هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مثلما احتاجت المنظومة إلى مقولة "الاستثناء التونسي" لتدير المسار الانتقالي بصورة تضمن عودة الوجوه والمصالح القديمة، فإنها قد احتاجت إلى فرض السردية البورقيبية باعتبارها "الخطاب الكبير"
إن أي تغيير ينتظر وقوعه في مثل هذا المجتمع المنخور يجب أن يبدأ تربويّ، وبصورة راديكالية عميقة تعزِل النشء شعوريّا عن الفساد المتأصل اجتماعيّا ونفسيّا، للحد من حجم مؤثراته التي تنتقِل من الآباء إلى الأبناء. وهذا يقتضي وعيا متوهِّجا من الآباء، ويقضي عليهم بأن يحيوا حياة مزدوجة.
نستطيع لو توافرت الإرادة السياسية الداعمة لتكوين عقل عربي، إسلامي، استراتيجي، جمعي يدعم بناء استراتيجية متكاملة تُحقق الأهداف والغايات الكبرى للأمة العربية والإسلامية
لكن هذه الثورة التي تفجرت في كل ربوع البلاد والتي انخرط في أتونها كل العباد، قد مثلت تغييرا نوعيا في مستوى الشعبية التي ميزت ثورات مصر في العصر الحديث والواقع المعاصر والمعيش، فلماذا كان هذا التغيير النوعي في مستوى العمق والشعبية لثورة 25 يناير 2011؟
إن لم نبدأ وننهض ونفعل، سنكون للأسف مثل الدجاج الذي يفحص الأرض تحت قدمه.. محلك سر.
لقد استمر مخطط فرق تسد حتى يومنا هذا، وما زلنا نضيع الفرصة تلو الأخرى ليستمر الصراع بين القوى الوطنية.. صراع منطقي لو دار في حلبة انتخابات نزيهة، ولكنه غير منطقي، بل ومرفوض أن يدور على أرض يديرها من لا انتماء وطنيا لهم..
جل ما أخشاه أن ينتهي المطاف برئيس أكبر دولة مصدرة للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، أن يعرف الديمقراطية بما عرفها القذافي حين سئل عنها، فقال: ديمقراطية تعني... ديمو كراسي
يظن الملك العربي أنه قادر على هزيمة الزمن، والزمن يهزم الجميع، ولذلك نرى الملك عارياً وهو في جميع ثيابه..
لو قُدَر لأوجين يونيسكو أن يعيش خرتيتية أيامنا العربية اليوم، تُرى عن أي عبث تدميري كان سيكتب؟ وأي مستوى من الإبداع كان سيبدع؟
لعب هذا الانفتاح دوراً إيجابياً في ثورات الرّبيع العربي، وقادت الفئات المتوسطة الحراك الثّوري، وبصّرت الشّعب الفقير بالحقائق، وعرّفته حقيقة الاستبداد ودوره في صناعة فقره وحرمانه، فكانت ثورات شعب تتطلع للخلاص.
وما زال الدور المصري يتراجع، ورغم تراجعه ما زال ملهما (حتى في تراجعه)!
صحيح أنهم مجرمون، ولكن أصل الجريمة في هؤلاء القابعين خلفهم، فضرب طفل بهذا الشكل هو أزمة سلطة وليست أزمة جندي متهور، فما ذكر في كتب ووثائق تتحدث عن تعامل الشرطة أو "رجال الأمن" مع المصريين عبر تاريخهم الحديث، لم يتغير إطلاقا عبر الزمن، مما يؤكد أنه نمط ثابت لا بديل عنه للنظام
ويمكن أن نلخص أنواع العلاج الاستبدادية باسم "العلاج بالجزمة". وتسميه السلطات الاستبدادية بصراحة "العلاج بالصرماية"، كناية عن إذلال وإهانة الشعوب، طريقا وحيدا وسهلا لحكمها. لقد انتهى مورفين البعث الاشتراكي والعروبة..
"القوة الخفية غير المرئية للعيان، المتحكمة في مصادر الثروة والجاه، غير المدعومة بشرعية الانتخاب، والممتدة في أكثر من مفصل من مفاصل الدولة"
القول بأن الربيع العربي مزدهر خلال سنوات قليلة؛ يخالف أول ما يخالف الحتمية التي تفرضها وقائع حياة الشعوب العربية الحالية، وعدم وجود بادرة للتغيير لديها، سواء أكانت ثائرة أم غير ذلك
الجزء المسلح من الثورة هو الذي انتهى، وانهزم أيضا؛ لأنه في الأصل طارئ، ولأنه ملعب الأنظمة وقد أدخلونا إليه عنوة ليصلوا إلى هذه النتائج.