سياسة دولية

البدل وشعبولا والحبس تشعل انتخابات صحفيي مصر (شاهد)

جيتي
تنطلق اليوم، الجمعة، معركة انتخابات التجديد النصفي بنقابة الصحفيين المصريين، التي شهدت ساعاتها الأخيرة حربا شديدة بين المتنافسين على مقعد النقيب، التي استعان فيها المتنافسون بالوعود البراقة، وأبرزها: زيادة البدل المالي للصحفيين، والتباهي بالدعم الذي قدمته الحكومة لمرشح بعينه.

ذلك فيما أعلنت مرشحة تبنيها لقضية الصحفيين المحبوسين، وطالبت بالسماح لهم بالتصويت، بينما استعانت مرشحة أخرى بالمطرب الشعبي، شعبان عبدالرحيم؛ لاستمالة المصوتين إليها.

وأعلنت اللجنة المشرفة على انتخابات النقابة، الخميس، أن عملية التصويت ستبدأ الجمعة، تحت إشراف قضائي كامل، لاختيار النقيب من بين سبعة مرشحين، وستة من أعضاء المجلس، من بين 71 مرشحا، بعد اكتمال الجمعية العمومية، بحضور نسبة 25%‏ من الأعضاء، أي نحو 2150 صحفيا وصحفية، وبعد انعقاد الجمعية.

وتورط كل من المرشحَيْن الأبرزين على منصب النقيب، وهما النقيب الحالي، يحيى قلاش، والمرشح القادم من صحيفة "الأهرام"، عبدالمحسن سلامة، في إطلاق وعود ثبت أنها غير حقيقية تتعلق بميزات مادية قادمة للصحفيين.

وقال الأخير في مؤتمر صحفي بجريدته، الخميس، إنه حصل على موافقة حكومية على زيادة كبيرة في قيمة بدل التكنولوجيا الشهري المخصص للصحفيين، وهو ما سارع مصدر رسمي في وزارة المالية نفسها إلى نفيه، ما وضع سلامة في حرج، قبل ساعات من الانتخابات.

من جهته، قال يحيى قلاش، إنه تمكن من تسوية مشكلة مشروع إسكاني يخص الصحفيين، وإنه سيتم تسليمهم وحداتهم السكنية المتأخرة، الأمر الذي نفته وزارة الإسكان، مؤكدة أنه لا تسليم لأي وحدة إلى الصحفيين قبل تسوية مستحقاتها المالية، وسداد النقابة للمبالغ المتأخرة عليها، ما وضع "قلاش" في حرج بالغ أيضا.

وبرعم هذا النفي الحكومي المتكرر، إلا أنه لم يمنع من وضوح الميل الحكومي القوي إلى مرشح بعينه، وهو عبدالمحسن سلامة، الذي انهالت عليه موافقات وزارات عدة في الساعات الأخيرة؛ من أجل تزويد الصحفيين بخدمات جديدة، وهو ما اعتبره صحفيون "تدخلا سافرا" من الحكومة في نزاهة العملية الانتخابية.

مرشحتا المحبوسين وعبد الرحيم

والأمر هكذا، نأت المرشحة على مقعد النقيب، نورا راشد، بنفسها بعيدا عن الوعود المالية، وقالت إنها تتبنى إطلاق سراح المحبوسين من الصحفيين، سواء احتياطيا أو بأحكام قضائية.

وتقدمت نورا بطلب إلى النائب العام، نبيل صادق، "للسماح للزملاء المحبوسين احتياطيا على ذمة التحقيقات بالتصويت في الانتخابات".

وأشارت، في تصريحات صحفية، إلى أن هذا الطلب أول خطوة فعلية في برنامجها الانتخابي؛ من أجل وضع بسمة على وجوه أمهات وآباء أسر الزملاء المتهمين.

أما المرشحة على منصب النقيب أيضا، الكاتبة في الأهرام"، جيهان الشعراوي، فاستعانت بالمطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم، وكاتب أغنياته إسلام خليل، ليخرجا أغنية جديدة لها تدعو الصحفيين إلى انتخابها، باعتبار أنه "في عام المرأة لا بد من واحدة ست لنقابة الصحفيين"، وأنه: "عايزين وشوش جديدة على منصب النقيب"، وفق الأغنية.

