فإنني أركز على أننا لا يجوز أن نسمح بتحويل دفة الصراع، فليكن تركيزنا الأساس على السلطة المجرمة، التي تعتدي على الأرواح وتمنع الحريات وتنهب المقدرات وتعبث بالمقدسات، بدلا من الانشغال بالجماهير التي من شأنها - إذا تحركت - أن تكون قصيرة النفس بحثا منها عن انتصار عاجل
إذا عجزت القيادات عن صناعة بدائل لأشخاصهم ولمساراتهم، فليدعموا هذه البدائل التي ظهرت كنتيجة تلقائية لحالة الفشل المسيطرة على المشهد، فإن رفضوا.. فليس أقل من السكوت عنها، وليسع الفرد مالا يسع الجماعة
عندما فشل الانقلاب على الرئيس والحكومة المُنتَخَبَيْن في تركيا، وتم القبض على الضباط والجنود المشاركين في الانقلاب، رأينا وسائل الإعلام المصرية تصيح وتنعق: (انظروا لأردوغان كيف يهين الجيش)، و(الميليشيات التابعة لأردوغان تحط من مكانة الجيش التركي)، و(لن تفلح تركيا بعد إهانة جيشها)..
لا يخالف أحد حاليا من أبناء يناير أن عملية الالتفاف على ثورتهم قد بدأت يوم 11 شباط/ فبراير 2011، حيث كان قرار تنحي مبارك فرصة لتهدئة الشارع الثائر، خوفا من تحول الحراك الشعبي إلى ثورة شاملة على كل أركان النظام الفاسد (ومنه الجيش).