سياسة عربية

هكذا تمرر صحف مصرية قرارات الحكومة عبر "فزاعة الإخوان"

وصفت الصحف المصرية المسلمين الإخوان بـ"الحركة الإرهابية"- أرشيفية
بمجرد إصدار الحكومة المصرية قرابة عشرة قرارات، الخميس والجمعة، بتعويم الجنيه، وإلغاء دعم الوقود، وزيادة أسعار عدد من السلع والمنتجات، عادت الصحف المصرية، السبت، إلى استخدام فزاعة "الإخوان المسلمين"، لتمرير تلك القرارات الحكومية، عبر الزعم بوجود مؤامرة إخوانية لتدمير الدولة، ودعوة الناس إلى عدم الاحتجاج على تلك القرارات، والانشغال بما هو أهم، وهو هذه المؤامرة الإخوانية.
 
وحرصت الصحف المصرية، الصادرة السبت، على استخدام وصف "الإرهابية"، كلما جاء ذكر جماعة الإخوان، وحاولت شغل الرأي العام بتقارير، لم تشر في الغالب الأعم إلى استقائها، من وزارة الداخلية المصرية، بأنباء القبض على خلايا جديدة، وضبط منشورات تدعو للعمل المسلح، وفي الوقت نفسه، جمع الدولارات من الأسواق، ما سخر منه نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع.

بيان للداخلية عقب مؤتمر رئيس الوزراء

ويذكر أنه عقب المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء شريف إسماعيل، صباح الجمعة، أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا، زعمت فيه أن الرصد الأمني لأنشطة جماعة "الإخوان" الإرهابية كشف عن اضطلاع قياداتها الهاربة بالخارج بتطوير هيكلها التنظيمي بالداخل، بتشكيل كيانات مسلحة بمسميات جديدة (حركة سواعد مصر – حسم – لواء الثورة)، واستغلالها كواجهة إعلامية ينسب إليها عمليات العنف التي تنفذها الجماعة"، بحسب البيان، الذي سارعت الصحف المصرية إلى تبنيه، ونشره على نطاق واسع.

وقالت الوزارة في البيان إنه "تم تحديد وضبط القيادات والكوادر المتورطة في ذلك التحرك، على مستوى مختلف المحافظات، ومن أبرزهم: محمد السعيد، وأحمد توني، وعبد الحكيم محمود، ونبيل إبراهيم، ومؤمن محمد، وتحديد العديد من الأوكار المخصصة للتدريب والإيواء وتصنيع العبوات المتفجرة، وأبرزها معسكر تدريبي بمنطقة جبلية بمحافظة أسوان".

ونشرت الصحف ادعاءات الوزارة بضبط العديد من الأسلحة والمتفجرات، وكمية كبيرة من الطلقات مختلفة الأعيرة، ومبالغ مالية ضخمة من العملات المحلية والأجنبية، مع المتهمين، فضلا عن ضبط أوراق تنظيمية معها، ومنها أوراق بخط اليد للقيادي الهارب بالبلاد، محمد عبد الرحمن المرسي، تتضمن إقراره بارتكاب الجماعة لعدة أعمال إرهابية.

وأضافت الصحف إلى ذلك، وفق البيان، "وثيقة مؤرخة في 22/ 5/ 2014 باسم مشروع تشكيل جبهة سيناء ضد التمييز، ومعلومات متعلقة بنشاط الجماعة، تمثلت في "اضطلاع بعض كوادرها الهاربة بالخارج (على رأسهم القيادى الهارب بتركيا على بطيخ) بإعداد استراتيجية العمل المركزي بالبلاد تحت مسمى (القيادة العامة للجان الحراك المسلح، عبر تقسيم البلاد إلى عدة قطاعات جغرافية"، وفق ادعائها.

الصحف: تفاصيل اجتماع "الإخوان" لإفشال إجراءات الإصلاح الاقتصادي

وتبارت الصحف المصرية الصادرة السبت، سواء الحكومية (الأهرام والأخبار والجمهورية)، أو الخاصة (المصري اليوم، واليوم السابع، والوطن، والشروق)، في وضع عناوين عريضة، ومثيرة، لما ادعت أنه "تفاصيل اجتماع "الإخوان" لإفشال إجراءات الإصلاح الاقتصادي"، وبدا أن تلك التفاصيل، ما هي إلا مذكرة أمنية، عممتها وزارة الداخلية المصرية، على المحررين التابعين لتلك الصحف، المكلفين بتغطية أنشطة الوزارة، لكن كلا منها قد اجتهد في تقديمها للمواطنين، على طريقته في الإثارة والتهييج.

