أثار وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية، المتفق عليه منذ بداية 27 من شباط/ فبراير الجاري، النقاش حول كونها هدنة متفقا عليها بين أطراف النزاع، أو أنها تمت عبر إجبارهم على ذلك.
بدوره، قال محافظ
درعا الحرة، يعقوب العمار، إن "القرار بشكل عام لا يصب إلا في مصلحة النظام، وبالأخص روسيا التي أصبحت المحتل الوحيد لسوريا، لا سيما أن نظام الأسد قد انتهى منذ زمن"، معتبرا أن الهدنة "لعبة سياسية لتمرير قرارات قد تكون أكبر من الأطراف المتنازعة، لتصب في مصلحة النظام وحلفائه، ولولا الدعم الدولي غير المحدود لنظام الأسد لكانت
سوريا محررة منذ الأشهر الأولى لانطلاق الثورة"، بحسب قوله.
وأضاف العمار، في تصريحات خاصة لـ"
عربي21" إن الثوار "مع وقف إطلاق النار والقصف، وإيقاف الموت اليومي بحق الشعب السوري، وفك حصار المدن، لكن بالشروط التي تضمن حق هذا الشعب، وتحقيق مطالبه برحيل الأسد عن السلطة والبدء بسوريا جديدة تحفظ أمن وحقوق المواطن".
من جانب آخر، أشار قائد جيش اليرموك سليمان الشريف، إلى أن الثوار "مع أي قرار يصب في مصلحة الشعب السوري، ولن نرضى إلا أن نكون صناع قرار لأننا الشعب ونحن أصحاب الأرض"، واصفا الهدنة بأنها "تجربة لم يعتد عليها الثوار، دون وجود أرضية حقيقية لتنفيذها".
وأكد الشريف أن "عدم الالتزام بالتوقف عن استهداف أماكن سيطرة المعارضة، واختراق الهدنة بشكل سيجعلها محل رفض"، بينما أشار، في تصريحات خاصة لـ "
عربي21"، إلى أن نجاحها وقبولها في سوريا سينقل "الشعب السوري لمراحل جديدة تخدمه في نيل مطالبه".
أما الصحفي والناشط الميداني في درعا، سمير السعدي، فرأى أن "قرار وقف إطلاق النار ميت قبل أن يولد"، مشيرا إلى أن العالم برمته تخلى عن نصرة الشعب السوري، بما فيه أصدقاء الشعب السوري، وعجزهم عن إيقاف شلال دمه، وسنعمل للوصول لغاياتنا في إسقاط هذا النظام ودحر الاحتلال الروسي من خلال رص الصفوف وتوحيد الكلمة والراية".
وفي سياق متصل، أكد المهندس محمد خريبة أن "روسيا هي أكبر حلفاء النظام بشكل علني، وتدخلها ما هو إلا لإطالة عمر النظام وإعطائه الشرعية ليستمر بقتل الشعب السوري، والعالم بأسره عاجز عن إيقاف آلة القتل التي تفتك بالأطفال والنساء، إضافة للدعم الشحيح لفصائل الحر التي لا تكاد تكفي لصد الاقتحامات"، بحسب تصريحاته لـ"
عربي21".
وقال أيهم جهماني، وهو قائد لفصيل عسكري معارض، إن "هناك تخاذلا عربيا دوليا عالميا يعيشه الشعب السوري، لا سيما بعد الهدنة التي جاءت لعرقلة التدخل السعودي التركي، إن كانوا جادين أساسا من هذه الخطوة".
وأضاف جهماني، في تصريحاته لـ "
عربي21" أن "فصائل الجيش الحر باتت أمام مواجهة كبرى دول العالم إضافة للمليشيات الأجنبية بما فيها حزب الله اللبناني والمليشيات الإيرانية، التي استثناها القرار من القصف ووصفها بالقوى الداعمة للنظام، بينما كانت جبهة النصرة هي المستهدف الجديد للتحالف الدولي مع تنظيم الدولة، بالرغم من انتشار النصرة على مساحات واسعة من المناطق المحررة".