمنعهم من التحرك".
وتنقل المجلة عن الزميل الباحث في مركز ويلسون ديفيد أوتاوي، قوله: "لا شيء حدث مثل هذا في تاريخ السعودية، ما يعطي انطباعا بأن السعودية تدخل منطقة مجهولة تحمل تداعيات غير معروفة"، وأضاف أوتاوي أن "التحركات قد تهدد استقرار بيت آل سعود لسنوات قادمة".
وتذكر كالامور أن نصف سكان السعودية هم تحت الخامسة والعشرين، حيث أن قطاع الشباب هو المكان الذي يستمد منه ولي العهد الدعم، مستدركة بأن الحرس القديم، الذي يرى السلطة تخرج من بين يديه سريعا، متشكك من إصلاحات الأمير محمد بن سلمان.
ويذهب التقرير إلى أنه "في الوقت الذي تم فيه التركيز على مبادرات ولي العهد الأخيرة، مثل رفع الحظر عن قيادة السيارات، إلا أن هناك قضية آخرى مثيرة للقلق للمملكة، وهي الحرب المستمرة في اليمن، فهذه الحرب ليست بالوكالة مع إيران فقط، لكن الرياض لا تستطيع الانتصار فيها، ويضاف إليها الحصار الذي فرضته السعودية على قطر، ورؤية الأمير لعام 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وخططه لعرض نسبة 5% من أسهم شركة النفط السعودية (أرامكو) للاكتتاب العام، حيث يعتقد الأمير أن الاكتتاب سيوفر 100 مليار دولار".
وتفيد المجلة بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث مع الملك سلمان، وبحسب البيان من البيت الأبيض، فإن المحادثة ركزت على الحرب في اليمن، وشراء السعودية صواريخ "ثاد" بقيمة 15 مليار دولار، مشيرة إلى أنه لم يتم الحديث عن الاعتقالات، وعبر ترامب في تغريدة لاحقة عن أمله بعرض أسهم الشركة السعودية في سوق وول ستريت المالي في نيويورك.
وتعلق الكاتبة قائلة إنه "لو كان الإصلاح الاقتصادي يمثل حجر الأساس لرؤية ولي العهد، فإن اعتقال ابن طلال هو طريقة مثيرة للسخرية لإظهاره، فلدى الملياردير استثمارات في شركات تكنولوجية كبيرة، مثل (أبل) و(تويتر) و(ليفت)، بالإضافة إلى استثمارات تقليدية أخرى، مثل (سيتي غروب) و(ينوكورب)، وتقدر ثروته بحوالي 17 مليار دولار، وأدى اعتقاله إلى تراجع بنسبة 10% في أسهم شركته (المملكة القابضة)".
ويورد التقرير نقلا عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط أوتاوي، قوله إن اعتقال الوليد بن طلال سيخفف من حماس المستثمرين، ووضع أموالهم في مشاريع ابن سلمان لرؤية 2030.
وتختم "ذا أتلانتك" تقريرها بالقول إن "هذا قد يكون صحيحا، إلا أن ولي العهد يراهن على لعبة طويلة، ومع دعم ترامب له، والتخلص من آخر فلول المعارضة، فإن ابن سلمان يكون قد مهد الطريق أمام صعوده للعرش، ويغير المملكة بناء على الصورة التي يريدها، وسيجد وهو ينتظر الملك وسط الاضطرابات التي خلقها، أن المهمة ليست سهلة مثل ارتداء التاج".