هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا أحد يريد منك نظريات في الإصلاح السياسي.. لا تعتمد على إنصات الناس لك اليوم، أو صبرهم على ما تقول.. لعبة "الجماهير" لعبة خطرة للغاية، وهذه الجماهير التي ترفعك على أكتافها اليوم.. من الممكن أن ترفعك إلى المقصلة غدا..
المشهد الذي يبدو اليوم واضحا متمايزا بأن الشأن المصري لم يعد كما كان، وأن حراكا صار يتكون في رحم المعاناة وهو يبشر بتغيير ولو محدود؛ يجعل قدرا من الحرية ينفذ إلى الساحة المصرية الحالكة الظلام.
السيسي وإن كان أعلن أنه فخور بكونه ليس سياسياً، فها هو يخشى من ثورة عليه، بعد فيديوهات المقاول والفنان محمد علي، فيبدأ العزف على نغمة الإصلاحات السياسية والإعلامية
قد يبدو الأمر طبيعيا لو أن الذين انصرفوا إلى إدخال الدساتير، كحل في صراع مرير على السلطة، كانت نواياهم حسنة فعلا في البحث عن مخرج لهذه الأزمات
كُتب الكثير عن الثورات المغدورة في العالم العربي. فالثورة في سوريا ومصر والسودان والجزائر واليمن ليبيا وتونس؛ فيها الكثير من زخم المؤامرات والتواطؤ المستمر، والعديد من الدروس البليغة
سيستمر الشعب بالتظاهر ولن يكل أو يتعب، بل سيبدع في تظاهراته، وسيجد أماكن بديلة يخرج فيها بدلاً من تلك الميادين التي طوقوها بالحواجز والدبابات، وسيفاجئهم من حيث لم يحتسبوا
وقد أثبتت أحداث الجمعة الماضية ما آلت إليه مصر من استبداد، وإن كان الحراك علامة صحية في ظل موات وانكماش منذ ست سنوات. ومن السنن الكونية أنه ليس من وراء الاستبداد إلا الفساد، وليس وراء الفساد إلا خراب العمران..
على الرغم من كل ما قاموا بفعله وأقدموا على الإنفاق عليه بلا حساب، إلا أن الجماهير لا تزال قادرة على الخروج للتعبير عن إرادة الأمل والقيام بفعل التغيير
وفقا لما هو منظور في المدى القريب، فإن أيا من تلك الوسائل التي استخدموها ذات مقدرة ضعيفة للوقوف أمام فيضان المصداقية التي يتبناها ذاك المقاول الفنان
تقسيم الثورات لمدنية سلمية وأخرى عسكرية دموية تقسيمات ملتوية لا تمت للواقع بصلة؛ فالثورة هي فعل إنساني جمعي يمتلك أدواته بانضباط ومعرفة وتمكن
أصوات ظاهرة في معارضة السيسي، عادت للخطاب التقليدي في الرهان على الدولة نفسها، ممّا يعني أنّها لم تستفد من أهمّ ما في تسجيلات محمد علي التي تحمّست لها، ويعني ركود تفكيرها، وجموده عند ما قبل ثورة يناير حتّى، عند خرافات أسطرة الدولة وجيشها ومؤسساتها
لو ضاعت هذه الفرصة من أيدينا وبقي السيسي جاثما على الصدور وعاد من نيويورك كرئيس لمصر؛ فترقبوا الطامة الكبرى.. انتقاما أعمى ومذابح وقمعا أكثر فأكثر
لا بد لنا أن نعي الدرس جيدا، ونتعلم من أخطاء الماضي وكوارثه التي وقعنا فيها جميعا وأوقعنا وطننا فيها؛ حتى إذا نجحت صرخات الشعب في إسقاط هذا النظام، يكون لدينا الوعي الكافي والإرادة المخلصة لإدارة الموقف، والتعامل الصحيح مع الذي (ولا شك) لن يتركنا أبدا ننال حريتنا
ما يحدث في مصر لن يكون سيئا، ولكنه في المجمل يصب تراكميا في تأسيس مرحلة جديدة ستكون بأي حال أفضل من مرحلة ما بعد 3 تموز/ يوليو 2013، ومقدمة لتغيير أكبر منشود
الفرصة قد لاحت في وقتها وحانت في أوانها لرحيل السيسي، وحتى تلك القوى التي تعمل داخل الدولة التي تضررت أو همشت أو صار السيسي عبئا عليها وهي معنية بإزاحته..
جميع الخلافات والصراعات العربية كانت تخص النظم العربية ولا تخص الدول العربية، ولما كانت هذه النظم هي الدول العربية وتتحدث باسمها، فإن الشعوب عموما سارت وراء حكوماتها.