مقابلات

"عربي21" تحاور مفتي القاعدة السابق حول نشأة ومسيرة التنظيم

أبو حفص الموريتاني- أرشيفية
 لايزال هناك الكثير من المعلومات والأسرار غائبة عن نشأة ومسيرة تنظيم القاعدة الذي تأسس في الفترة بين آب/ أغسطس 1988 وأوائل 1990.
"عربي21" تحاور مفتي القاعدة السابق، محفوظ ولد الوالد، المعرف بـ"أبي حفص الموريتاني"، وهو أحد أهم الرجال المقربين من زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، الذي يصفه البعض بأنه كان الرجل الثالث في التنظيم، حول نشأة ومسيرة التنظيم.
 
وفيما يلي نص المقابلة:
 
لماذا انضممت لتنظيم القاعدة؟

حينما انضممت لتنظيم القاعدة كان التنظيم يسعى لنصرة الجهاد الأفغاني، وهذه القضية في ذلك الوقت كانت من أهم قضايا الأمة، وأبرز صور الوقوف في وجه الاحتلال الشيوعي، ووقف التمدد السوفيتي نحو العالم الإسلامي.
 
ولم تكن هذه القضية محل خلاف بين علماء الأمة، ولا حتى بين أكثر السياسيين في العالم الإسلامي. ولم يكن انضمامي للقاعدة انضماما عشوائيا، بل كان بعد ترو، وتحر، واستخارة، واستشارة، وكثير من الدراسة والتأمل.
 
وكان التنظيم يومها منضبطا في الجملة، وكان يهتم بنصرة القضية الأفغانية والشعب الأفغاني من خلال العمل على مساعدة المجاهدين لإقامة دولة إسلامية في أفغانستان.
 
يضاف إلى ذلك اهتمامه بقضايا المسلمين في العالم، ومناصرة الشعوب المسلمة، ومساندة قضايا الأمة بصورة عامة.
 
وكانت هذه هي الأهداف التي يتطلع لها كل شاب صادق في ذاك الوقت، يسعى لنصرة الإسلام وقضايا المسلمين، ولذلك انضممت للتنظيم.
 
لكن تنظيم القاعدة في نشأته كان عليه مآخذ وانتقادات؟

بالفعل، لكني بعد التأمل فيها، وفي أسبابها رأيت أنه يمكن إصلاح أهمها من الداخل، وهذا ما تم في مرحلة السودان اللاحقة.
 
وكيف كانت تجربتك مع التنظيم عقب انتقاله للسودان؟

عقب وصول المجاهدين الأفغان للسلطة، وسقوط النظام الشيوعي في كابول عام 1992، وحينما حدث الخلاف والقتال بين الأحزاب الجهادية، اعتزل التنظيم هذه الفتنة واعتبرها قتالا بين المسلمين، وحسنا فعل، فانتقلنا إلى السودان وتركنا أفغانستان.
 
وكانت مرحلة السودان بالنسبة لي مرحلة الدخول والوصول لقلب التنظيم وقيادته، والاتصال المباشر بالشيخ أسامة بن لادن وقيادات التنظيم، والعمل على إصلاح الكثير من الأمور التي كانت بحاجة للإصلاح، سواء من الناحية الفكرية أو التربوية أو التنظيمية أو الإدارية، وتوسيع أفق التنظيم، وتحويله من تنظيم عسكري محض إلى تنظيم يهتم بالدعوة، والتربية، والسياسة، والعلاقات العامة، والعمل الخيري والإنساني والجوانب الأخرى كافة في الإسلام، وقد نجحنا في بعض ذلك، وتعثرنا في بعض آخر.
 
وأعتقد أننا قطعنا مرحلة كبيرة في تلك الأمور من خلال الاتصال بالشيخ أسامة وقيادات التنظيم، وكان هذا ما شجعني على الاستمرار والبقاء في التنظيم، حيث رأيت ثمار وجودي ومدى التفاعل مع مقترحاتي التي أدت لتحقق كثير من الإصلاحات في المجالات المختلفة.
 
