سياسة عربية

المئات من أتباع "غولن" ينعمون بالاستقرار والحفاوة بمصر

مجلة حراء أحد مشاريع غولن في مصر - أرشيفية
قالت تقارير صحفية مصرية إن عشرات الأسر من أتباع المعارض التركي "فتح الله غولن"، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة الأخيرة، يعيشون في القاهرة وسط حفاوة رسمية من الحكومة المصرية.

وكان رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل قد صرح يوم الأربعاء، في مؤتمر صحفي، أن السلطات المصرية لم تتلق أي طلب من المعارض التركي فتح الله غولن برغبته في الحصول على حق اللجوء السياسي إلى مصر، مؤكدا أنه إذا تلقت مصر مثل هذا الطلب، فإنها ستدرسه بجدية.

وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي، في يوليو 2013، وبعدها احتضنت تركيا آلاف المعارضين المصريين الفارين من بطش النظام المصري.

"مصر تعرفنا جيدا"

وقالت صحيفة "المصري اليوم" إن أعضاء حركة "الخدمة" التركية التابعة "لفتح الله غولن"، يعيشون أوضاعا مستقرة داخل مصر، وأن العشرات منهم استقدموا أسرهم للاستقرار في القاهرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن أتباع "غولن" اختاروا مصر للإقامة بها هربا من حملات الملاحقة والاعتقال من جانب حكومة أردوغان.

ونقلت عن "نواز فواش"، المُشرف العام على مجلة "حراء" التابعة لغولن قوله، إن زملاءه يتمتعون بالاستقرار بالقاهرة بعدما أصبحت الحكومة المصرية على دراية شاملة ومعرفة كاملة بأهدافهم.

 
وأوضح "فواش" أن السلطات المصرية سعت خلال العامين الماضيين للتعرف عليهم عن كثب، ما جعلها تتأكد من أنهم مواطنون أتراك ليست لهم صلة بالسياسة، لكنهم على خلاف كبير مع "أردوغان"، مضيفا أن سفره من تركيا إلى مصر في شهر رمضان الماضي، كان سببا في نجاته من الاعتقال عقب محاولة الانقلاب الفاشلة على "أردوغان"، ضمن آلاف المعتقلين من أتباع حركة الخدمة التركية داخل اسطنبول ومن بينهم عدد من أقربائه وزملائه.

وتوقع "فواش" أن تؤدي الإجراءات التي ينفذها أردوغان في نزوح الآلاف من المعارضين الأتراك إلى دول العالم، هروبا من الانتهاكات والقمع، مشيرا إلى أن الحكومة التركية تتواصل بشكل دائم مع حكومات الدول التي تستضيف أتباع غولن، لتحذرهم من أنهم يشكلون خطرا على البلاد.

ولفت إلى أن السفارة التركية في القاهرة، أصدرت بيانا منذ عدة أسابيع عاتبت فيه الحكومة المصرية على السماح لهم بالإقامة في البلاد، مؤكدا أن النظام المصري كان له موقف مُشرف تجاههم حيث يتمتعون بالأمن والاستقرار.

"باستثناء مصر"

لكن وزير الخارجية التركي "مولود تشاووش أوغلو" استبعد لجوء "غولن" إلى مصر، فقال إن الداعية التركي المعارض يمكنه أن يذهب لعدد من الدول بعد مغادرته الولايات المتحدة الأمريكية باستثناء مصر.

وأضاف "أوغلو"، في تصريحات لقناة "سي إن إن تورك" الإخبارية: "ليس لدينا معلومات حتى الآن عن علاقة بين غولن والنظام المصري، ولكن نعلم أنه يمكن أن يكون قد غادر إلى عدد من البلدان".
 
إلى ذلك، قال وزير العدل التركي "بكير بوزداج"، لقناة "خبر ترك" التلفزيونية، إن بلاده تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن فتح الله غولن، ربما يحاول الهرب من الولايات المتحدة إلى أستراليا أو المكسيك أو كندا أو جنوب إفريقيا أو مصر.

وبعد أيام قليلة من الانقلاب الفاشل في تركيا، عرقلت مصر صدور بيان من مجلس الأمن الدولي يدين هذه المحاولة، بعدما رفضت تضمن نص القرار لعبارة تصف الحكومة التركية بأنها "حكومة منتخبة ديمقراطيا".

كما تقدم أحد النواب في البرلمان المصري بطلب لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بمنح اللجوء السياسي للمعارض التركي فتح الله غولن، ردا على استضافة تركيا لمعارضين مصريين.

ووقع أكثر من 300 عضو بمجلس النواب المصري، يوم الأحد الماضي، على بيان عاجل تقدم به النائب "مصطفى بكري"، يطالب فيه الحكومة المصرية بالاعتراف رسميا بأن مذابح الأرمن التي يزعم أن الدولة العثمانية ارتكبتها قبل نحو 100 عام، كانت جريمة إبادة جماعية، معترفا أنه يسعى لإحراج الحكومة التركية على المستوى الدولي.

أنشطة عديدة

وأكدت الصحيفة أن أتباع "غولن" في مصر لهم أنشطة اقتصادية وثقافية واجتماعية، حيث يملكون شركات تجارية وسلسلة مدارس دولية، ومراكز لتعلم اللغة العربية ودورا للنشر ومؤسسات لرعاية الطلاب الأتراك الوافدين.

وقال "إسحاق حنفي" رئيس تحرير صحيفة "زمان"، إنه نقل مقر إقامته إلى القاهرة بعدما أصبحت عودته إلى تركيا مستحيلة خوفا على حياته، مؤكدا أنهم مطمئنون وآمنون في مصر حيث يجدون ترحيبا كبيرا من المسؤولين المصريين.

وعلق بشير عبد الفتاح، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن الدعوات لتوسيع أنشطة حركة "غولن" داخل مصر، ليست إلا نوع من المكايدة السياسية غير المدروسة، موضحا أن تركيا ومصر يحتاجان بعضهما إلى بعض.

ودأب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على انتقاد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بشدة، حتى أنه هاجمه بعد أيام قليلة من محاولة الانقلاب الفاشلة، وقال إنه حاكم فاشي يشبه الانقلابيين الأتراك.