المجتمع الدوليّ أمام اختبار حقيقي للسعي المباشر وغير المباشر لإيجاد مناخ يكفل إقرار وتعزيز حقوق الإنسان العراقيّ، وبالذات مع اختيار العراق عضواً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتّحدة نهاية العام 2016
المعطيات الملموسة تؤكّد أنّ العراق غير مستقرّ، وليس بيئة آمنة للاستثمار. ولهذا، من يريد أن يشجّع الاستثمار؛ عليه أن يبني دولة مدنيّة قوية تضرب بيد العدل والإعمار والبناء والمساواة بين المواطنين!
تقع على عاتق الأدباء مسؤوليّة كبيرة في مراحل تطوّر أفكار الشعوب، وبالذات في مثل أوضاع الكثير من أوطاننا، ومن بينها العراق، فدورهم دور ناظم للحقوق، وباني للعقول، ومبيّن للمواطنين ما لهم من حقوق، وما عليهم من واجبات.
يرى الكاتب والباحث العراقي جاسم الشمري، أن الطائفية لا تخص فقط الجانب الديني، وإنها ظاهرة تمس كل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها من جوانب الحياة الإنسانية.
معادلة غريبة، المواطن متّهم، والمسؤول (في الغالب) متواطئ مع القوى المالكة للسلاح ضدّ أبناء مدينته، وكأنّنا أمام أحد مشاهد القرون الوسطى، ومنْ يعترض فمصيره إمّا التصفية الجسديّة، أو الاعتقال بتهمة الإرهاب، أو غيرهما من صور الابتزاز والترهيب الجاهزة!
المذهل أنّه (ووسط أمواج هذه الكارثة الوطنيّة التي تطيح بعشرات الحكومات في بلدان أخرى) نجد أنّ وزيرة الصحّة السابقة عديلة محمود متفرّغة للمحاكم، بعد أن رفعت قضيّة سبّ وتشهير ضد النائب جواد الموسوي عضو لجنة الصحّة البرلمانيّة!
كشف بيان شديد اللهجة لتيّار المنشقّين بأنّ "التيار الوطنيّ يستهدف إصلاح الواقع التنظيميّ والسياسيّ المتردي في "بدر"، ويكافح لإقالة ومحاسبة القيادة الحاليّة المساومة في "بدر"، والتي وضعت يدها بأيدي قتلة العراقيّين ومن أرهب الشعب وتآمر عليه"!
جريمة الاختفاء القسريّ لا تقلّ بشاعة عن جريمة القتل، بل ربّما يكون القتل في بعض الأحيان أقلّ ألماً من جريمة الإخفاء؛ وذلك لقدرة الإنسان على الصبر والقبول بالمصيبة التي نزلت به، أمّا بقاء الحال دون معرفة مصير المفقود فهذه جريمة مركّبة ضحيّتها الشخص المفقود وعائلته وجميع ذويه!
محاربة الفساد والإرهاب الأمنيّ والماليّ والإداريّ من أولويّات المرحلة القادمة، فهل هنالك منْ يمتلك القدرة على تنفيذها وإدارتها بما يخدم العراق والعراقيّين؟
فهل سيفعلها ممثّلو الشعب، ويطالبون صراحة وبصوت واحد قويّ؛ بخروج القوّات الأجنبيّة بكافّة جنسيّاتها من العراق؟ أم ستستمر حالة الصمت القاتل على مقاعد البرلمان الجامدة؟
التبرير الأمريكيّ بالفشل يؤكّد إما همجيّة الدولة الأولى في العالم، أو حقدها غير المبرّر على الإنسانيّة، بدليل تدميرها لدولة عريقة، مثل العراق، وتسليمها "لعدوّ مفترض لواشنطن" وهو إيران!