في مرحلة السودان، عالجنا قضايا الغلو عند بعض الشباب، وقضايا هيكلة التنظيم وإصلاحه إداريا، وكانت النتائج جيدة. واقتنعت أن استمرار وجودي في التنظيم أمر مهم لإصلاحه والنأي به عن العسكرية المفرطة، وسيطرة أفكار الغلو والتشدد.
 
ما الذي استطعت القيام به تحديدا في أثناء وجودك داخل "القاعدة"؟

من أهم الأمور التي كان لي دور في إقناع التنظيم بها، هي رفض المشاركة أو المساهمة أو الدعم في العمليات التي كانت تقوم بها بعض الجماعات الإسلامية في ذلك الوقت ضد بعض الأنظمة، خاصة النظام المصري، لأننا توصلنا إلى اقتناع بعد كثير من الجلسات والتقييم لتجارب الحركة الإسلامية المعاصرة وتاريخها في هذا المجال، بأن هذه العمليات لا تسقط نظاما ولا تحق حقا ولا تبطل باطلا، وأن ضررها أكثر من نفعها، ولذلك تجنب التنظيم طيلة تلك الفترة التورط في أية عمليات أو مواجهات من هذا القبيل.
 
وكيف كان التعاطي الخارجي مع هذا الأمر؟

هذا التوجه السلمي للتنظيم، والتحول من العسكرة المحضة لمواجهة الباطل والظلم والفساد وتخلف الأمة، إلى مجالات الدعوة والتربية والسياسة والإصلاح السلمي، لم يعجب بعض القوى الموجودة، وخاصة السعودية وأمريكا، فقاموا بالضغط على السودان لإخراج التنظيم منها، وهذا ما حدث بالفعل بسبب الحصار والضغوط التي تعرض لها السودان، فأُبعد التنظيم إلى أفغانستان عام 1996.
 
وفي مرحلة أفغانستان الجديدة، وجد التنظيم أن توجهاته السلمية والإصلاحية والدعوية والتربوية والسياسية والنأي بنفسه عن العسكرة المحضة في مرحلة السودان، لم تزد خصومه ومخالفيه إلا ضغطا عليه، فغيّر سياساته، وأعلن المواجهة مع عدوه الأكبر - من وجهة نظر "ابن لادن" – أمريكا، وأصدر إعلانه التاريخي للجهاد على الأمريكان باعتبارهم محتلين لبلاد الحرمين.
 
وأنا لم أكن موجودا وقتها في أفغانستان، وحينما قرأت البيان صُدمت، لأن البيان وما تضمنه والتوجه الجديد للشيخ أسامة وللتنظيم نحو قتال الأمريكان، يختلف تماما مع الأمور التي توصلنا لها سابقا بالسودان، والتي كانت ثمرة جلسات ومناقشات ودراسات كثيرة ومعمقة، ومن هنا بدأت أختلف مع التوجه الجديد للتنظيم.
 
ولماذا اعترضت على إعلان ما وصُف بـ "الجهاد" ضد أمريكا؟

اعترضت على قتال الأمريكان لأكثر من سبب، السبب الأول: أنه لا يتوفر عند الشيخ أسامة أو تنظيم القاعدة، أو حتى جميع التنظيمات الجهادية مجتمعة في ذلك الوقت أي مقومات لصراع مسلح عالمي ضد الولايات المتحدة، فقد كان عدد الأفراد قليلا جدا، ولا تتوافر أي إمكانيات مادية لهذه المواجهة، وكانت الظروف غاية في الصعوبة، وكانت الأوضاع  العامة في أفغانستان مضطربة، وغير مستقرة.
 
وبالتالي، لم تكن هناك أي مقومات في أفغانستان لخوض حرب عالمية ضد أمريكا، وكان هذا أمرا بديهيا، وأبلغت هذا للشيخ أسامة، وقلت له: أنت ترفض دخول الجماعات الجهادية في صراع مع الأنظمة الحاكمة في البلاد الإسلامية لعدم تكافؤ القوى، ولأن تلك الجماعات لا تمتلك المقومات اللازمة لإسقاط تلك الأنظمة، وهذه رؤية صائبة، ولكنها حجة عليك، لأن الفارق بين ما تملكه أنت من مقومات قتال أمريكا، وقوة أمريكا، أكبر بكثير من الفارق بين قوة تلك الجماعات وقوة الأنظمة التي تريد إسقاطها.
 
