قضايا وآراء

من تفجيرات باريس إلى حريق دبي: الأسئلة الصعبة

1300x600
لا حاجة للمقارنة بين تفجيرات باريس الأخيرة وحريق فندق العنوان بدبي قبل ساعتين ونصف من احتفال الإمارة الصغيرة كعادتها بأكبر احتفال ليلة رأس سنة على وجه الأرض، إلا في ثلاث:

أولاها: خلو الساحة من أي أثر للقتلى أو مراسم الدفن والجنائز وهو أمر إيجابي، رغم مبالغة باريس في الإعلان عن سقوط مئات من الضحايا المفترضين على يد حفنة من المهاجمين المفترضين، مقابل تهوين دبي بشكل واضح من حجم وآثار حريقها مختصرة خسائره البشرية في بضع عشرات من الإصابات البسيطة وقتيل واحد بأزمة قلبية بعد نجاح عملية إخلاء 80% من نزلاء الفندق في ظرف 20 دقيقة، حسب المصدر الرسمي.

ثانيها: النجاح في تحويل النقمة -أو الكارثة- إلى نعمة. حيث نجحت باريس في تجييش المجتمع المحلي والأوروبي والعالمي وراء خططها وسياساتها الأمنية والعسكرية والاجتماعية الجديدة ضد الهجرة والاندماج من خلال نفث جرعة جديدة من الإسلامفوبيا، ونجحت دبي في توظيف الحريق للترويج لحرفية أجهزتها الخدمية وبطولة فرقها الإغاثية وكفاءة كوادرها الميدانية بطريقة ذكية تتجاوز معضلة الإضرار بصورتها السياحية والاقتصادية.

ثالثها: نجاح كل من باريس ودبي بصرف الأنظار عما ينبغي ألا يعرفه القاصي قبل الداني من تفاصيل حدثين عالميين بامتياز، لم يمنع اختلافهما في البيئة والظروف والإخراج وطريقة التقديم، من أن يتفقا في استمرارية دورة الحياة رغم الكارثة. فلم تتوقف مباراة منتخبي ألمانيا وفرنسا لكرة القدم الدائرة في ستاد دو فرانس على وقع أصوات الانفجارات المندلعة خارج الاستاد، ولم يحل حريق ثالث أعلى أبراج دبي دون المضي في برنامج الاحتفال الضخم برأس السنة، والتي زاوجت هذه المرة ما بين الألعاب النارية وجحيم حريق فندق يناطح السحاب على مرمى حجر.. هو قبلة للعديد من مشاهير الفن والرياضة والأعمال والأزياء في فصل شتاء نصف العالم الشمالي، ممتلأ عن آخره في تلك الليلة التي تضمنت حفلا غنائيا لبعض مشاهير الطرب.

حكومة دبي ومن باب توضيح سير الأحداث وتهدئة الخواطر على ضوء ارتفاع ألسنة اللهب، قامت عبر مكتبها الإعلامي بعرض مجموعة من المقابلات المصورة مع المسؤولين عن مكافحة الحريق والتعاطي مع الكوارث من أكثر من زاوية، كان القاسم المشترك بينها اعتماد خطاب تطميني بالسيطرة على الكارثة.. خطاب متمحور في إبراز الحرفية التي تتمتع بها إمارة دبي عبر سياساتها وتخطيطها ونظامها ومتابعة قادتها وطواقمها الميدانية المختلفة من جهة، مقابل التهوين من شأن وتبعات الحريق من جهة أخرى، تختصره كلمات الشيخ منصور بن محمد بن زايد الذي سلطت عليه الأضواء أثناء مشاركته في أعمال الإنقاذ: "مثل ما تشوفون، في حريجة بسيطة -وتعني حريقة بسيطة- في Adress Downtown بسبب تماس كهربائي، لكن الحمد لله تم إخلاء الناس، والجميع على الدوام والأمور إن شاء الله طيبة"!

