قضايا وآراء

دور الدبلوماسية الشعبية لـ"النهضة" في إنجاح مؤتمر الاستثمار

1300x600
1 / 2

لطالما ساهمت حركة النهضة في تحقيق الاستقرار السياسي التونسي وكانت فاعلا أساسيا في تجربة الانتقال الديمقراطي، التي ضجت بالأزمات والمطبات خاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. 

لقد وضعت النهضة منذ عودتها إبان الثورة هدفا نصب عينيها وهو إنجاح التجربة الديمقراطية التونسية ولو تكلف ذلك تنازل الحركة عن الحكم أو تجاوزها عن عديد المظالم والتهديدات التي سلطت عليها منذ الثورة وقبلها، فقط من أجل أن تتحرر تونس من قيود الاستبداد وتصبح دولة ديمقراطية متقدمة.  

بعد التقدم بأشواط على المستوى السياسي، عبر تكريس مبدأ التداول السلمي على السلطة وانتصار الحوار والتوافق على أجندات الفوضى والصراع والإرهاب، ظل الملف الاقتصادي عالقا رغم أهميته القصوى وتداعياته على المسار السياسي. 

أهمية هذا الملف جعلت حركة النهضة تخصّص لائحة اقتصادية في مؤتمرها الأخير تناولت فيها رؤيتها الاقتصادية وبرامجها الإصلاحية لعديد القضايا. 

كما كانت من أهم داعمي فكرة مؤتمر الاستثمار الذي اعتبرته فرصة لتكون تونس وجهة استثمارية بما يتجاوز الشعارات والوعود التي تهاطلت على تونس منذ الثورة دون أثر جدي وحقيقي. 

لذلك عبأت النهضة كل طاقاتها لإنجاح هذا المؤتمر خاصة على المستوى الخارجي والتعريف بالتجربة التونسية التي مثّلت استثناء في العالم العربي ونموذجا يحتذى به رغم كل النقائص. 

منذ العزم على عقد المؤتمر الذي سيمثّل استثمارا في الديمقراطية التونسية، وفي إطار الديبلوماسية الشعبية، خاض الشيخ راشد الغنوشي ماراطونا حافلا باللقاءات والزيارات والاجتماعات مع جهات سياسية ومدنية داخلية ودولية من جميع المستويات بغرض معاضدة الحكومة والترويج لتونس وجلب الاستثمار والنهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي.

مثلت دولة قطر منذ الثورة أحد أهم الدول الداعمة لتونس وقد أثبتت ذلك في أكثر من محطة عبر تقديمها لهبات أو لقروض ميسّرة لتونس. ورغم ما نالها من تشويه من بعض الجهات السياسية في إطار الحملات الانتخابية واستهداف أصدقاء الربيع العربي إلا أن حركة النهضة في شخص رئيسها حافظت على صداقتها بقطر وسعت دائما لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. 

2 / 2

كما كان للشيخ راشد الغنوشي وطاقم من قيادة النهضة لقاءات كثيرة بمسؤولي الدولة التركية وحزب العدالة والتنمية الحاكم على رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي لم يتوان في دعمه للتجربة التونسية. 

على غرار قطر وتركيا شملت اللقاءات المملكة العربية السعودية التي استقبل عاهلها الملك سلمان وفودا عن الحركة في أكثر من مناسبة. 

كان أيضا للحلفاء والأصدقاء التقليديين لتونس مكان هام في هذه الديبلوماسية الشعبية، حيث زارت النهضة في أكثر من مناسبة الجارة الجزائر حيث التقى الشيخ راشد الغنوشي الرئيس الجزائري مرات كما كان للحركة شرف ملاقاة كبار مسؤولي الجزائر الذين أكدوا دائما عن إعجابهم بتجربة التوافق ووقوفهم إلى جانب تونس من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي. 

ناهيك عن فرنسا التي استقبلت وفدا ساميا عن حركة النهضة يترأسه الشيخ راشد الغنوشي، حيث التقى بوزير الخارجية الفرنسي ورئيس البرلمان وكبار المسؤولين الفرنسيين، كذلك الأمر بالنسبة لإيطاليا. 

ماراطون طويل من الدبلوماسية الشعبية شمل الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند وعديد المؤسسات الاقتصادية والمالية المهمة في العالم، حيث لم تتردّد النهضة ورئيسها في التسويق للنموذج التونسي وإقناع المستثمرين والمسؤولين بضرورة دعم الديمقراطية التونسية الناشئة وقطع الطريق أمام الفوضى والإرهاب. 

توج هذا الماراطون بمنح الشيخ راشد الغنوشي جائزة جمنالال باجاج لنشر القيم الغاندية خارج الهند التي سبق أن حصل عليها نيلسون مونديلا والقس ديزموند توتو وغيرهم من الشخصيات الدولية المرموقة. 

بإمكان المتابع لمؤتمر الاستثمار المنعقد أيام 29 و 30 نوفمبر أن يلاحظ حجم اهتمام العالم بتونس ومدى جاذبية وطننا وتجربتنا، ولا تخفى بصمات وجهود النهضة في ذلك.
 
إن نجاح المسار السياسي القائم على التوافق والحوار عزّز الثقة لدى حلفائنا التقليديين وفتح الأبواب أمام أصدقاء جدد لتونس. علاقات مهمة تترجمت في استثمارات ضخمة ودعم لتونس في قطاعات عدة، كفيلة بأن توفر آلاف مواطن الشغل وتعزز النجاح السياسي التونسي بنجاحات اقتصادية واجتماعية.