كلما اشتدت الأزمات السياسية في إسرائيل يدفع الفلسطينيون الثمن، بسبب هذه الأزمات، فهذا الشعب ورقة في حروب الإسرائيليين بين بعضهم بعضا، يتم السعي لحرقها كل فترة..
لسنا بحاجة إلى دراسات عالمية، حتى نثبت أننا من الشعوب الغاضبة في العالم، إذ أن جولة صباحية في شوارع عمان، أو شقيقاتها تثبت أن الغضب يرتسم على الوجوه في كل مكان.
التضليل والتجهيل يعبران عن سياسة مقصودة في هذه المنطقة، والأدلة على ذلك كثيرة، برغم وجود إضاءات أحيانا تثبت عكس هذا الكلام، لكنها تبقى إضاءات خافتة وسط هذا الليل.
يقول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في مقابلة نشرت مساء السبت الماضي على الموقع الإلكتروني لصحيفة صنداي تايمز البريطانية، كلاما خطيرا لكنه متوقع في كل الأحوال..
الذي يقرأ التقارير عن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، يدرك أن الرئيس الروسي يخنق العالم بيديه، وأن هذا العالم أمام خيارين، إما دفع الثمن، أو التوسل لاحقا للرئيس الروسي..
كأنّ الدنيا تغيرت حقا، وكل يومين تقرير عن أزمة جديدة، من أسعار القمح، وصولا إلى الأوبئة الجديدة، وطبول الحرب تدق في كل مكان، وكأن الناس ينقصها اضطراب فوق الاضطراب..
يلتقي طرفان، أردني وإسرائيلي، في توقيت واحد، للمفارقة، من أجل قدح رئيس الوزراء الحالي، د.بشر الخصاونة، الذي قد تختلف معه في حالات كثيرة، وقد تتفق معه احيانا.
مما يؤسف له أن يقال هنا أن الحل الوحيد المتاح أمام الأردنيين هو الهجرة، وقد كانت الدعوات للهجرة في زمن ما تواجه بالنقد واتهام صاحبها بعدم الوطنية، غير أن الواقع يقول شيئا آخر..
أي خطأ خارج الحسابات المتوقعة في الحرب الجارية، سيؤدي إلى تمددها على نطاق واسع، لتصبح ليس مجرد حرب بين دولتين، بل ستكون كارثة على البشرية، تلطم شعوب العالم.
يتشاغل السياسيون في الأردن بالصراعات، فيما بينهم، وضد بعضهم بعضا، بما يكشف أن كل الطبقة السياسية، تترصد ببعضها بعضا، بطريقة مريعة، تعبر عن سوء هذا المشهد..
على مدى أسبوع متواصل ومنذ الأحد من الأسبوع الماضي، حتى يوم أمس الأحد، اقتحم أكثر من ألف مستوطن إسرائيلي المسجد الأقصى، ومعهم طلبة معاهد دينية، وحمايات عسكرية..
لقد عشت حتى سمعت أحدهم يقول: وماذا يعني هدم المسجد، فالمسجد المقام حاليا، ليس هو القديم، والأقصى هو الموقع، وليس الحجارة الحالية، وإذا تم هدمه سيعاد بناؤه مجددا، وهكذا يصل التخاذل وقلة الحيلة إلى أعلى مستوياتهما، بعد أن فقدنا روابطنا بكل ما يخصنا في حياتنا.