سياسة عربية

سجناء السيسي المعفو عنهم .. جنائيون بينهم متورط بمذبحة

اقتصرت قوائم المفرج عنهم على الجنائيين، ولم تشمل السياسيين- أرشيفية
سادت موجة من الغضب العارم إزاء قرار العفو العام الذي أصدره رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، قبيل عيد الأضحى، وعفا بمقتضاه عن 759 سجينا جنائيا، وليس منهم سجين رأي أو سياسي واحد، ومن بينهم مسؤول أمني متورط في مذبحة قتل فيها  أكثر من 70 مصريا بقضية ملعب بورسعيد الشهيرة.

وأصدر السيسي، السبت، قرارا رئاسيا يتضمن العفو عن سجناء بمناسبتي عيد الأضحى وذكرى انتصار 6 أكتوبر 1973.

وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية إنه سيتم بمقتضى القرار الإفراج عن 759 مسجونا، موضحا أن قطاع السجون في الوزارة عقد لجان فحص لملفات نزلاء السجون على مستوى الجمهورية؛ لتحديد مستحقي الإفراج بالعفو عن باقي مدة العقوبة، وانتهت أعمال اللجان إلى انطباق القرار على عدد (759) نزيلا.

وبالفعل، بدأت الداخلية في تنفيذ القرار صباح أول أيام العيد، الاثنين، عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية، إذ خرج عدد من المفرج عنهم من سجون عدة على مستوى الجمهورية، بينما خرج عدد آخر من سجون "طرة" دفعة واحدة، فيما أعرب سجناء عن سعادتهم مرددين عبارات: "تحيا مصر.. ويحيا السيسي".

واقتصرت قوائم المفرج عنهم على الجنائيين، ولم تشمل السياسيين سواء من الإخوان أو نشطاء ثورة يناير، أو حتى الشباب الذين تم القبض عليهم بموجب قانون التظاهر، على عكس ما وعد به السيسي في بداية عام 2016 الذي سماه "عام الشباب"، ووعد بالإفراج فيه عن عدد من الشباب المتهمين في قضايا سياسية.

مفاجأة الإفراج عن متورط بمذبحة بورسعيد

وتضمن قرار العفو مفاجأة كبيرة، إذ شمل المدير التنفيذي السابق للنادي المصري، اللواء محسن شتا، الذي تم حبسه في القضية المعروفة إعلاميا بمذبحة بورسعيد، الأمر الذي قوبل باستنكار شديد خاصة أنه لم يقض سوى سنة وشهرين من مدة العقوبة المقررة بخمس سنوات، التي لم يبدأ "شتا" في تنفيذها، إلا منذ بداية حزيران/ يونيو 2015.

ووقعت المذبحة، داخل ملعب بورسعيد مساء الأربعاء 1 شباط/ فبراير 2012، عقب مباراة كرة قدم بين الناديين: المصري والأهلي، وراح ضحيتها 72 قتيلا، ومئات المصابين، بحسب ما أعلنت مديرية الشؤون الصحية في بورسعيد، وهي أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية، ووصفها كثيرون بالمذبحة أو المجزرة.

 واعتبر مراقبون ما جرى جريمة مكتملة الأركان تقف خلفها أطراف أمنية نافذة ارتكبت الجريمة بدافع الانتقام من ألتراس أهلاوي لمشاركتهم القوية في أحداث ثورة يناير 2011.


                     

استنكار النشطاء بشكل واسع

أثار القرار غضب سياسيين وحقوقيين ونشطاء كثيرين.

وتعليقا عليه؛ رأى المحامي والحقوقي نجاد البرعي، أن من عاشوا على أمل إصدار عفو رئاسي عن السياسيين "واهمون".

وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر": "الناس اللي عاشت على أمل صدور عفو رئاسي عن السياسيين.. أرجو أن يكون السيسي قد أثبت لهم أنهم حالمون إلى درجة تمنع من الاستماع حتى إلى أحلامهم".

بينما قال الناشط السياسي حازم عبد العظيم، في تغريدة: "فيه ناس كانت عشمانة في عفو رئاسي للمسجونين السياسيين بمناسبة العيد.. الناس دي لسه ما فهمتش السيسي كويس".

وعلق المرشح السابق لمنصب نقيب المحامين، منتصر الزيات، على القرار عبر "تويتر" قائلا: "الإفراج عن المتهم الرئيسي في جريمة ستاد بورسعيد.. محاولة للفهم؟ طيب.. ممكن يبقى فيه عفو مماثل للأستاذ صاحب التسعين عاما محمد مهدي عاكف؟".

واستنكر المحامي طارق العوضي القرار، وقال في تدوينة عبر "فيسبوك": "تفرج عن القتلة، وتتصالح مع الفاسدين.. تقتل الأحرار، وتعتقل أصحاب الرأي.. وتزيد البسطاء فقرا وجوعا ومرضا.. تلك بدايات نهايات لن تبقي ولن تذر".

وقالت الناشطة السياسية منى سيف، في تدوينة عبر "فيسبوك": "وده العفو اللي كل الأهالي كانت منتظراه؟!".

وسخر البرلماني السابق زياد العليمي، قائلا، عبر "فيسبوك": "العفو عن المحكوم عليهم في قضايا رأي، ومنهم أسماء معروفة زي اللواء محسن شتا مثلا".

فيما قال الناشط السياسي، شادي الغزالي حرب، في تغريدة: "السيسي بيعيد علينا بطريقته، طريقة تليق بيه فعلا، وبإذن الله ربنا يقدرنا ونعيد عليه بطريقتنا إحنا كمان".

الحسيني: سلام على الرفاق خلف الجدران

وفاجأ الإعلامي الموالي للسيسي، يوسف الحسيني، متابعيه عبر "تويتر"، قائلا: "سلام على المنشغلين بالصمت، سلام على عقول تحمل النعمة، سلام على الرفاق خلف الجدران، سلام على قلب السجان حتى غير الرحيم، سلام على الروح الحرة".

السيسي ينكث بوعده

ويذكر أنه في 22 آب/ أغسطس 2016، قال السيسي إنه سيصدر قرارا خلال أيام بالعفو عن أكثر من 300 من المحبوسين، بينهم صحفيون، خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية (المملوكة للدولة).

وفي سياق متصل، قررت وزارة الداخلية حرمان معتقلي سجن العقرب بمنطقة طرة من الزيارة الاستثنائية الممنوحة للمسجونين خلال الأعياد، التي كان مقررا لها يومي الأحد والاثنين، لأسباب مجهولة.

وتنص لائحة تنظيم السجون علي حق السجين في استقبال زائريه لمدة 45 دقيقة، مرة أسبوعيا بالنسبة للمحبوسين احتياطيا، وكل أسبوعين بالنسبة للمحكوم عليهم بالسجن، وكل شهر بالنسبة للمحكوم عليهم بالإعدام.