وبحسب المذكرة: "عقد الإخوان اجتماعا باسطنبول لإفشال إجراءات الإصلاح الاقتصادي، واتفقوا على الاستحواذ على العطاءات الدولارية والتحريض على الإضراب ونشر الشائعات".

"المصري اليوم":  4 محاور لتحرك الإخوان

وقالت صحيفة "المصري اليوم" إنها علمت من مصادر مقربة من جماعة الإخوان، أن أعضاء التنظيم الإرهابي اجتمعوا، الخميس، بإحدى العواصم العالمية حضره اقتصاديون وخبراء بسوق المال العالمية لدراسة الإجراءات الإصلاحية، التي اتخذتها الإدارة المصرية، بتحرير سعر الصرف مع التوقيع برفع الدعم، على أن يتم عقد اجتماع آخر، السبت، لدراسة ردود الأفعال، وتعديل الخطط طبقا للمتغيرات.

ووفق الصحيفة: "كشفت المصادر أن الحاضرين فوجئوا بالإجراءات المصرية، وأبدوا استغرابهم من الجرأة في اتخاذ القرار، الذي تم تأجيله 40 عاما على الأقل، الأمر الذي دعا الحاضرين إلى تنفيذ خطة شاملة تهدف إلى الوصول إلى حالة من الإرباك، والتخبط في الإدارة المصرية للعمل على عرقلة تنفيذ الإجراءات الاقتصادية، والاستفادة مما جاء بها لمصلحة التنظيم، والعمل على إثارة الشارع المصري وفقا لعدد من الآليات، اعتبارا من الجمعة 4 تشرين الثاني/نوفمبر".

وزعمت الصحيفة أن الآليات جاءت عبر أربعة محاور، الأول تمثل في عناصر الخطة الاقتصادية، التي تعتمد على تكليف جميع أعضاء التنظيم، خاصة رجال الأعمال على مستوى مصر، بجمع أكبر كمية دولار بأي سعر من التي سيتم طرحها من البنك المركزي، والسعي للحصول على الطرح الكامل للبنك المركزي 4 مليارات دولار (لم يتم هذا الطرح أصلا)، والدفع بجميع تجار العملة الموالين للتنظيم لوقف حركة البيع، واستمرار حركة الشراء بقوة لسحب جميع الدولار، المطروح بالأسواق بأي سعر.

وتمثل المحور الثاني (الذي زعمته "المصري اليوم"، استنادا إلى مصادرها) في عناصر الخطة الميدانية، التي تعتمد على نزول جميع كوادر من مختلف الأعمار إلى المساجد اعتبارا من صلاة الجمعة بتاريخ 4/11/2016، وجميع الصلوات التابعة لها، ولحين صدور تعليمات أخرى؛ للعمل على إثارة الرأي العام، وتحريض الشعب على ما حدث من غلاء للمواد البترولية، والإضراب عن العمل، والامتناع عن التزويد بالوقود بالأسعار الجديدة.

أما المحور الثالث للتحرك الإخواني، بحسب "المصري اليوم"، فتمثل في عناصر خطة وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، التي تعتمد على نشر أخبار تشكك في قدرة الاقتصاد المصري، وعدم الاستطاعة على تحمل تحرير سعر الصرف والمغالاة في سعر الدولار، وإشاعة أنه سوف يزيد تدريجيا حتي يصل إلى 100 جنيه.

وتمثل المحور الرابع في "عناصر خطة الإجراءات الخارجية"، التي تعتمد على التواصل مع جميع وزارات الخارجية للدول الكبرى، وتوضيح الصورة لهم بأن ما يتم من إجراءات يعتبر ضد المواطن المصرى الضعيف الذي لا يتعدى دخله الشهرى 50 دولارا، مما سيؤدي إلى ثورة جياع بمصر، التي ستؤثر بالسلب على المنطقة بالكامل خاصة إسرائيل.

الأهرام": خطة إخوانية لتحريض المواطنين ضد القرارات الإصلاحية

وغير بعيد خرجت صحيفة "الأهرام"، السبت، ناقلة نصوص المذكرة الأمنية نفسها، التي نشرتها "المصري اليوم"، بعناوين عريضة تقول: "مصادر مقربة من تنظيم الإخوان الإرهابي: خطة لتحريض المواطنين ضد القرارات الإصلاحية تتضمن سحب الدولار، والانتشار في أوساط المصلين وعلى مواقع التواصل لإثارة السخط والدعوة للتظاهر".

