مع تصاعد الأصوات المنادية بوجوب إخراج
الوحدات الكردية من مدن وبلدات عربية في ريف
حلب الشمالي، جدد مسؤولون في فصائل مشاركة في عملية
درع الفرات -المدعومة من
تركيا- العزم على استعادة السيطرة على مدينة تل رفعت والقرى المحيطة بها، وهي مناطق كانت قد سيطرت عليها الوحدات من أيدي الجيش الحر، قبل أشهر، بغطاء جوي روسي.
وقال مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم، المشارك في عملية درع الفرات، إن فصائل الجيش الحر مصممة على إعادة هذه البلدات إلى "سكانها الأصليين".
وأضاف لـ"عربي21": "لقد وضعت عملية الفرات استعادة السيطرة على مدينة الباب هدفا مرحليا لها، لكن هذا لا يعني أن سياسية المعركة غير قابلة للتعديل"، وذلك في إشارة منه إلى تعرض قوات الجيش الحر يوم الثلاثاء لإطلاق نار مصدره -بحسب نشطاء- مناطق تسيطر عليها الوحدات الكردية في محيط بلدة العيون، أثناء المعارك التي سبقت استعادة السيطرة على هذه البلدة من التنظيم.
وفي هذا الصدد، بيّن سيجري أن قيادة عملية درع الفرات "بصدد تقييم ما جرى في بلدة العيون، وإن تم التأكد من مسؤولية الوحدات عن إطلاق النار، فسيتم البحث مع الجانب التركي في سبل تغيير مسار المعركة".
وكشف رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم عن طلب تركي مباشر تقدمت به أنقرة إلى واشنطن، لضرورة انسحاب "الوحدات" من هذه البلدات؛ تفاديا لوقوع الصدام المباشر.
وتتذرع الوحدات الكردية، التي تعمل تحت مظلة "قوات
سوريا الديمقراطية"، بوجود سكان أكراد في بعض هذه البلدات، لكن مسؤولين محليين يرفضون هذه المزاعم.
وفي هذه السياق، يرى المسؤول الإعلامي في مجلس مارع العسكري، حسين ناصر، أن هدف الوحدات الكردية الأول من سيطرتها على مناطق تل رفعت ومنغ وأم حوش وحربل، هو قطع الطريق على الجيش الحر؛ للحيلولة دون وصوله إلى المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، بحسب قوله لـ"عربي21".
وأمام هذه التطورات التي تنذر بحدوث صدام مباشر، لم يستبعد الناشط الإعلامي، حارث عبد الحق، في حديث لـ"عربي21"، أن ينفد صبر الجيش الحر على سيطرة الوحدات الكردية على عدة "بلدات عربية" في الريف الشمالي، مبينا أن "سكان هذه البلدات بلا مأوى، ويعيشون في ظروف قاسية، بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، بينما مدنهم محتلة من قبل قوات سوريا الديمقراطية"، على حد وصفه.
وفي الوقت الذي استبعد فيه عبد الحق انسحاب الوحدات الكردية طوعا من هذه القرى، رأى أنه "قد تفتعل القوى الكبرى تصادما فيما بين الطرفين، لخلق اتفاق يفرض عليهم"، وفق قوله.
وأشار عبد الحق إلى أن "هناك رؤية أمريكية غير واضحة المعالم للحل، خصوصا أن واشنطن تقدم الدعم لكل من هذين الطرفين المتصارعين".
بدوره، يعتقد مدير وكالة "شهبا برس" الإخبارية السورية، مأمون الخطيب، أن الوحدات الكردية أضعف من أن تقوم بعمل استفزازي لقوات درع الفرات المدعومة من تركيا، موضحا أنها "في حال فعلت ذلك، فستكون عرضة للغضب التركي والمعارضة في آن معا"، وفق تقديره.
لكن، وبالرغم من ذلك، توقع الخطيب، في حديثه مع "عربي21"، أن يتم تأجيل الصراع من قبل الجيش الحر، لا سيما أنه دخل في سباق مع الزمن؛ لكسب مزيد من المناطق من تنظيم الدولة، تمهيدا للسيطرة على مدينة الباب.
وبناء على ما سبق، لم يستبعد الخطيب انسحاب الوحدات الكردية من المناطق المشار إليها، مشيرا إلى بيان "ثوار تل رفعت"، الذي أمهل الأهالي في البلدة مدة 48 ساعة منذ عصر الثلاثاء، للابتعاد عن مقرات الوحدات الكردية قبل قصفها.
وفي حال حدوث صدام مباشر بين فصائل الجيش الحر من جهة وقوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها الوحدات الكردية من جهة أخرى، فإنه لن يكون الصدام الأول من نوعه، ففي شهر آب/ أغسطس الماضي، شهدت عدة مناطق جنوبي مدينة جرابلس اشتباكات بين الجانبين، نجم عنها سيطرة الجيش الحر على عدة قرى كانت بيد القوات الكردية.
ويشار إلى أن الوحدات الكردية، مدعومة بغطاء جوي روسي، كانت قد سيطرت على مدينة تل رفعت في منتصف شباط/ فبراير، بعد خوضها معارك مع فصائل الجيش الحر، التي كانت تتعرض في تلك المنطقة لهجوم متزامن من تنظيم الدولة.