يقول توم بيك في تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت"، إن صادق
خان شارك في النهاية منبرا مع المتطرفين، حيث إنه طوال الحملة الانتخابية، التي وصفت بأنها الأقذر من بين الحملات الانتخابية، فقد اتهم المرشح
العمالي بالجلوس مع المتطرفين، مشيرا إلى أنه عندما قرئت النتائج لم يكن خافيا أن أول عمدة مسلم للندن كان يقف وهو سعيد إلى جانب الرجل الذي تجاوز الخط المسموح في الخطاب العام، والرجل الذي خاض أقذر حملة انتخابية منذ عقود، لكنها لم تنجح.
ويضيف الكاتب أن النتائج كانت ساحقة، حيث صوت لخان 1.3 مليون ناخب، مقابل 90 ألفا لزاك سميث.
ويعلق بيك قائلا: "إننا سنسمع عبارة (أكبر تفويض يحصل عليه مرشح في تاريخ
الانتخابات البريطانية)، وهذا يعني أن أهل
لندن خرجوا بأعداد كبيرة، واقترعوا، وكانوا يعرفون من سينتخبون، من هاكني إلى هامر سميث، ومن بارنيت إلى بيكسلي، حيث إن (المتعاطفين مع المتطرفين) سيطروا على المزاج الانتخابي، في إشارة إلى الاتهامات التي ساقها فريق
غولدسميث ضد المرشح المسلم، لكنهم خرجوا رغم التحذيرات لهم منذ أسابيع، فإن كنت هندوكيا أو من التاميل فسيفرض خان ضريبة على المجوهرات الشخصية، لأن الحيلة لم تنطل على أحد".
ويمضي الكاتب بالقول إنه "في نهاية المساء تخلى الجميع عن زاك، حتى شقيقته الصحافية وزوجة لاعب الكريكت السابق جمايما خان، التي انتقدت حملته الانتخابية قائلة: (لم تعكس الحملة الرجل الذي أعرفه)، وبدأ حزب المحافظين الذي تأكد من خسارته مقعد عمدة لندن بلوم زاك وفريقه لاستخدام الدين والتخويف في الحملة الانتخابية، التي قادت إلى الخسارة الفادحة، لكن بعد فوات الأوان".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن خان لم يفته التعليق في كلمته التي ألقاها في مناسبة إعلان فوزه، حيث قال: "لم تكن الانتخابات تخلو من الجدل" و"أنا فخور باختيار لندن الأمل بدلا من الخوف، والوحدة بدلا من الانقسام".
وتذكر الصحيفة أن "حزب العمال خسر في ويلز، وتراجع في أسكتلندا، ونقصت مقاعده في إنجلترا، لكنه قاد في لندن الطريق، ومن هنا عوض انتصار خان خسارة الحزب في مناطق أخرى".
ويستدرك الكاتب بأن خان لم يخسر حتى عندما خسر الحزب في الانتخابات العامة، حيث إنه في لندن قاد حملة الحزب، وحقق نتائج جيدة، وعزز من سيطرة اللون الأحمر على العاصمة، وهو لون حزب العمال.
ويلفت التقرير إلى أن مستوى النصر الذي حققه خان كبير جدا رغم التحديات، مشيرا إلى أن خان في خطابه قدم سلسلة من الوعود لأهل لندن، تتضمن "بيوتا رخيصة، ومواصلات ليست مكلفة، وهواء نقيا، ومدينة تشعر بالعافية، وفرصة لكل لندني كي يحقق متطلباته".
وتنوه الصحيفة إلى أن بقية العالم كان مهتما بانتخابات عمدة لندن أكثر من أهل لندن أنفسهم، لافتة إلى أن مراسلا باكستانيا كان يبث على الهواء باللغة الأوردية، حيث "لم تكن بحاجة لوقت طويل لتسمعه وهو يقول (سائق حافلة) و(وزير)".
ويقول بيك إن "لندن قبل خان حظيت بعمدتين فقط، وكلاهما حاول الكشف عن إمكانياتها، وجعلا من (سيتي هول) وهي (مقر العمدة) مركزا بديلا للقوة عن ويستمنستر، وهما كين ليفنغستون، الذي فاز في الانتخابات عام 2000 وكان مستقلا، وعام 2004 عن حزب العمال، وبوريس جونسون، الذي فاز مرتين منذ عام 2008، ممثلا عن حزب المحافظين، واستخدم بوريس منصبه لكي يحضر نفسه للأمور الكبيرة".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالقول: "بالنسبة لخان، فإن التوقيت مثير للتساؤل، فستنتهي فترته الأولى في عام 2020 في يوم الانتخابات العامة، وقد يرشح نفسه لفترة قادمة تنتهي عام 2024، وعندها سيكون قد حسم أمره، هل سيرشح نفسه لرئاسة الوزراء؟".