سياسة عربية

"صرخة هليّل" تدوي في وسائل التواصل الاجتماعي

كات خطبة هليل مفاجئة وغير مسبوقة - أرشيفية
لاقت خطبة الجمعة لقاضي القضاة في الأردن، أحمد هليّل، صدى في صفحات التواصل الاجتماعي، بعد أن تضمنت رسائل تحذير غير مسبوقة لملوك وأمراء وحكام الخليج طالبهم فيها بالتحرك لـ"إنقاذ الأردن من الأخطار التي اشتدت حوله".
 
وأطلق مغردون أردنيون وسما عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت عنوان "#نشامى_الاردن_لا_يتسولون_ياهليل"، كما انتشر الوسم "#هليل_لا_يمثلي"، فيما تصدر التفاعل على خطبة هليل شبكات التواصل الاجتماعي لليوم الثالث، بين مستنكر للخطبة وما وُصف بـ"أسلوب الشحدة والتسول"، وبين مؤيد لضرورة دعم الأردن من قبل دول الخليج.
 
ويربط الأردنيون عادة بين هليل وإعلان رؤية شهر هلال شهر رمضان، بوصفه قاضي القضاة، الا أن الخطبة الأخيرة دفعت ساخرون لربط هليل بوصول المساعدات من دول الخليج.
 
ونشر مواطنون تعليقا ساخرا على موقع الفيس بوك جاء فيه: "دعا سماحة قاضي القضاة الشيخ احمد هليل المواطنين تحري شاحنات الهلال الأحمر الخليجية على الحدود السعودية الاردنية اعتبارا من غروب شمس يوم غد الأحد، وأضاف أنه في حال عدم ثبوت رؤية الهلال والشاحنات يعتبر رفع الغاز والمحروقات هو المتمم لرفع الضرائب الأخرى".
 
كما صور ساخرون مقطع فيديو يقلدون خطبة هليل ووصول المساعدات الخليجية بعد "الخطبة النارية"، كما وصفوها.
  
 
وطالب أردنيون بمحاسبة الفاسدين ومن سرقوا فوسفات الأردن، عوضا عن طلب المساعدات من دول الخليج.
 
 
وانتقد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، زكي بني ارشيد، مضامين الخطبة، متسائلا: "هل مضامين هذه الخطبة عفوية؟ أم أنها تحمل رسائل موجهة للداخل الوطني والمحيط الإقليمي وتحديدا الخليجي؟ وهل خطبة الجمعة هي القناة  المناسبة  للتواصل؟".
 
وأضاف عبر صفحته على فيسبوك: "إذا افترضنا أنها اجتهادٌ خاص من سماحة الشيخ المحترم احمد هليل، فاجتهاده مشكور، ولكن لا داعي لتحميل الخطبة ما لا تحتمل، أما إن كانت مقصودة بمضامينها ومعانيها فهذا يعني أننا في أزمة عميقة متعاظمة ولا تخفى على أحد، ولطالما حذرنا من الوصول إليها، أو أننا مقبلون على ما هو أعظم. والسؤال الآن هل وسائل التواصل الرسمية والمباشرة مع الجهات المعنية سواء على مستوى الداخل والخارج قد أغلقت؟ أم ان هذه قناة إضافية؟".
 
وكان مصدر رسمي قد أكد لصحيفة الرأي الرسمية السبت أن المناشدة التي أطلقها هليل، الذي يحمل أيضا وصف "إمام الحضرة الهاشمية"، "بمناشدة الاشقاء في دول الخليج العربي للوقوف مع الأردن في الوقت الذي تشتد فيه الظروف؛ جاءت بصفته إماما وعالما من علماء الأمة، وباجتهاد وجهد شخصي، حيث له الحق والحرية فيما يقول لموثوقيته وصدقيته وسعة معرفته"، وفق ما نقلته الصحيفة عن المصدر.
 
وأضاف المصدر أن هليل "كان بالفعل وهو يلقي الخطبة؛ قد أكد أنه يتحدث بصفته إماما وعالما، وأنه لم يذكر في مكان من الخطبة أن يتحدث باسم أي جهة رسمية، بل باجتهاد وجهد الإمام والعالم ذا الثقة والمعرفة الذي له الحرية فيما يقول".