ملفات وتقارير

هكذا ألقى غياب الإخوان بظله على انتخاب صحفيي مصر (شاهد)

جيتي- أرشيفية
تنتظم، الجمعة، انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين المصريين على مقعد النقيب العام وأعضاء المجلس، وسط مواجهة على منصب النقيب، بين مدير تحرير "الأهرام" عبد المحسن سلامة، المحسوب على اليمين الليبرالي، المؤيد لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ويحيى قلاش، النقيب الحالي، المعروف بتوجهاته الناصرية، والمحسوب على مربع اليسار، المؤيد لانقلاب السيسي أيضا.

بينما يغيب المرشحون الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين عن الانتخابات، وبرغم ذلك كانوا هم الغائب الحاضر فيها، سواء بإبطال ترشح الصحفي المعتقل حسن القباني، الذي يقبع معه في سجون السيسي حاليا قرابة سبعة أعضاء بالنقابة، لمجرد شبهة انتمائهم للإخوان، أو بشن إعلاميين موالين للسيسي نفسه حربا شعواء على المرشحين المحسوبين على مربع الإخوان، دون أن يكونوا منهم بالضرورة.

ويتنافس على مقعد النقيب سبعة أعضاء، بينما يتنافس على عضوية المجلس 73 مرشحا من كل الصحف القومية والخاصة.

اشتعال الحرب الدعائية

وفي الساعات الأخيرة، اشتعلت حرب الإعلاميين الموالين لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي على قلاش وأعضاء التيار الناصري، فضلا عن المتعاطفين مع الإخوان المسلمين، وذلك لصالح مرشحين محسوبين على نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، ويقفون حاليا في مربع تأييد السيسي.

وتشتعل المواجهة بين هذه التيارات حول قضايا عدة، أبرزها معركة إصدار القانون الموحد لحرية الصحافة والإعلام، وقانون إلغاء العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر والعلانية، وقضية تدني أجور الصحفيين، ومواصلة الدفاع عن استقلال النقابة.

ويلتقي الناصريون واليساريون والقوميون مع الإسلاميين في تيار واحد، هو تيار الدفاع عن الاستقلال النقابي، وحرية الصحافة، وحماية الصحفيين من الملاحقات الأمنية.

غياب الإخوان

وتخلو انتخابات النقابة هذه المرة من عناصر التيار الإسلامي، للمرة الثانية بعد انتخابات عام 2013، ولم يشارك فيها أي من المرشحين الإسلاميين، خاصة من جماعة الإخوان، الذين كان يترشح منهم غالبا ستة مرشحين، ويفوز ما بين اثنين وأربعة منهم.

وكان من أبرزهم صلاح عبدالمقصود، وكيل النقابة الأسبق، صاحب ومؤسس أهم مشروع خدمي فيها، وهو مشروع العلاج.

وشغل منصب وزير الإعلام في عهد الرئيس محمد مرسي. 

أما المرشح صاحب أعلى الأصوات في غالبية الانتخابات، محمد عبد القدوس، فقد رفض المشاركة في هذه الانتخابات، برغم أنه كان عضوا دائما في مجلس النقابة قرابة عشرين عاما، وسط مشاعر حميمة أحاطه بها زملاؤه من سائر التيارات، وبرغم أن فرصته كانت قوية على منصب النقيب نفسه، هذا العام.

ويسري هذا الأمر نفسه على النقيب الأسبق، ممدوح الولي، الذي رفض الترشح أيضا هذه المرة.

موسى يحرض على قلاش والمستقلين

وفي دلالة قوية على وقوف نظام السيسي ضد يحيى قلاش، والتخوف من تقارب الناصريين والإسلاميين، شن أهم ذراع إعلامية للسيسي، وهو أحمد موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، الأربعاء، هجوما عنيفا على قلاش.

وقال: "تحولت النقابة خلال السنوات الماضية إلى دور سياسي وليس خدميا"، مدعيا أن النقابة أصبحت اليوم مأوى لمجموعات وأحزاب معينة وتكتلات سياسية.

وأضاف أن أجور الصحفيين في الحضيض، وتساءل أيضا: "هل الصحيفة الجنائية لنقيب الصحفيين يحيى قلاش، ووكيل نقابة الصحفيين خالد البلشي نظيفة؟ هل مسموح للجماعات الصحفية أن تدافع عن منظمات إرهابية؟".



 كما هاجم موسى عددا من المرشحين الذين تحسبهم الأجهزة الأمنية على الإسلاميين، أو متعاطفين معهم.

فزعم أن المرشح محمد خراجة (العضو السابق بمجلس النقابة) أساء إلى الأقباط في مقال سابق له، وأن المرشح مصطفى الغمري وصف الرئيس محمد مرسي بأنه الرئيس الشرعي، وأن المرشح هشام يونس يدافع عن الإخوان، وأن المرشح مصطفى عبيدو كان على منصة "رابعة" خلال دعمه للاعتصام (السلمي).



ماذا قال قلاش؟

في مقابل هذا الهجوم، أكد قلاش أنه ليس في أزمة مع الدولة، وأنه حصل على أكبر دعم مادي في عمر النقابة، متسائلا: "كيف لشخص متأزم مع دولته أن يحصل على هذا الدعم؟".

وأعلن حصول النقابة على دعم مقداره 63 مليون جنيه، ويتبقى منها حاليا 40 مليونا فائضا، وفق قوله.

 وأشار إلى مواصلة جهوده في مساندة الصحفيين المحبوسين، ومحاولة رفع أجور الصحفيين بالجرائد.

 وعن موقفه مع عمرو بدر ومحمود السقا، قال: "لست نادما على موقفي، ولو شعرت للحظة واحدة بأني أخطأت سأنسحب، ولكني ما فعلته كان لحفظ كرامة الصحفي، وعدم النيل منه".

لماذا انضم سلامة لشق النقابة؟

من جهته، يخوض عبدالمحسن سلامة المعركة على منصب نقيب الصحفيين، في مواجهة قلاش، استنادا إلى كونه الوكيل الأسبق لنقابة الصحفيين. وفي عام 2013، خسر الانتخابات لصالح المرشح ضياء رشوان.

وفي مقابلة خاصة مع "عربي21" بتاريخ 14 شباط/ فبراير الماضي، حمَّل سلامة مجلس النقابة الحالي برئاسة يحيى قلاش مسؤولية تدهور مهنة الصحافة، والتفريط في حقوق الصحفيين النقابيين، نافيا أن يكون "مرشح الدولة"، برغم تأكيده أن علاقته بها جيدة.

واتهم سلامة "القائمين على النقابة (بأنهم) انحرفوا بمهنة الصحافة عن أهدافها، وأهملوا أولوياتها"، معتبرا أن ترشحه لمنصب النقيب هو "من أجل إنقاذ المهنة من الضياع، والصحفيين من التشرد"، وفق قوله.

وكان سلامة انضم إلى عضوية ما يُسمى "جبهة تصحيح المسار"، التي انحازت لـ"عدوان" وزارة الداخلية على نقابة الصحفيين، وحاولت شق النقابة، وعقدت مؤتمرا بالأهرام، يوم 8 أيار/ مايو 2016، ورأسه مكرم محمد أحمد، النقيب الأسبق، وطالبت فيه بجمع توقيعات لإسقاط مجلس نقابة الصحفيين.