تحدث عضو اللجنة الشرعية لهيئة تحرير الشام سابقا، القاضي العام لجيش الفتح، عبد الله
المحيسني، لـ"
عربي21" عن خروجه من الهيئة موضحا أنه جاء بسبب ما آلت إليه الساحة من اقتتال داخلي بين الهيئة وأحرار الشام، مضيفا أن دول الخليج لم تتبن الثورة السورية في يوم من الأيام.
ونفى المحيسني أن تكون استقالته "شقا للصف"، مؤكدا أنه يرفض الاقتتال الداخلي بين الفصائل، وأنه أصدر بيانا حرّم فيه الاقتتال لما له من خطر على أهل الشام سياسيا وحرمة الدم شرعيا.
ولفت إلى أنه منذ وصوله إلى
سوريا كان قراره عدم الانضمام تحت عباءة أي تنظيم والعمل على "الإصلاح"، ودخل في
هيئة تحرير الشام أملا منه في أن توحد الفصائل تحت راية واحدة لكنه تركها بعد الاقتتال مع أحرار الشام.
وأضاف في حديثه مع "
عربي21": "نتبنى مشروع اندماج في كيان سني يجمع السنة، ويستوعب المخالف ويقوم على الشورى والتشاركية في القرار، يجمع أهل السنة ولما رأينا أن هذه الأهداف التي دخلنا الهيئة لأجلها صعب الوصول لها جداً مع الاقتتال الأخير أعلنا استقالتنا".
وأكد المحيسني أن الاندماج بين الفصائل هدف استراتيجي، ولا يمكن الوصول لأهداف الثورة بدونه.
وأشار إلى أنه طرح على الهيئة قبل الخروج منها حزمة من الإصلاحات كتشكيل لجنة مصالحة بين الهيئة والشعب وبقية الفصائل، والنظر في حال المعتقلين والمظالم، وتفعيل المجلس الشرعي، ورد الخلافات السابقة، إلا أن طلبه رفض، ما دفعه للاستقالة.
وأوضح المحيسني أنه لن يغادر الشام، وأنه باق حتى تحقيق أهداف الثورة السورية، وأنه سيدعم أي مشروع جامع للفصائل يقف في وجه المد
الإيراني.
ولفت إلى أنه لن يعود إلى بلده
السعودية، لأنه عندما تركها علم أنه طريق باتجاه واحد، وأن السعودية تعتبر مغادرته البلاد إلى سوريا جريمة فيما يراها هو واجبا.
وتابع: "الجميع شعر بالخطر، وهناك استحقاقات عسكرية وسياسية خطيرة قادمة، وإذا بقي الجميع على ما هو عليه فإن الخاسر هم السنة".
وعن الموقف الخليجي من الثورة السورية، قال المحيسني إن الخليج لم يتبن الثورة السورية من الأساس حتى يتخلى عنها.
وعن الدور التركي في إدلب بعد إقرار مناطق خفض التصعيد بالاتفاق مع روسيا، قال المحيسني إن التقدير يجب أن يترك لأهل البلد، وقادة الفصائل هناك، وما يجتمعون عليه لن يخرج عنه.