السبب الثاني هو أن هذا الإعلان سيؤدي إلى الوقوع في بعض المحاذير، ومنها على سبيل المثال أن قتال الأمريكان في الجزيرة العربية، سوف يقود لامحالة إلى مواجهة مسلحة بين الشباب والسلطات السعودية، التي كانت القوات الأمريكية الموجودة فيها مستهدفة بالدرجة الأولى من إعلان الجهاد على الأمريكان.
 
وعلى الرغم من أن الإعلان حذر من التعرض لقوات الأمن السعودية، ودعا أفراد وعناصر قوات الأمن والجيش إلى التعاون مع الشباب، وتسهيل مهامهم في ضرب الأمريكان، إلا أن هذا الكلام لم يغير من الحقيقة شيئا، فقد كانت النتيجة الحتمية لقرار ضرب الأمريكان في الجزيرة العربية والسعودية بالذات هي الدخول في صدام مع السلطات السعودية، وبالتالي سوف يقع التنظيم فيما كنا نحذر منه، وسوف تتكرر أخطاء تجارب الجزائر ومصر وغيرها من التجارب التي اتفقنا على أنها خاطئة.
 
وماذا عن تداعيات هذا القرار على تماسك تيار الصحوة الإسلامية آنذاك؟

كان من تداعيات إعلان الجهاد على الأمريكيين في الجزيرة العربية، أنه أدى إلى شرخ داخل تيار الصحوة الإسلامية بالجزيرة العربية وخاصة السعودية.
 
والشيخ أسامة في هذا الوقت كان لديه تواصل مع بعض المشايخ وبعض قيادات الصحوة الإسلامية، وكان يجرى معهم نوعا من التشاور فيما ينبغي فعله، لكن الشيخ كان سقفه في التغيير أبعد بكثير جدا من سقف المشايخ وقادة تيار الصحوة الإسلامية، فقد كان الشيخ يكفر النظام السعودي بلا تردد، ويدعو إلى تغييرات جذرية، بينما كان غاية ما يطمح إليه مشايخ الصحوة هو تحقيق بعض الإصلاحات.
 
وحينما أعلن الشيخ العمل المسلح ضد القوات الأمريكية بالجزيرة العربية، كان معظم المشايخ في السجون وأمرهم لم يكن بأيديهم، والشباب كانوا يعيشون دون قيادات ولا يملكون القدرة على اتخاذ القرار.
 
وحدث انقسام كبير داخل تيار الصحوة، فبعض الشخصيات التي كانت مقربة جدا من الشيخ أسامة وكانت تتعاطف معه أعلنت رفضها لدعوته، وانقسم الشباب داخل السعودية بين مؤيد ومعارض.
 
ولم يكن هناك أي تأثير يذكر لدعوته لقتال الأمريكيين داخل الجزيرة العربية، حتى إنه لم تسجل أية عمليات ذات شأن ضد الأمريكان بعد الإعلان، في حين كانت هناك عمليات قبل ذلك لم يكن للقاعدة علاقة بها.
 
كما أن العمليات المسلحة ضد الأمريكان أدت لاحقا لخلاف كبير جدا بين الشيخ أسامة وحركة طالبان وزعيمها الملا عمر، الذي قال للشيخ أسامة بشكل واضح وصريح، إننا لسنا في وضع يتحمل ردود أفعال الولايات المتحدة على عمليات تقوم بها انطلاقا من أفغانستان، وقال له: أنت مرحب بك كضيف عندنا، فأنت مجاهد قديم ونحن نحميك ونؤويك وندافع عنك، لكن لا تجعلنا في موقف لا نستطيع تحمله.
 
