كشف مصدر عشائري من ريف
الحسكة السورية عن وجود اتفاق بين "كانتون الجزيرة" (محافظة الحسكة والمناطق الكردية شمال شرق
سوريا)، الذي يديره حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، لتعويض مقاتلي "حزب
العمال الكردستاني" التركي، المتوجهين للقتال في معركة الموصل، بمقاتلين من العشائر العربية المنضوية تحت راية "الكانتون".
وقال الشيخ أبو سطام الجبوري، إن "حزب العمال الكردستاني" عزّز مواقعه في ريف الشدادي جنوب غربي الحسكة، بإرسال عدد كبير من مقاتليه في مناطق القامشلي إلى تلك المنطقة، تحسبا لتصعيد متوقع من مقاتلي
تنظيم الدولة هناك.
وأضاف أن هناك توجها لدى "العمال" للتمركز في ريف الشدادي للسيطرة على طرق إمدادات تنظيم الدولة من سوريا إلى
العراق من جهة، ومنع مقاتلي التنظيم في حال انسحبوا من الموصل، والتوجه إلى مناطق الحسكة أو الرقة، بحسب قوله.
وأكد أن حزب العمال الكردستاني طالب العشائر العربية، ومن بينها بعض أفراد عشيرتي غير المنضمين إلى "كانتون الجزيرة"، بالإبلاغ عن أي قرية أو تجمع سكاني تصدر عنه نيران ضد مقاتلي الحزب، مضيفا أن الحزب هدد بـ"تجريف أراضي هذه المناطق، واعتقال شبابها، وتهجير سكانها، إذا تعرض الحزب لهجمات منهم"، بحسب الجبوري.
ووفق الجبوري، فإن وحدات الحماية الشعبية، التي يصفها مراقبون بـ"الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني"، قامت بحملة شراء أي سلاح موجود في مناطق الحسكة وريفها، سواء عند السكان أم من المهربين بأسعار مضاعفة عن الأسعار السائدة في سوق السلاح، لضمان نزع أسلحة السكان وعدم مقاومتهم مستقبلا لمشاريع تنوي القوى الكردية فرضها على تلك المناطق بعد معركتي الرقة والموصل، كما قال.
وأشار إلى أن هناك "تهما جاهزة لكل من يرفض المشاريع الكردية الانفصالية بالتعاون مع تنظيم الدولة، أو إيواء مقاتليه، وسبق أن شن حزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الشعبية حملات اعتقالات واسعة ضد السكان العرب، بتهمة المساعدة على تسلل عناصر من تنظيم الدولة إلى تلك المناطق".
معركة الرقة
من جانبه، قال مصدر من الجيش السوري الحر، إن "هناك توقعات بقيام تنظيم الدولة بفتح معارك جانبية استباقية تستهدف القوات المتمركزة في مناطق سيطرة المعارضة، والتي يشك التنظيم في أن لديها معلومات أو بنيتها التوجه للمشاركة في معركة الرقة".
وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري، مدعومة بعناصر حزب العمال الكردستاني التركي، ومقاتلين من بعض العشائر العربية المتحالفة معهم، يعتزمون تشكيل "قوة قتالية موحدة برعاية أمريكية لتكون أكبر قوة كردية قادرة على مهاجمة مدينة الرقة بمساندة طيران التحالف الدولي، مع ضمان عدم قيام الجانب التركي وقوات درع الفرات (المدعومة من تركيا) بأيّ عمليات تعرقل مهمة القوات الكردية لتحرير الرقة)"، على حد قول المصدر.