نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، تقريرا حول النشاطات التي يمارسها الرئيس الأفغاني السابق حامد
كرزاي "من خلف الكواليس"، في وقت تعاني فيه البلاد من انقسامات في السلطة، وتشهد توسعا متزايدا لنشاطات حركة
طالبان.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن كرزاي الذي حكم بين عامي 2001 و2014، يسكن في حي فاخر تتمركز فيه الوزارات والسفارات في البلاد، ويحرس قلعته عدد من الأشخاص المحملين بأجهزة لاسلكية، "ويوجد هذا المسكن قرب مقرات السلطة بالعاصمة كابول؛ على بعد بضعة أمتار من القصر الرئاسي".
وأضافت أن الرئيس الأفغاني السابق "يجمع في مكتبته مئات الأعمال والكتب باللغة الفرنسية والإنجليزية والفارسية، وتضم مكتبته ذكريات وصورا يصافح فيها شخصيات دولية، مثل بان كي مون، وأنجيلا ميركل، وجاك شيراك، وفرنسوا هولاند، وجورج دبليو بوش"، مشيرة إلى أن "هذه الذكريات خالية من صور تجمع الرئيس الأفغاني السابق بالرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، حيث اتسمت العلاقة بينهما بالتوتر الدائم".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الرجل الأنيق يحدق كثيرا في زواره قبل مصافحة أحدهم بحرارة، ومن المعتاد أن يأتي أحد مستشاريه فيما بعد ليضع على كتفه القفطان الأخضر والأرجواني. وقبل بدء الحديث؛ يعتذر كرزاي عن التأخير، فمن المعروف أن الرئيس السابق يخصص الفترة الصباحية لاستقبال ممثلين محليين".
ونقلت عن كرزاي قوله إنه قد أخذ حصته من السياسة خلال ما يقارب الـ13 سنة، كان رئيسا فيها لأفغانستان، وهو يريد اليوم أن يرى الجيل المقبل يمسك بزمام السلطة، مؤكدا أنه بعد انتهاء فترة ولايته لن يمارس السياسة أبدا.
ولكن الصحيفة استدركت بالقول إن "هناك شكوكا تحوم حول هذه التصريحات ومدى الالتزام بها؛ ففي الأسابيع القليلة الماضية، ظهر اسم كرزاي مجددا في عناوين عدة صحف عالمية، كما يروَّج أنه يمارس نشاطات في الخفاء".
وقالت إن هذه الشخصية التي زعمت أنها انسحبت من الساحة السياسية؛ ضاعفت من انتقاداتها لسياسات الحكومة الأفغانية، التي أضعفتها الانقسامات بين الرئيس الأفغاني الحالي أشرف غاني، ونائبه عبدالله عبدالله.
وبحسب الصحيفة؛ فإن كرزاي دافع عن موقفه، قائلا إنه لا ينتقد الحكومة، وإنما هو فقط يريد أن يدعمها، مشيرا إلى أنه حذر منذ عامين من أنه في حال لاحظ أن سيادة الدولة ووحدتها يتعرضان للتهديد؛ فسيبدي رأيه ويعلق على ذلك، وهو ما يقوم به الآن، على حد قوله.
وبينت "لاكروا" أن الأمريكيين هم دائما من أهم محاور انتقادات كرزاي، "على الرغم من دعم الولايات المتحدة الأمريكية له في عام 2001، وتمكينه من الوصول إلى السلطة"، مشيرة إلى أن الاتفاقية الأمنية الثنائية التي وقعت من قبل السلطات منذ عامين، والتي تسمح للولايات المتحدة بالحفاظ على قاعدة جوية كبيرة في البلاد، وتنفيذ ضربات جوية انطلاقا منها، هي من أبرز الجوانب التي ينتقدها كرزاي.
وفي هذا الإطار؛ أوردت الصحيفة قول كرزاي إن هذه الضربات الجوية "لن تجدي أي نفع، ولن تساهم أبدا في وقف القتال.. وكل ما أرغب فيه؛ هو إبرام شراكة قانونية ومتساوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، لا غير".
وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأفغاني السابق، يرى أن القوى العالمية ما زالت تسيطر على البلدان المستعمرة وتؤثر فيها. وحول هذا الموضوع قال كرزاي إن "هذه القوى العالمية تدخلت سابقا في العملية السياسية بأفغانستان خلال الفترة الانتخابية، ولهذا السبب فإن البلاد تعيش على وقع عديد الاضطرابات"، مضيفا أنه "لهذا السبب؛ أطلب من الولايات المتحدة الأمريكية أن تحترم سيادتنا الوطنية".
وأشارت إلى أنه قبل أسابيع قليلة من انعقاد مؤتمر بروكسل حول أفغانستان؛ فقد شدد كرزاي على أهمية المساعدات الدولية، في الوقت الذي يعلَّق فيه عمل إدارة المنح الأجنبية بسبب العديد من التقارير الأمريكية.
وقالت الصحيفة: "علاوة على ذلك؛ تُتهم الحكومة الأفغانية بشكل منتظم بعدم الكفاءة، هذا إلى جانب انتشار الفساد والرشاوي داخل إدارتها، حتى في عهد الرئيس كرزاي".
وفي هذا الإطار؛ قال كرزاي: "لقد حققنا نجاحات في العديد من القطاعات، مثل التعليم والصحة وإعادة الإعمار، وعموما قمنا بواجباتنا على أكمل وجه في عديد المناطق".
ثم يستدرك قائلا أنه "على الرغم من ذلك؛ واجهنا عدة صعوبات في مناطق أخرى من البلاد، وفشلنا بسبب الفشل في تحقيق السلام، وهو أمر أساسي للشعب الأفغاني، ويعود السبب في ذلك إلى عدم تعاون الجار الباكستاني معنا".