قد يكون اعتبار تماس كهربائي سببا للحريق -والتحقيق لم يبدأ بعد- سابقا لأوانه، وقد يكون اعتبار حريق بهذا الحجم مجرد حريقة بسيطة تهوين فوق العادة، ولكن ما المراد من فحوى الخطاب؟

يكمن الجواب في حساسية دبي الشديدة في التعاطي مع مواضيع قد تكون بها انعكاسات على وضعها على الخارطة الدولية تحديدا، وعلى شبكة المصالح الدولية التي تحكم سوقا متعددة الثقافات كدبي بشكل أدق.

والمعلوم أن اقتصاد الإمارة الصغيرة -الذي يفترق عن جيرانه إقليميا في عدم اعتماده على النفط- يتكئ على السياحة والتجارة في المقام الأول، والمحرك الدافع لهما هو القطاع العقاري بمشاريعه هائلة الحجم بأبراجه الشاهقة وما يرتبط به من مشاريع سياحية وترفيهية وترويجية وتسويقية ترفع الجدوى الإقتصادية لتلك المشاريع ذات الأرقام الفلكية التي تتناسب مع مكانة دبي كونها وجهة مفضلة وبيئة آمنة جاذبة استثماريا لمئات المليارات من الدولارات من مختلف أنحاء العالم، بما يضمن إشغال تلك المشاريع الضخمة مستقبلا. وما تقدم سبب وجيه لفهم الحساسية تجاه تبعات الحرائق والكوارث على الاقتصاد.

لذا تركز آلة التسويق الإعلامي على إبراز كفاءة الإمارة في التعامل مع الكوارث-إن وقعت- من جهة مقابل التقليل من حجمها وتبعاتها -مع الحفاظ على أكبر قدر من المصداقية- من جهة أخرى.

ومع ذلك فقد لا تسير الرياح كما تشتهي السفن، ومن ذلك تشبيه صحيفة  “ديلي تلغراف” البريطانية مستقبل الأبراج الشاهقة في دبي بالجحيم، في تقريرها “أبراج دبي في انتظار الجحيم” والذي أبرز "كيفية انتشار الحريق بسرعة في ثالث أعلى بنايات دبي، مدمراً واجهة المبنى الخارجية في ثوان قليلة وكأنها صنعت من ورق”، بما يرفع سقف المخاوف حول استخدام أبراج دبي القائمة مواد بناء محظورة قابلة للاشتعال في واجهاتها الضخمة، من بينها البولي يوريثين ضمن مقاطع الألومينيوم، والتي لم يتم حظر استخدامها بدبي سوى عام 2013 أي بعد إنجاز أضخم المشاريع القائمة -ومن بينها فندق العنوان- والتي لم يلزمها القانون بإبدال واجهاتها، رغم أن انتعاش السوق العقارية وارتفاع عائداته كان يسمح باستثمارات متدرجة لتحويل المباني القائمة لتصبح أكثر أمانا.

ومع تهوين الآلة الإعلامية من أبعاد الحريق مُقدِمة "السيناريو الأفضل"، ربما اقتضى الإنصاف تقديم الصورة المقابلة أي "السيناريو الأسوأ"، ليُترك أمر البحث في تفاصيل الحقيقة بين ركام هذين السيناريوهين لمن يهمه الأمر من المستثمرين وذوي الضحايا والمصابين:

السيناريو الأسوأ:
- شب الحريق في الطابق العشرين من فندق العنوان، وانتشر اللهب والدخان السام بسرعة مدعما بالخواص الكيماوية لمواد بناء الواجهة سريعة الاشتعال مستهدفا الطوابق من العشرين إلى الخامس والستين أكثر من غيرها، وهي الطوابق التي تضم غالبية المتواجدين في الفندق، وساعد في امتداد الدخان إلى قسم من الطوابق الدنيا سقوط واجهة الفندق المشتعلة بالكامل كما بينت الصور المنقولة من موقع الحدث.