وزعمت "الأهرام" أن "جماعة الإخوان الإرهابية تستعد وفقا لمعلومات مؤكدة حصلت عليها الأهرام، لمحاولة زعزعة الوضع الداخلي في مصر بعد صدور القرارات الإصلاحية الأخيرة الخاصة بتحرير سعر الصرف، والوقود ضمن إجراءات أخرى".

اليوم السابع: خطة الإخوان لإثارة الفوضى بعد القرارات الاقتصادية الجريئة

وتحت هذا العنوان زعمت "اليوم السابع" أن التنظيم الدولي للإخوان اجتمع ووضع تصورا يشمل ثلاث مراحل للتحريض ونشر الشائعات والمضاربة على الدولار لعرقلة الإصلاح الاقتصادي، مشيرة إلى "محاولات لتحريض سائقي التاكسي  والميكروباص على الإضراب، والامتناع عن التزود بالوقود بالأسعار الجديدة، مدعية أن أعضاء الإخوان يسعون لسحب أكبر كميات سكر من الموزعين".

وقالت صحيفة صدى البلد: "ننشر خطة جماعة الإخوان الإرهابية عقب إجراءات الإصلاح الاقتصادي بمصر". وغير بعيد، استخدمت بقية الصحف المصرية، الصادرة السبت، عناوين ومعالجات شبيهة، بما سبق الإشارة إليه، في الصحف السابقة.

نشطاء يسخرون: اللعنة على الغباء.. فيلم بايخ

وفي مقابل ما عممته الأجهزة الأمنية، ووسائل الإعلام المصرية، عن مؤامرة الإخوان، المشار إليها، استنكر نشطاء ما تم نشره، وأكدوا أنه يأتي في إطار استخدام "فزاعة الإخوان" لتمرير القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة، ودفع المواطنين إلى القبول بها، وعدم الاحتجاج عليها.

وقال عمرو مجدي: "الزمالك مكسبش النهائي الأفريقي بسبب الإخوان.. هههههه".
وقال أحمد رامي حسن (بشركة أسيوط لتكرير البترول): "لا كفاية.. فعلا الفيلم البايخ ده".
وقال عبد الوهاب محمد: "والله.. الغيبوبة اللي أنتم فيها مكلفاكم كتير.. فوقوا بقى.. خيبكم الله".
وقال هشام سيد عبده: "اللعنة على الغباء.. الدولار كسر 15 في البنوك".
وقال حازم عصار، موجها حديثه للصحف: "هل أنتم متأكدون من أنه كان اجتماعا إخوانيا في أحد العواصم؟ يعني ما كانش في جهة أمنية أو سيادية؟ راجعوا أنفسكم.. ده فيه تفاصيل ممكن اللي فعلا الواحد ينساها.. ههه". وأضاف: "دي دعوة أمنية الغرض منها الإثبات للشعب أن ما فيش حد ها ينزل، وأن ما فيش حد معارض اللي بيحصل، ومن بعدها ها تيجي الإجراءات القاسية المتحضرة لزيادة الأسعار".
وقال محمد إبراهيم: "ما حدش هينزل 11/11.. "كفاية هرتلة".
وقال حسام: "ما تشوفوا لكم زبون جديد تعلقوا عليه فشلكم.. أصل إسطوانة الإخوان دي.. بقيت قديمة وبايخة".
وقال محمد الديب: "نسيتم تقولوا إن الإخوان هم سبب السيول حيث كانوا في اجتماع دعوا فيه أن ربنا يغرق مصر بالسيول".
وقال إبراهيم المغربي (جامعة قناة السويس): "إذا كنتم تريدون إصلاحا.. اكذبوا صح بدل الخيبة اللي أنتم فيها".
وقال أيمن إبراهيم (الرياض): 60% من شقى العمر راح.. بلا إخوان بلا أخوات.. منكم لله".
وأضاف: "كلها حجج فارغة للتغطية على الفشل في إدارة كل شيء.. اللي حصل في مدخراتنا في سنة هو خراب مستعجل، ولا أقبل أي حجج فارغة.. الحيتان لحقت فلوسها على بنوك برة، والغلابة نلعب في دماغهم بالمخطط الكوني والخزعبلات، ومنكم لله يا اللي بتساعدوا في الترويج لكده، لأنكم أنتم كمان خسرانين زيي، وزي باقي الغلابة".
وقال محمد شلبي (كلية حقوق جامعة القاهرة): "ما حدش بيصدق كذبكم خلاص.. الشعب أجمع على أن السيسي فاشل".
وقال محمد كامل (كفر الشيخ): "طيب.. أما الإخوان جامدين قوي كده.. إزاي واحد أهطل معاق ذهنيا (يقصد السيسي) يخدعهم، ويضحك عليهم".