ليبراسيون: دير الزور تستغيث تحت حصار النظام والتنظيم
عربي21 - جهاد بالكحلاء01-Mar-1602:16 AM
شارك
يسيطر تنظيم الدولة على غالبية أجزاء دير الزور - أرشيفية
نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرا حول الحصار المزدوج الذي تعانيه مدينة دير الزور السورية، من قبل قوات النظام وتنظيم الدولة، بعد إغلاق كل معابر المدينة، ما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات الغذائية اللازمة.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن منظمة الأمم المتحدة حاولت إيصال مساعدات إنسانية للمدينة، وآخرها المساعدات التي تم الإعلان عنها يوم الخميس المنقضي، لكنها اصطدمت بعديد العوائق اللوجيستية والتنظيمية، ما أدّى إلى فشلها وتواصل هذه الأزمة الإنسانية.
وذكرت الصحيفة أيضا أن هذه الوضعية ساهمت في ترسيخ الأزمة الإنسانية في المدينة التي يقطنها 200 ألف شخص.
ويسيطر تنظيم الدولة من الجهة الشمالية من نهر الفرات، حيث المدخل الرئيسي لأحياء دير الزور الثلاثة عشر، وهو ما أدّى إلى توقف إمدادات الغذاء والدواء والمحروقات والطحين للمدينة.
وقالت الصحيفة إن هذه المدينة لا تتعرض فقط لهجمات وسيطرة تنظيم الدولة من شرقي المدينة، بل أيضا تتعرض للابتزاز من قبل قوات النظام السوري ومليشياته.
وفي هذا الإطار، أعرب رعد الحافظ، وهو محام من مدينة دير الزور، لكنه يعيش الآن في غازي عنتاب، جنوب تركيا، أنه "من المخزي ما يفعله الجنود السوريون من عمليات ابتزاز وتجويع للمدنيين، المستمرة منذ سنة، ولا أحد يُساعد في ذلك".
ونقلت الصحيفة عن عبد الله، وهو ممرض في الأربعين من عمره، أنه في أقل من سنة، توفي نحو 70 شخصا بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية، وقلة الإمكانيات لمعالجة الأمراض المزمنة والأوبئة.
ونقلت الصحيفة عن أسامة، التاجر الذي فر من دير الزور في الصيف الماضي، أن المواد الغذائية الأساسية تُباع بعشرة أضعاف سعرها هناك، في حين أن دخل الفرد لا يتجاوز 100 دولار في الشهر؛ ولذلك لا يمكن تأمين وجبة غذائية متكاملة للفرد، وتقتصر على توفير وجبة واحدة كل يومين، وعادة ما تتكون من الخبز والماء فقط، كما قال.
ووفقا لما جاء في أقوال هذا التاجر أيضا، فإنه "منذ ارتفاع الأسعار في الربيع الماضي ومحاصرة الدولة الإسلامية لنا، كانت قوات النظام ترسل إلينا إمدادات غذائية عبر الطائرات. لكنها توقفت تدريجيا. ولا يتم توفيرها في الوقت الراهن إلاّ للجنود والمقربين من النظام".
كما ذكرت الصحيفة أن كلا من عبد الله وأسامة كان شاهد عيان على عمليات مقايضة غريبة ومأساوية مقابل الحصول على الطعام، مثل تقديم الأثاث أو السيارة، أو حتى هناك من قام بتقديم منزله مقابل حصوله على الحليب والأرز لإطعام أطفاله.
وأشارت الصحيفة إلى أن تفاقم هذا الوضع المتردّي أدى إلى نزوح العديد من السكان واضطرارهم لدفع الرشاوى لقوات النظام السوري مقابل إخلاء سبيلهم.
وأفاد عبد الله، في هذا السياق، بأن ركوب طائرة هليكوبتر من القاعدة العسكرية التي لا تزال تحت سيطرة النظام يكلف حوالي 4000 دولار، وغالبا ما تكون هذه العملية محفوفة بالمخاطر، نظرا لإمكانية تعرض هذه الطائرة للقصف من قبل تنظيم الدولة، في حين أن عبور الطريق البري يكلف حوالي 2000 دولار فقط.
ولفتت الصحيفة إلى أن كل المساعدات الإنسانية التي تُقدّم من طرف الهلال الأحمر والجيش الروسي يقوم بالاستحواذ عليها عناصر قوات النظام السوري والشبيحة، حيث تتم إعادة بيعها، وذلك حسب ما جاء في أقوال المحامي رعد حافظ، الذي استنكر كل هذه المعاملات.
وأعرب حافظ عن استيائه من التحالف الدولي، حيث إن هذا التحالف لم يقدم أي إضافة لحل هذه الأزمة الإنسانية، ولم يتمكن من تقديم الإمدادات الغذائية أو فك حصار مدينة دير الزور حتى الآن.