- وقع الحريق وقت الذروة بأعلى نسبة إشغال على مدار العام مع عدم وجود غرفة أو شقة فندقية خالية، وذلك قبل نحو ساعتين ونصف من حفل رأس السنة داخل الفندق المطل على مهرجان الألعاب النارية الكبير خارجه.

- لا تعمل المصاعد لحظة اندلاع الحريق في العادة، لينحصر الإخلاء و الهروب بمخارج الحريق صوب الأدراج التي تشهد -بشكل طبيعي كأي حريق- تدافع القوم في أجواء من الهلع والفزع نزولا لبهو الفندق.

- استنشاق الدخان يظل السبب الأول للوفاة في حوادث الحريق. فرصة النجاة تتمثل في حدها الأدنى بإدراك مخارج الطوارئ قبل استنشاق كمية الدخان المؤدية للإغماء -ومن ثم الوفاة لا سمح الله-، على ضوء استحالة وصول طواقم الإنقاذ للطوابق العليا للأبراج الشاهقة خلال الدقائق الأولى لإخراج العالقين ممن لم تتح لهم فرصة إدراك مخارج وأدراج الطوارئ وسط اللهب أو الدخان. وسعيد الحظ بالطبع هو من يقع باب غرفته قرب مخرج الطوارئ أو في الجهة الأبعد عن واجهة الفندق المشتعلة أو كليهما.

- وقت الحريق قد لا يكون كل نزيل في الفندق في وضع يسمح له بالخروج فور استنشاق الدخان أو سماع أجهزة الإنذار إن عملت تلك الأجهزة بالمستوى المطلوب. فهناك من هو في وضع نوم عميق أو يستخدم الحمام أو تحت دوش الاستحمام، وهناك من هو من أصحاب الاحتياجات الخاصة ممن يحتاج لمساعدة مرافق قد تتواجد أو لا تتواجد عند الحاجة. وفي أغلب الأحوال يفتقد الإنسان الخبرة على التصرف دون معاونة تنظم الإخلاء، وتساعد على الهدوء في جو من الفزع قد يتعذر فيه تمييز اتجاه أبواب الطوارئ بفعل الدخان الكثيف خارج الغرف. ومن يتماسك ويسعفه الحظ لبلوغ منطقة النجاة قبل استنشاق كميات من الدخان القاتل -دون تعرض لدفع أو عرقلة أو سقوط أو دهس تحت أقدام المندفعين على قاعدة "نفسي نفسي"- ينجو بإذن الله.

- ما تقدم تؤكده رواية لأحد الناجين وهو المصور الصحفي مالاري الفليبيني الذي كلفته صحيفة البيان الإماراتية بتصوير الاحتفالات قبل أن يحاصره دخان الحريق في غرفته خائفاً وحيداً حيث كان عليه البحث عن طريقة للخروج على قيد الحياة كما قال لموقع (سي إن إن) بالحرف الواحد مضيفاً: "إن كنت سأذهب لمخرج الطوارئ لكنت توفيت من الدخان وليس من النار. كنت عالقاً على شرفة الطابق الثامن والأربعين وهو مكان رائع للتصوير، إلا أن الدخان كان يتصاعد بسرعة ويملأ المبنى، ولم تكن هناك فرصة للهرب". بدأ الرجل المذعور بإرسال الرسائل لأهله وأصدقائه عبر الفيسبوك طلباً للمساعدة حيث قال: "نشرت على الفيسبوك أنني في الطابق الثامن والأربعين وطالبت النجدة وخاصةً عندما وصلت الأمور إلى أسوأ الحالات. كان يمكنك سماع صوت الزجاج ومواد أخرى من المبنى تتكسر. كما رأيت الحطام يسقط من المبنى كذلك". 