إلا أن الشيخ أسامة لم يستجب لهذا الأمر، وخالف حركة طالبان وواصل عملياته ضد أمريكا، وكانت عمليات القاعدة ذريعة تذرعت بها الولايات المتحدة لغزو أفغانستان وإسقاط حكم حركة طالبان.
 
وكان هذا الإصرار من الشيخ على عملياته ضد أمريكا أمرا غير مقبول لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية الأخلاقية، خاصة أنه كان ضيفا عند دولة إسلامية هو مبايع لها. ومع ذلك، أصر على مخالفتها والاستمرار في عمليات تتضرر من عواقبها. وكنت من أشد المعارضين للشيخ أسامة في هذا الأمر.   
 
هل كان هذا القرار خاص بـ أسامة بن لادن فقط أم بالتنظيم كله؟

حينما طُرح هذا الأمر ناقشناه على مستوى اللجنة الشرعية التي كنت رئيسا لها، وكذلك على مستوى مجلس الشورى الذي كنت عضوا فيه، وحتى على مستوى الجماعات الإسلامية الأخرى التي كانت موجودة في الساحة.
 
وكان رأي الجميع تقريبا - باستثناء الشيخ أسامة وشخص أو اثنين ربما - أن هذه العمليات غير مشروعة، لأنها تتم دون إذن الحاكم المسلم الذي نحن في ضيافته، وتتم دون موافقة اللجنة الشرعية للتنظيم، ومخالفة لرأي مجلس الشورى في التنظيم.
 
كما أن مفاسدها واضحة جدا، فالولايات المتحدة لن تُهزم من خلال عملية أو عشر عمليات، بل هذه العمليات ستثيرها وتعطيها الذريعة لتحقيق كثير من أهدافها التي كانت تُخطط لها من قبل، ومنها إسقاط حركة طالبان، وهذا ما حدث بالفعل.
 
وماذا كان رد فعل "بن لادن" على كل هذه المواقف؟

الشيخ أسامة لم يكن يرى أن الشورى في التنظيم مُلزمة أو مقيدة له في أي شيء، فإذا ما أجمع كل أعضاء التنظيم على رأي معين، ورأى هو شيئا آخر، كان يعتقد أن من حقه أن يقود التنظيم إلى رأيه دون أن يبالي برأي الشورى.
 
يضاف إلى ذلك رفضه للكثير من المساعي التي حاولنا من خلالها إصلاح وتطوير التنظيم وإعادة هيكلته وتكييفه مع الواقع الجديد.
 
وبعد إصراره على أن يقود أفغانستان ويقودنا جميعا إلى هذه الحرب - التي لا نريدها ولا نراها مشروعة - اعتذرت له وقلت له: عذرا، أنت لا تلتزم بالفتوى الشرعية في التنظيم، وفي الأمور التنظيمية لا تلتزم برأي مجلس الشورى، وفي السياسة لا تلتزم برأي الملا عمر الذي قمت بمبايعته، ولذلك لا يمكنني أن أستمر معك أكثر من ذلك، أرجو أن تأذن لي بأن نفترق، وأرجو أن يكون كلانا مأجورا، واستأذنت منه وقررت الخروج من التنظيم، وكان هذا قبل عمليات 11 أيلول/ سبتمبر بأسابيع قليلة جدا.
 
هل شهد تنظيم القاعدة تحولات فكرية أو تنظيمية بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن؟

أهم تطور فكري حدث عند التنظيم في مرحلة ما بعد الشيخ أسامة، هو التوجه نحو نوع من الاعتدال يحاول التنظيم التركيز عليه، وأن يقدم نفسه من خلاله تنظيما جهاديا معتدلا.
 
ونلفت النظر هنا إلى أن هذا التوجه الذي ظهر خلال هذه المرحلة، كان نتيجة لمراجعات قام بها الشيخ أسامة في فترة اعتزاله واختفائه في السنوات الأخيرة قبل اغتياله.
 
