أجرى الثلاثاء بالجزائر العاصمة، 50 سفيرا معتمدا لدى
الجزائر، من مختلف الدول العربية و الأوروبية والإفريقية والآسيوية زيارة لمشروع مسجد الجزائر الكبير بالمحمدية بالعاصمة.
ويثير ملف مسجد الجزائر الكبير، جدلا واسعا بالجزائر، وهو الذي قرر تشييده، الرئيس الجزائري عبد العزيز
بوتفليقة، وخصص له غلافا ماليا يقدر بـ4 مليارات دولار ليكون معلما دينيا وثقافيا وعلميا، بحسب الحكومة الجزائرية.
وطاف
السفراء، مختلف البنايات المكونة لمسجد الجزائر على غرار قاعة الصلاة والمكتبة والمنارة، وأعربوا عن إعجابهم بهذا المعلم وبالتقنيات والتكنولوجيات الحديثة التي تم اعتمادها من أجل إنجاز هذا المشروع. كما توقف السفراء عند قواعد هذا الإنجاز التي جهزت بتقنيات مضادة للزلازل قادرة على تقليص قوة الزلزال بثلاث درجات، بحسب قول مرشد السفراء.
وأفاد سفير جمهورية مصر العربية بالجزائر، عمر علي أبو عيش، أن المشروع يشكل "صرحا إسلاميا كبيرا يضاف لرصيد الإنجازات الجزائرية بل وللإنجازات العربية والإسلامية"، وقال سفير تونس بالجزائر عبد المجيد فرشيشي، إن المسجد سيكون "مستقبلا لا محالة قطبا ومقصدا هاما لجميع مسلمي العالم".
أما سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالجزائر، رضا عامرين فعبر عن افتخاره بهذا "الصرح الإسلامي الكبير"، فيما أشار سفير جمهورية العراق بالجزائر عبد الرحمان حامد الحسيني، إلى أن الزيارة مكنته من رؤية هذا المسجد "العظيم" وقال: "إني فخور جدا بهذا الصرح الإسلامي".
وعرف إنجاز هذا المسجد تأخرا كبيرا، إذ كان يفترض انتهاء الأشغال به أوائل العام الجاري 2016، إلا أن الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر إثر انهيار أسعار النفط، عطل إتمام المشروع، وقال وزير السكن الجزائري عبد المجيد تبون إن المسجد ستكتمل الأشغال به عام 2018.
وفسخت الحكومة الجزائرية، عقدا مع مكتب دراسات ألماني، لتأخره باستكمال دراساته، وعوض بمكتب دراسات فرنسي، يتولى المهمة حاليا، وأشرف على تصميم هذا المسجد المهندس الألماني يورغن إنغل، ليكون ثالث أضخم مسجد في العالم، بعد مسجدي مكة والمدينة.
ونقلت صحيفة "دي فيلت" الألمانية، شهر آذار/مارس الماضي تصريحات لإنغل، قال خلاله: "إن الجزائر لا توجد فيها شركات قادرة على إنجاز المشاريع الضخمة، كما أنها تفتقر إلى اليد العاملة المدربة، لأن المعضلة الأساسية في البلاد هي أن الاقتصاد الجزائري ظل لسنوات يعتمد بشكل كلي على صادرات النفط كمصدر وحيد للدخل، واكتفى الناس بالحل الأسهل، وهو صرف عائدات النفط والغاز، ولذلك فإن مشروعا مثل
المسجد الأعظم لم يؤثر كثيرا على سوق العمالة المحلية. فعلى سبيل المثال، لم يتقدم أكثر من 30 جزائريا للعمل مع شركة الدراسات الهندسية المشرفة على المشروع".
ويمتد مشروع المسجد الكبير بالجزائر، والذي يسمى أيضا بالمسجد الأعظم، على مساحة 374 ألف متر مربع، كما ستكون مئذنته الأطول في العالم بارتفاع 265 مترا، فيما يبلغ ارتفاع المسجد بعد انتهاء بناء القبة حوالي 45 مترا. أما الطاقة الاستيعابية فتبلغ 35 ألف مصل.
وتسابق الحكومة الجزائرية الزمن من أجل استكمال المشروع الذي رغب الرئيس بوتفليقة شخصيا بإنجازه وأشرف على وضع حجر الأساس لبنائه يوم 31 تشرين الأول/أكتوبر من 2011 ودشنت أشغال الإنجاز رسميا في 20 آيار/ مايو من ذلك العام، لكن تراجع موارد البلاد المالية، عطل إتمامه.
ويرى جزائريون أن المسجد الأعظم ليس أولوية بالنسبة لهم بالوقت الراهن وإنما الأولوية تكمن في استكمال مشاريع الإسكان، حيث يعاني آلاف الجزائريين من أزمة السكن.