- من الطبيعي إذن أن الدخان الذي حاصر مالاري في الطابق الثامن والأربعين حاصر الكثيرين من نزلاء الطوابق العليا الستة والأربعين لا سيما القاطنين في جهة الفندق التي اجتاحها الحريق مقابل برج خليفة. صعوبة الوصول إلى مخارج النجاة -كما أوضح مالاري- توافقت مع استحالة إنقاذهم من خارج الفندق برافعات الإنقاذ السنوكر محدودة الارتفاع بـ18 طابقا، واستحالة إنقاذهم من داخل الفندق عبر فرق الإنقاذ التي لن تصلهم أو تتمكن من إيجادهم وسط الدخان في الدقائق الأولى للحريق، ما لم يكونوا على الشرفات التي لا لم يصلها اللهب أو الدخان لساعات.

- ما يدعم هذه الفرضية أكثر من شهادة، منها اعتراف العقيد الذي قاد فرق الإنقاذ باحتياج الطوابق العليا للفندق وقتا إضافيا أطول في عمليات الإنقاذ من الطوابق السفلى التي تطلبت ما بين 15 إلى 20 دقيقة للإخلاء، وشهادة المصور مالاري نفسه مؤكداً مرور أكثر من ساعتين قبل وصول أول طاقم إنقاذ حيث كان متعلقا على حافة الطابق الثامن والأربعين، ومتمسكا -لحسن الحظ- بالكابل المستخدم في تنظيف واجهات الفندق الخارجية،  للقفز فور وصول اللهب.

- ساعتان وصل بعدها الإنقاذ لنزيل يتعلق بخيط النجاة الأخير بعدما نجح في إرسال إحداثياته -عبر أصدقائه بدبي- من الطابق الثامن والأربعين، ترى كم احتاجت فرق الإنقاذ للوصول لضحايا عالقين أو مغمى عليهم في طوابق أخرى كالطابق الخامس والستين؟

- ماذا عن تحدي التعامل مع كم العالقين الكبير في برج ضخم وسط الجحيم؟ بالأرقام وبعد اكتمال وصول كافة فرق الإنقاذ والمؤازرة من دبي والإمارات الشمالية وأبوظبي بلغ المجموع 750 رجل إطفاء ودفاع مدني وإسعاف وإنقاذ وشرطي طوارئ لإطفاء الحريق والتعامل مع إخلاء كتلة بشرية قد تتراوح ما بين 2000 و 3000 شخص وسط فوضى الزحام والتدافع أحيانا بين الدخان. ومثلما لا يمكنك مطالبة إطفائي يكافح الحريق أو طبيب أو ممرض أو شرطي طوارئ ينظم الحركة في المكان بالمساعدة في إخلاء عالقين في الأعلى، يبطئ اندفاع جحافل النازلين من أدراج الطوارئ داخل الفندق عملية صعود لعشرات أو مئات المنقذين عبر الأدراج نفسها صوب عشرات الطوابق العلوية في محاولة للوصول لعالقيها، اللهم إلا إن كانت هنالك أدراج مخصصة لصعود طواقم الإنقاذ وبالتالي يتعذر استخدام مخارج طوارئها من قبل العالقين في الأعلى.

خطورة الإعلام
ربما يمر وقت طويل قبل معرفة تفاصيل ما جرى وعدد الضحايا النهائي وهنا يبرز دور الإعلام.

 قصة المصور مالاري العالق أكثر من ساعتين على شرفة الفندق مثال بسيط يوضح أيضا خطورة دور الإعلام في قلب الحقائق. عندما يشرح الرجل لـ CNN كيف بقي أكثر من ساعتين ينتظر الإنقاذ، تأتي شبكة "العربية" لتورد قصة CNN نفسها ولكن بتغيير بسيط لم ينتبه له الكثيرون؛ وهو إنقاص زمن انتظاره طواقم الإنقاذ من ساعتين إلى نصف ساعة فقط!

