صحافة إسرائيلية

كيف ستدمر سياسات ترامب الكرة الأرضية؟.. خبير إسرائيلي يجيب

الخبير قال إن "ترامب يحاول تدمير السياسة الرامية لحماية جودة البيئة وتقليص الاحترار العالمي" - أرشيفية
تتسبب السياسيات البيئة للإدارة الأميركة الحالية بزعامة دونالد ترامب، إلى تراكم الأثار السلبية الكارثية على الكرة الأرضية، مع بروز نوع جديد من اللاجئين الفارين من الآثار البيئية المتعاظمة، ما يلزم أمريكا تغيير سياساتها وحماية الأرض؛ لأنها هي أول من سيطالها الشر.
 
حقيقة علمية لا خلاف عليها

وقال الخبير الإسرائيلي في الشؤون الدولية، نداف إيال: "من كل الخطوات التي اتخذها ترامب في البيت الأبيض حتى الآن، يبدو أن أكثرها مصيرية هي الخطوات البيئية"، مؤكدا أن "ترامب يحاول أن يدمر، حجرا حجرا، السياسة الرامية إلى حماية جودة البيئة وتقليص الاحترار العالمي".

وتعرف ظاهرة "الاحترار العالمي أو الاحتباس الحراري"، بأنها ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو، وهذه الغازات تعرف بغازات الدفيئة؛ لأنها تساهم في تدفئة جو الأرض السطحي".

وأشار إيال في مقال له الخميس بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية؛ إلى إعلان رئيس وكالة حماية البيئة الذي عينه ترامب مؤخرا، بأنه "لا يؤمن بأن السبب المركزي لظاهرة الاحترار؛ هو انبعاث ثاني أكسيد الكربون"، لافتا إلى أن "قول المسؤول الأمريكي يعبر عن عدم ثقة تامة بحقيقة علمية يكاد لا يكون خلاف حولها اليوم".

وقال: "التغييرات المناخية ترتبط بأفعال البشر، بالثورة الصناعية وما تلاها، وقد تبدد الشكاكون في السنوات الأخيرة وأخلوا مكانهم لإجماع متسع عن المصيبة البيئية العالمية (الاحترار أو الاحتباس الحراري)"؛ منوها إلى قله الطلب اليوم على الفحم في الصناعات الأمريكية؛ وذلك كنتيجة للثمن الزهيد الخاص بالغاز الطبيعي، وخاصة في أمريكا".

ونبه الخبير الإسرائيلي إلى أن أمريكا "بذلت جهدا في العقد الأخير لتقليص استخدام الفحم بسبب إمكانيات التلوث الواسعة فيه، والآن يوشك ترامب على إلغاء هذه الخطط، ويحتمل أن يسمح بالتنقيب في مناجم فحم جديدة".

تدمير البيئة مقابل رد الجميل

وتابع: "قبل بضعة أشهر جلست في صالون عائلة منجمي فحم من بنسلفانيا، قالوا: لأول مرة في حياتهم يصوتون لترامب على أمل أن يعيد الفرع للعمل ويوقف إغلاق المناجم، كان يمكن أن نفهم يأسهم وألمهم، فترامب يريد أن يرد لهم الجميل، جودة الهواء والبيئة بشكل عام إلى الجحيم".

وأكد الخبير أن ميزانية الوكالة الأمريكية لحماية البيئة "ستتقلص بشكل كاسح؛ برعاية الكونغرس الجمهوري ومجموعات ضغط الصناعيين، بنسبة 30 %؛ وآلاف الموظفين سيقالون"، منوها إلى أن "فكر ترامب يرى في الوكالة جزءا من الأنظمة الإدارية المتشددة التي تفرض المصاعب أمام النمو الصناعي".

وأضاف: "في الواقع، إدارة بارك اوباما السابقة، أنفقت مليارات الدولارات في أرجاء أمريكا، بما في ذلك المناطق القروية؛ وذلك من أجل بناء "صناعة بيئية" تعمل على تنظيف وتطهير المناطق الملوثة، وتبحث في جودة البيئة وتحث مشاريع الطاقة المتجددة، أما الآن علينا وداع تلك الصناعة (الصناعة البيئية) ومعها التزام الإدارة باتفاقات باريس، لتخفيض كمية انبعاث غاز الدفيئة".

وأوضح إيال أن "الهدف الأعلى ليس تخفيض الحرارة المتزايدة، بل إبطاء التغيير البيئي الكارثي"، مشيرا إلى حديث ترامب مؤخرا؛ الذي "زعم أن الاحترار العالمي هو مؤامرة صينية، هدفها المس بنمو الصناعة الأمريكية، ولكن الوقاحة – يقول الخبير - الحقيقية هي أنه زعيم دولة تسببت للعالم الذي نعيش فيه بضرر أكبر من أي دولة أخرى؛ فلو كان كل شخص في العالم يعيش مثل الأمريكي العادي، لكان مطلوبا خمس كرات أرضية كي تكفي احتياجاتهم الوهمية".

فرار عشرات ملايين البشر

وبين أنه مع نهاية هذا القرن، "يتوقع لسطح البحر أن يرتفع من 17 حتى 58 سنتمترا، في حين يعيش أكثر من 3 مليار نسمة على مسافة نحو 50 كيلو مترا من الشاطئ، بما في ذلك بعض المدن الكبرى في العالم"، مؤكدا أنه "إذا لم يقل انبعاث غاز الدفيئة، فإن كل الجليد في دائرة المحيط المتجمد الشمالي سيختفي في صيف 2040".

وسيؤدي احترار البحر إلى "تردي جودة المياه، وتقليص التنوع البيولوجي وانقراض الأنواع"، بحسب الخبير الذي أكد أن نحو "27 % من أنواع الطحالب البحرية في العالم اختفت، علما بأن ربع كل أنواع السمك في المحيطات يعيشون في هذه الطحالب".

ولفت إيال إلى قلق ترامب من الهجرة، في الوقت الذي ظهر نوع جديد من اللاجئين؛ هم أناس يفرون من آسيا وإفريقيا بسبب الآثار البيئية المتعاظمة في أعقاب الاحترار العالمي"، منبها إلى أنه "في العقود القريبة؛ سيسعى عشرات ملايين البشر إلى البحث عن ملجأ من العديد من الكوارث منها؛ الطوفان، والجفاف، والجوع، والأمراض، وتلوث مصادر المياه، وفقدان القدرة على كسب العيش".

واختتم الخبير الإسرائيلي مقاله الخطير بقوله: "الولايات المتحدة ليست فقط زعيمة العالم الحر، بل هي لا تزال زعيمة العالم؛ وتنكرها لهذا الوضع يضمن الشر ليس فقط لسكان العالم بل لأبنائهم وأحفادهم أيضا".