لم يشفع لفصيل "تجمع فاستقم كما أمرت" انضمامه لحركة
أحرار الشام من شهور، لتدقّ الحركة المسمار الأخير في نعشه في محافظة
إدلب، حيث داهمت الحركة مقر التجمع بريف إدلب، كما ألقت القبض على القائد العسكري للتجمع في المنطقة.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن القائد العسكري المعروف باسم "أبو الحسنين" ألقي عليه القبض الخميس، بعد استدراجه إلى اجتماع مزعوم في مدينة إدلب ليتم احتجازه هناك، ثم طوق عناصر الحركة مقرّ التجمع في منطقة بابسقا القريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
ووفق المصادر، فقد طلبت الحركة من عناصر التجمع أن يسلموا أنفسهم مع سلاحهم، لكنهم لم يستيجبوا، قبل أن يبدأ عناصر الحركة هجومهم على المقر ليسيطروا عليه بعد أقلّ من ساعة، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.
ويقول شهود في المنطقة، إنه بعد انتهاء الحركة من السيطرة على المقرّ، بدأت حملة اعتقالات لجميع عناصر التجمّع في ريف إدلب، فيما برر مقربون من الحركة هجومهم؛ بسعي التجمع لمبايعة هيئة تحرير الشام.
من جانبه، وصف ورد الفراتي، المدير السابق لمكتب "تجمع فاستقم" الإعلاميالمعلومات عن نية التجمع بمبايعة الهيئة؛ بأنه "عارٍ عن الصحة وغير منطقي".
وأضاف الفراتي لـ"عربي21": "هذه ليست المحاولة الأولى، فقد قامت هيئة تحرير الشام سابقاً بالهجوم على مقرّ التجمّع في المنطقة ذاتها (بابسقا)، ولم تنجح باقتحام المقرّ حينها".
وحول أسباب الاستهداف المتكرّر للتجمّع، قال الفراتي: "نحن متيقّنون بأنّ سبب إنهاء الفصيل في مدينة حلب أثناء الحصار هو ضرب القوّة المعارضة الأكبر في المدينة، وذلك تمهيداً لتسليمها، أما سبب الهجوم على المقر في بابسقا فلا يزال مجهولاً لديّ، إلا أن هناك بعض الخلافات مع الحركة، التي انضمّ إليها التجمّع في بداية العام الحالي، بسبب عدم التزام الحركة بكثير من البنود التي تمّ على أساسها الإنضمام حينها"، وفق قوله.
يُذكر أن بياناً وقّعت عليه
فصائل صقور الشام، الجبهة الشامية (قطاع ريف حلب الغربي)، وجيش الإسلام (قطاع إدلب)، وجيش المجاهدين، وتجمع فاستقم كما أمرت، أعلنت فيه انضمامها الكامل إلى حركة أحرار الشام بتاريخ 26 كانون الثاني/ يناير 2017.
وسبق لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة ثم
فتح الشام سابقا)؛ أن أنهت 13 فصيلاً في وقت سابق في ريف إدلب.
وخلال حصار حلب الأخير أواخر العام الماضي، شنت فتح الشام (حينها) بالتعاون مع حركة نور الدين الزنكي، قبل اندماجهما تحت مسمى هيئة تحرير الشام لاحقاً، بالتعاون مع فصيل "كتائب أبو عمارة"، بالاستيلاء على مقرات وأسلحة وذخيرة "تجمع فاستقم" في مدينة حلب، كما تم الاستيلاء على مقرّات وأسلحة جيش الإسلام وفيلق الشام في المدينة، الأمر الذي أثار سخطاً حينها بين الناشطين الذين عبروا عن غضبهم لا سيما أن هذه الهجمات جاءت بينما كان النظام يحكم حصاره على أحياء حلب الشرقية ويستعد للسيطرة عليها.