لفتة إعلامية -ربما لم يطلبها صانع القرار- تقلل من حرج إعطاء الضوء الأخضر -قبل ساعة من منتصف الليل- للإعلان عن مضي برنامج احتفالات دبي لرأس السنة كما مقررا دون تغيير. وبالطبع فهنالك فرق بين أن يتم هذا الإعلان بعد أن يتم إخلاء المبنى من النزلاء -كما توحي صيغة نقل "العربية" لهذه القصة-، وبين أن يكون هنالك عالقون لم يتم إخلاؤهم أن يصارعوا من أجل حياتهم على بعد أمتار مع مضي قطار الاحتفالات -كما تفترض رواية CNN للقصة.

اللفتة الإعلامية الثانية كانت بعض التعليقات الرسمية التي ردّت الدخان الكثيف المتصاعد من طوابق الفندق في اليوم التالي لـ"عمليات التبريد" -وليس للحريق نفسه انسجاما مع فرضية الحريقة البسيطة-، بمعنى أنه لولا عمليات التبريد التي تقوم بها فرق الإنقاذ في الفندق المحترق في فصل الشتاء لما استمرت كميات الدخان الضخمة في الانبعاث!

اللفتة الثالثة كانت تقارير تحدثت عن تغريدة للشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات بأن هناك "يدا فاعلة ومتعمدة لإفساد فرحة الإمارات بعيد رأس السنة وأن الحريق لم يكن عرضيا". مضيفا: "أن لدى الإمارات ما يطفئ حسد الحسود والحاقد"!

فحسب الجهات المختصة في دبي يخضع سبب الحريق للبحث والتحقيق -وقد يكون تماسا كهربائيا- دون أن يصدر شيء رسمي بعد، بينما هو -حسب الوزير غير المختص- عمل متعمد من طرف حاسد حقود -إن صحت التقارير- دون أن يوضح الرجل من يقصد بالفاعلين المتهمين.. اتهام يزيد الطين بلة لسببين: الأول أن آخر ما تبحث عنه دبي هو خروج المستثمرين وتصريح من هذا النوع لا يهدئ الأجواء بل يصعدها. والثاني أن دور الوزير بن زايد -وأشقائه في مؤسسة الحكم في أبوظبي- سواء في مجال انتهاك الحريات أو انتهاك حرية التعبير معروف وينسجم مع دور معلن في دعم وتمويل الثورة المضادة للربيع العربي -والطغم الفاسدة في أكثر من بلد عربي وتنظيم داعش من أذرعتها-، بما يؤثر سلبيا على صورة إمارة دبي المجاورة نفسها، بالرغم من جلبه منافع استثمارات الطغم الفاسدة الهاربة من ملاحقات شعوبها على المدى القصير.

السؤال الأخير: أين هم ضحايا تفجيرات باريس وحريق دبي؟

الجواب: بما أن باريس لم تشهد جنازات ولا مراسم دفن، فلا دليل عن سقوط ضحايا على الإطلاق.
أما في دبي فالأمر مختلف: فكما تحتاج باريس لإثبات وجود ضحايا أصلاً، قد يصعب على دبي إثبات عدم وجود ضحايا متوفين -دون تقليل من كفاءة الإمارة الإدارية بما يضرب به المثل أو أجهزتها الفاعلة بشكل كبير-.

في حال وجود ضحايا متوفين -لا سمح الله- وبغض النظر عن أية تسويات مالية في مثل هذه الظروف، قد يكون الأسلم اعتماد رواية رسمية نهائية بأرقام الضحايا بما يعزز من الشفافية ويحول دون تفاعل الحدث على صفحات التواصل ومن ثم قنوات الإعلام التقليدي بما يضر بالمصداقية. صحيح أن إعلان الأجهزة المعنية السابق عن سقوط أحد الضحايا لعوارض قلبية لا علاقة لها بالحريق، يترك هامشا لإقناع ذوي كل ضحية محتملة أن قريبهم كان المتوفي الوحيد، ولكن الأمر ليس كذلك إن كان المفقودون زوجين أو أسرة كاملة.