قتل 25 مدنيا بينهم ستة أطفال، الأربعاء، جراء غارات نفذتها طائرات حربية روسية، على مناطق عدة في محافظة
الرقة، شمال
سوريا، في حين تمكنت فصائل "غرفة عمليات أعزاز" من استعادة السيطرة على عدة قرى من
تنظيم الدولة، في ذات الوقت الذي تجري فيه مباحثات أمريكية روسية، ودعوة من الأمم المتحدة لاستئناف المفاوضات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 25 مدنيا، بينهم ستة أطفال، قتلوا جراء الغارات، في حين أكدت مجموعة "الرقة تذبح بصمت"، أن الطائرات التي شنت الغارات طائرات روسية، استهدفت مديرية الكهرباء، ومغسلة، ومحطة وقود.
وبحسب المرصد، فإن "عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب إصابة عشرات المواطنين بجروح بعضهم في حالة حرجة"، في غارات تأتي غداة "تمكن تنظيم الدولة من طرد قوات النظام من المناطق التي كانت قد سيطرت عليها في جنوب غرب الرقة"، وفق المرصد.
وتراجعت قوات النظام السوري ومسلحون موالون لها ليل الاثنين إلى خارج الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم الدولة في سوريا، بعدما كانت دخلتها قبل أسابيع للمرة الأولى منذ عامين.
غرفة عمليات بأعزاز
وفي سياق متصل، أعلنت عدة كتائب وتشكيلات عسكرية عاملة بمدينة أعزاز، شمالي حلب، عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية، بهدف تنسيق العمل العسكري في ظل الظروف التي تمر على ريف حلب الشمالي.
وأعلنت فصائل "غرفة عمليات أعزاز"، مساء الثلاثاء، عن سيطرتها على قرى في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد يوم من الإعلان عن تشكيلها، بحسب ما أفاد به مراسل شبكة "سمارت" الإعلامية المعارضة.
وأضافت الشبكة أن غرفة العمليات، وبعد اشتباكات وصفت بالعنيفة مع تنظيم الدولة، تمكنت من استعادة السيطرة على قرى تل بطال وقصاجك ومزارع شاهين، دون أن تتوافر حتى اللحظة حصيلة نهائية لخسائر الطرفين، ما عدا جريحين من كتائب الجيش الحر أصيبا بانفجار لغم أثناء التقدم إلى قرية تل بطال.
مباحثات أمريكية روسية
سياسيا، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع نظيره الأمريكي جون كيري، الثلاثاء، الوضع في سوريا وسبل التسوية وتعزيز الهدنة، فيما جدد لافروف التأكيد على ضرورة عدم التغاضي عن جبهة النصرة.
ووفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، فقد ركزت المحادثات الهاتفية بين الجانبين على "قضايا تسوية الأزمة في سوريا بما في ذلك تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية في آن واحد"، إضافة إلى ملف استئناف مفاوضات جنيف بين وفدي المعارضة السورية والنظام.
وقال وزير الخارجية الروسي خلال الاتصال، إنه "من الضروري عدم السماح بالتغاضي عن تنظيم جبهة النصرة، الذي يستغل في أعماله مجموعات المعارضة التي تراهن عليها الولايات المتحدة، وتتعاون معها بشكل وثيق"، بحسب ما نقلت قناة "
روسيا اليوم".
وكان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، قال الاثنين، إن "صبر روسيا وليس الولايات المتحدة حيال ما يحدث في سوريا هو الذي ينتهي"، وذلك ردا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، الموجهة إلى روسيا، حيث قال "صبرنا ليس إلى ما لا نهاية حول مصير الأسد".
دي ميستورا: نواجه وقتا صعبا
وفي سياق متصل، قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، خلال تقديمه تقريرا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء، إن استئناف مفاوضات جنيف بين المعارضة السورية والنظام، مرتبط بتفاهم واتفاق روسيا والولايات المتحدة الأمريكية "على أرضية مشتركة".
وتابع دي ميستورا في حديثه حول الوضع الحالي في البلاد: "نواجه الآن وقتا صعبا". ورأى أن "وقف الأعمال العدائية الذي بدأ بشكل جيد للغاية، يواجه الآن صعوبات كبيرة، خاصة في حلب وإدلب واللاذقية وبعض المناطق المحيطة بدمشق"، بحسب ما جاء على موقع الأمم المتحدة الرسمي.
وتتعرض حلب وريفها، وإدلب وريفها، لقصف جوي مكثف منذ أواخر أيار/ مايو الفائت، تشنه طائرات النظام الحربية والمروحية، بمساندة سلاح الجو الروسي، مخلفا مئات الضحايا المدنيين، في حين تشن قوات النظام منذ أيام عملية عسكرية لاقتحام مدينة داريا بريف دمشق.
وأكد المبعوث الأممي في تقريره، أن كافة الأطراف المشاركة بمفاوضات جنيف، "وافقت خلال الجولة الأخيرة على الحاجة للانتقال السياسي"، مستدركا بأن الخلافات ما زالت موجودة بين وفدي النظام والمعارضة حول شكل الانتقال، حيث تؤكد الأخيرة على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وهو ما يرفضه النظام.
وفي السياق، أوضح دي ميستورا أن القضايا التي ستبحثها جولة المفاوضات التالية، تتضمن "تحديد الترتيبات الحكومية الانتقالية، وكيفية إصلاح الجيش وجهاز الأمن".
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن المبعوث الأممي إلى سوريا، قوله إن المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام ستستأنف خلال شهر تموز/ يونيو المقبل، مع تأكيده أن الموعد "الأقصى" لانطلاق العملية السياسية في البلاد هو شهر آب/ أغسطس المقبل، الذي كانت حددته الولايات المتحدة وروسيا مسبقا.
وكان محققون دوليون تابعون للأمم المتحدة، معنيون بجرائم الحرب، دعوا الثلاثاء، القوى العالمية إلى الضغط على الأطراف في سوريا، للعودة إلى طاولة المفاوضات وإنهاء النزاع ومعاناة المدنيين.