وقد اطلعت على وثائق ورسائل وخطابات ومكاتبات بينه وبين أمراء الفروع في الأقاليم، وقيادات القاعدة في أفغانستان، وبعض هذه الوثائق عُثر عليها في البيت الذي قُتل فيه - رحمه الله- وأفرجت عنها المخابرات الأمريكية لاحقا، وتأكدت بعد قراءة هذه الوثائق بتمعن أن الشيخ في هذه المرحلة قام بمراجعات مهمة وقيمة جدا، حاول من خلالها أن يُصحح بعض الأخطاء التي وقع فيها التنظيم في المراحل السابقة.
 
ما ملامح هذا التحول برأيك؟

لقد بدأ التنظيم يحاول أن ينأى بنفسه عن خطابات الغلو المتشددة في  التكفير، والتفسيق، والتبديع والأحكام الجاهزة على الآخرين من المخالفين، وبدأ ينأى بنفسه عن خطابات التشدد التي ظهرت بشدة وحدّة في هذه المرحلة عند تنظيم الدولة.
 
ومن مظاهر التوجه الفكري الجديد لدى التنظيم أيضا، أنه حاول خلال هذه الفترة أن يتجنب القيام بعمليات يسقط فيها ضحايا مدنيون كُثر، فالقاعدة تحاول الآن أن تظهر نفسها أنها لا تستهدف المدنيين بل المعنيين بعملياتها بشكل مباشر ودقيق، وتحاول القيام بعمليات أشبه بالعمليات الجراحية.
 
وأحسب أن التنظيم نجح إلى حد ما في تقديم خطاب أكثر اعتدالا واتزانا وواقعية واستجابة لمتطلبات الساحة، ولكن ربما أثر سلبا على التنظيم ارتباطه ببعض الشخصيات العلمية المعروفة في الساحة الجهادية، التي يُعرف عنها نوع من الغلو والتشدد، وكان لارتباطها بالتنظيم أو قربها منه وعلاقتها به تأثير سلبي عند بعض الناس في موقفهم من التنظيم.
 
وقرب هذه الشخصيات من التنظيم، وتأثيرها عليه كان بسبب غياب أهم الشخصيات العلمية في التنظيم بعد مقتل الشيخ عطية الله الليبي والشيخ أبو يحيى الليبي - رحمهما الله- في هذه المرحلة،  فقد ترك غيابهم فراغا حاول التنظيم أن يسده بالتقرب من الشخصيات الأخرى التي لبعض مؤيدي التيار الجهادي مآخذ عليها.
 
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق، وفي أثناء الحديث عن مرحلة ما بعد الشيخ أسامة، أهمية خروج الشيخ أبي الخير المصري من السجن، وتعيينه نائبا عاما لأمير تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري، وأبو الخير شخصية لها تاريخها الطويل في الجهاد، وله علاقة قوية بالدكتور أيمن، وفيه بعض الصفات التي تسد فراغا كان موجودا قبل خروجه وتعيينه في هذا المكان.
 
ما هو تقديرك لدرجة الغلو والتشدد الموجودة لدى "القاعدة" مقارنة بتنظيم الدولة "داعش"؟
 
كانت هناك نزعة غلو موجودة لدى بعض عناصر "القاعدة" وليس كل أفراد التنظيم، وهذه النزعة كان لها تأثير على بعض المواقف والقرارات، إلا أن نزعة الغلو هذه لم تصل على الإطلاق لدرجة الغلو الموجودة لدى تنظيم الدولة، أو جماعات التكفير التي اشتهرت بهذا، ولكن كان هناك "نفس تكفيري" لدى بعض عناصر القاعدة.         
 
كيف تقيم موقف "القاعدة" من ثورات الربيع العربي؟
 
كانت مواقف الشيخ أسامة من الربيع العربي إيجابية في مجملها، وبذل التنظيم جهودا لمحاولة توظيف الثورات، واستيعابها، والعمل على الاستفادة منها، وعدم الاصطدام بكل ما يمكن تجنب الاصطدام به من تداعياتها، سواء من الناحية الفكرية أو السياسية.
 
وهذا التوجه الإيجابي من ثورات الربيع العربي، كان من أسباب هجوم خصوم التنظيم عليه من قبل بعض الجماعات التي لديها غلو وتشدد، وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية.