يتغير الغرب ولا يتغير العرب والمسلمون بفعل هامش الديمقراطية التي أتاحت الفرصة إلى خروج الملايين إلى الشوارع في كافة أنحاء المعمورة تنديدًا بجرائم الاحتلال المتنوعة ولا زال هؤلاء المتظاهرون يعملون دون كلل أو ملل للضغط على حكوماتهم لتغيير موقفها من حرب الإبادة.
لا تستطيع أي دعوى أن تحيط بتفاصيل جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من مئة عام ابتداء من وعد بلفور وعهد الانتداب البريطاني سيء الذكر مرورا بنكبتي عام 1948 و1967 إلى يومنا هذا، ومع ذلك فإن مثول إسرائيل ربيبة الغرب الاستعماري لأول مره أمام أعلى هيئة قضائية دولية لتحاسب على جزء من الجرائم التي ترتكبها يشكل انتصارا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب في الحدود الدنيا.
قبل حرب الإبادة التي شنتها عصابات بايدن ونتنياهو وحلفائهم من الغرب الاستعماري كنا نعلم أنهم كاذبون منافقون فإسرائيل موقعها منهم في القلب وإن ما جرى يسحق كل قواعد حقوق الإنسان حتى يرتوي هذا الوحش الأسطوري، لكن ألهذا الحد وصل فيهم الصمت الملطخ بدماء عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ؟!
طوال 80 يوما من التقتيل والتدمير لم تصدر عن أي دولة عربية أو إسلامية رسالة ذات مغزى حتى في الحدود الدنيا للتخفيف من وطأة الإبادة، فالولايات المتحدة وحلفاؤها ما زال لهم القول الفصل في استمرار أبشع إبادة جماعية ترتكب على رؤوس الأشهاد..
لم يعد ممكنا السكوت على المدعي العام والقبول ببقائه في مكتبه، فبين 4 و14 كانون الأول/ ديسمبر ستعقد الجمعية العامة للدول الأعضاء للمحكمة، وهي بمثابة الهيئة التشريعية، دورتها الـ22. فعلى كافة الجهود أن تتكاتف من أجل إقناع الجمعية العامة بعزله..
ما كان ينبغي أن يمر مقال كريم خان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية الذي نشره في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر في صحيفة الغارديان البريطانية وتناقلته وسائل إعلام أخرى مرور الكرام، فهو يظهر عجز الرجل وتحيزه للرواية الإسرائيلية بشكل فج وقبيح.
كيف لإسرائيل والغرب الاستعماري أن يكترث لمثل هذا البيان الأجوف؟ فهم على علم بالموقف الحقيقي للدول التي تحكمت في أجندات القمة وصياغة البيان.. وما رد نتنياهو على بيان القمة ومطالبته قادة هذه الدول بالصمت إلا دليلا على مدى استهتاره بهذه القمة ومخرجاتها..
سياسيون غربيون مثل دنيس روس وصحف غربية ذهبوا في كشف الموقف العربي وفق النمط المعروف وغير المفاجئ للجمهور العربي، فمعظمهم يقول شيئا في العلن من قبيل ضرورة وقف إطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية وبينهما ديكور عبارة عن بيانات شجب واستنكار لبعض المجازر وفق ما يطلبه الجمهور، أما وراء الأبواب المغلقة تدعم أنظمة هذه الدول إسرائيل في سحق الفصائل الفلسطينية وتحثها على إكمال المهمة مهما كان الثمن، بل تزود إسرائيل بما يلزمها من معدات عسكرية ومعلومات استخبارية.
بعد فشل مجلس الامن باتخاذ التدابير اللازمة بفعل تغول الولايات المتحدة ورفضها لأي مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار لم يعد من أمل للشعوب للتصدي لهذا الجنون سوى الجمعية العامة بصيغتها الطارئة لتحل محل مجلس الأمن لاتخاذ التدابير اللازمة بما فيها القوة المسلحة بموجب قرار متحدون من أجل السلام.
منذ بداية الأحداث وقف الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية صفا واحدا في دعم قوة الاحتلال وحقها في ما يسمونه "الدفاع عن النفس"، فانهالت على هذه القوة كل أنواع الدعم من كل حدب وصوب وترك الشعب الفلسطيني وحده يتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى حتى تحول القطاع إلى محرقة..
يحار المرء من الهجوم الغربي الشرس على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ساسة، مراكز أبحاث ووسائل إعلام وصفته بأقذع الأوصاف ليس أقلها "الديكتاتور".. وازدادت الهجمة خلال الحملة الانتخابية الرئاسية فلا يكاد يمر يوم دون أن يكون هناك خبر أو مقال معاد للرجل..
كان مخاض ولادة المحكمة الجنائية الدولية عسيرًا، فبعد الحربين العالميتين الأولى والثانية جرت تحركات ووضعت مشاريع لإنشاء محكمة جنائية دائمة للقضاء على حالة تفشي الإفلات من العقاب، إلا أن دولا وقوى وقفت ضد تشكيل هذه المحكمة خوفا من ملاحقة مسؤولين وأفراد فيها..
تقوم جهة تطلق على نفسها "أيقونة الثورة" بنشر وثائق لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس ياسر عرفات وآخر ما نشرته هذه الجهة بتاريخ 15 مارس / آذار خلاصة هذه الوثائق التي تبين كيف تم اغتيال عرفات ولائحة اتهام ضمت ستة أشخاص.
مقاطعة القوى والشخصيات التي لها دور في تطور العمل الثوري الحالي في جنين ومختلف محافظات الوطن محقة، فالشخصيات التي حضرت للتنظير مثل عزام الأحمد وتوفيق الطيراوي هي جزء من منظومة سياسية تدافع عن التعاون الأمني مع الاحتلال الذي أذاق الشعب الفلسطيني الأمرين..
يشكل بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي حول اغتيال الصحفيه شيرين أبو عاقلة صفعة في وجه كل من وثق في تحقيقات منظومة معروف عنها ارتكاب أفظع الجرائم وعدم الاكتراث بالمجتمع الدولي وقواعد القانون الدولي..
حالة من الغربة يعيشها الشعب الفلسطيني في وطنه أجهزة أمنية فتكت بمناعته وتركته مكشوفا أمام أعتى قوة احتلال في العالم ورئيس في المقاطعة لا يسمع ولا يرى ما يفعله الاحتلال في مدن الضفة فلا يكلف نفسه ليرفع سماعة الهاتف لتعزية أم شهيد أو مواساة أهل معتقل أو جريح..