ودافعت الشعراوي عن ذلك بالقول، عبر "فيسبوك": "الحمد لله.. حققت هدفي، ونجحت في إثبات ما أردت إثباته بترشحي أولا، وبأغنية مستقبل الصحافة؛ لأنها كانت وسيلة غير تقليدية لتوصيل رسالة ذات مضمون لن يفهمه إلا القليل" (...).

سلامة.. فنكوش زيادة البدل

ويوم الخميس، اشتعلت حرب المؤتمرات الصحفية بين قلاش وسلامة؛ إذ عقد كل منهما مؤتمرا، شرح فيه برنامجه، وردَّ على التساؤلات المطروحة.

وأعلن سلامة أنه حصل على موافقات من جهات حكومية على أرض لبناء مستشفى للصحفيين، وإعادة تشغيل النادي النهري، وعضويات بالمئات في مركز شباب الجزيرة، وتسهيلات في الإسكان الاجتماعي، وإعادة قطعتي أرض أكتوبر للنقابة مرة أخرى؛ لإقامة مدينة سكنية للصحفيين، ما اعتبره صحفيون "تدخلا حكوميا" لصالح سلامة؛ لأن المفروض ألا تكون الوعود الحكومية لمرشح بعينه.

وفي حوار مع صحيفة "الوطن"، الخميس، دعا سلامة أنصار قلاش إلى التوقف عن الشائعات التي يطلقونها ضده، بحسب تعبيره.

 


 وفي السياق ذاته، لوحظ ميل الإعلام الموالي لسلطات الانقلاب إلى سلامة دون قلاش. وطالب نقيب الصحفيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، الصحفيين بضرورة اختيار المهني قبل السياسي، مؤكدا أن ذلك متوافق في قدرات وصفات عبد المحسن سلامة، وفق قوله.



قلاش: معركة لحماية المهنة

في المقابل، وصف قلاش انتخابات النقابة بأنها معركة مصيرية لحماية المهنة والكيان النقابي، بعيدا عن أي تدخلات أو توجيهات، مضيفا أنه تم خلال الفترة الماضية استخدام كل الأساليب غير المشروعة وغير المسبوقة والدخيلة على التقاليد النقابية الراسخة.

وشدَّد على أن البدل قضية أمن قومي بالنسبة للأعضاء، وأنه حصل على وعد بزيادته في شهر تموز/ يوليو المقبل، وأن لديه خطابات تؤكد ذلك، مشددا على أنه حق للجماعة الصحفية، وليس منحة من أي جهة.

وفي حوار مع "الوطن"، الخميس، قال قلاش، إن انتخابات النقابة هذه المرة تختلف عن المرات السابقة؛ بسبب الملابسات المحيطة بها، معتبرا أن المنافسة تحتوي على أساليب لم يعهدها في أي انتخابات سابقة، بسبب ما سماه "الممارسات غير الأخلاقية، وخلط الأوراق، وبث شائعات ضده"، وفق قوله.

وأضاف، في حوار لـ"الوطن"، أيضا، أنه لم يتاجر بموقفه، ولا بتداعيات القضية المتهم فيها بالتستر على صحفيَيْن كان مطلوبا ضبطهما، حسبما قال.



 ويرى أنصار قلاش أن جمعية "المصير" بالصحفيين، سوف تستكمل أعمال جمعية "الكرامة" في 4 أيار/ مايو، التي انتفضت غضبا بعد اقتحام النقابة، دفاعا عن حرية الصحافة، مشيرين إلى أن تيارهم يسعى للحفاظ على الكيان النقابي، ومنع تحويله لحظيرة خلفية للدولة، بينما التيار الحكومي بقيادة سلامة يسعى إلى إنجاح مخططاتها، وهزيمة الصحفيين بالتحالف مع رجال الأمن والحزب الوطني.



 وهذه ثاني انتخابات في عهد السيسي، وتأتي بعد أحداث جسام تعرضت لها النقابة، أبرزها اقتحامها في أيار/ مايو الماضي من قبل قوات الأمن، لتنفيذ قرار الضبط والإحضار لصحفيين، ثم صدور حكم قضائي بحبس كل من: نقيب الصحفيين، وعضوين في مجلس النقابة، بالحبس عامين وكفالة عشرة آلاف جنيه لوقف التنفيذ؛ بتهمة إيواء مطلوبين للعدالة، ونشر أخبار كاذبة.