سياسة عربية

برهامي يصرخ: السيسي باعنا وسنشتكيه إلى الله (فيديو)

ياسر برهامي الزعيم الروحي لحزب النور السلفي أثناء تصويته في الانتخابات ـ أ ف ب
أصيب قادة حزب "النور" السلفي بصدمة شديدة جراء الخسارة المذلة التي مني بها الحزب في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية بخروجه صفر اليدين.

ووصلت فداحة الخسارة إلى حد مقاطعة أعضاء الحزب وقواعده للانتخابات، بما في ذلك المعاقل التاريخية للسلفيين كالإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح، حتى أن ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية اعترف - في لقاء تلفزيوني - بفشله في إقناع  أبنائه بالذهاب للانتخابات!.

"السيسى سابنا ننضرب"

وأكد "ياسر برهامي"، في مداخلة هاتفية مع قناة "المحور" الأربعاء، أن حزب النور تعرض لحملة تشويه ممنهجة قبل وأثناء الانتخابات، شاركت فيها مؤسسات الدولة والإعلام والأحزاب المنافسة.
واشتكى برهامي من أن السيسي ترك الجميع ينهش في لحم الحزب ووقف متفرجا، وقال: "السيسي سابنا نضرب وتشوه صورتنا، ولم يتدخل رغم علمه أننا حزب يقف مع الدولة وساهمنا في إنقاذ الدولة من الفوضى والحرب الطائفية، فهل هذا هو جزاءنا؟".

وأضاف أن الشباب يشعر باليأس من إمكانية الإصلاح بسبب استخدام المال السياسي، وانحياز الإعلام لاتجاه معين، مشددا على أن حزب النور يدرس الانسحاب من المرحلة الثانية في الانتخابات بسبب الظلم الذي يتعرض له.

وتابع: الدولة بقيادة السيسي مسؤولة عما حدث في الانتخابات البرلمانية من تجاوزات وخاصة سيطرة المال السياسي وعدم الحياد، مشيرا إلى أن أجهزة الدولة وإعلامها الرسمي شاركت في الهجوم على حزب النور وروجت لمنافسيه.

واشتكي برهامي من أجهزة الأمن التي ألقت القبض على العديد من مندوبي حزب النور أو أي شخص ملتح بالقرب من اللجان، ما خلق أجواء غير مناسبة للمنافسة الشريفة في الانتخابات.

وأضاف أن "السيسي دائما يقول سأحاججكم أمام الله، ونحن نقول له: ونحن سنحاججك أنت ومن هم تحتك عند الله؛ لأن ما يحدث ليس في مصلحة الوطن، لقد فقدنا ثقة الشباب وأوصلناهم إلى مرحلة اليأس".

واتهم نائب رئيس الدعوة السلفية ما أسماه "إعلام الإخوان" بالاشتراك في الحملة الموجه ضد الحزب، واعترف أن قنوات الإخوان تؤثر بشدة على الشباب المتدين عموما بما فيهم قواعد حزب  النور من خلال الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات.

#حفلة_على_حزب_النور

ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "هاشتاغا" جديدا باسم "#حفلة_على_حزب_النور"، تضمن تدوينات ساخرة وشامتة في الهزيمة التي لحقت بحزب النور، شارك فيه طرفا الصراع في مصر؛ مناهضو الانقلاب (خاصة الإسلاميين)، ومؤيدو الانقلاب من الليبراليين وأنصار النظام.

وفي هذا السياق قال "عاصم عبد الماجد"، القيادي بالجماعة الإسلامية: "شكرا للشباب السلفي، حزب النور انهار انهيارا كاملا، مدرسة الخيانة احترقت، خيانة وربي يولع فيها".

وأضاف عبد الماجد عبر الـ"فيسبوك": كل ما يملكه برهامي وقادة حزب النور لا يزيد عن وعد بعدم الملاحقة الأمنية لأعضاء الحزب، ومقاعد ومناصب لثلة منهم، بهذا فقط أضلوا الأعضاء الباقين في حزب النور إلى اليوم، ومن أجل هذا فقط اختار من ضل أن يتبعهم".
وكتب "مظهر شاهين" إمام مسجد عمر مكرم قائلا: "الشعب قطع النور.. والنور قطع الخلف".

وقال الإعلامي "معتز الدمرداش": "لحزب النور.. باي باي يا كوتش.. الشماتة حلال فيهم".

وقال أحد النشطاء على الـ"فيسبوك" إن "النظام لم يعد في حاجة الآن لحزب النور بعدما استخدمه في ضرب الإخوان والانقلاب على الرئيس مرسي".

ورد آخر: "حزب النور يدفع ثمن خيانته ومساندته للانقلاب، والآن يشرب من الكأس ذاته، لا أستبعد حله قريبا جدا".

محاولة يائسة

ويقول مراقبون إن النتائج السيئة التي حققها حزب النور لم تكن مفاجئة، بسبب نفور جميع مكونات الشعب المصري من الحزب ومرشحيه، باستثناء أعداد قليلة من أعضاء الحزب وقواعده، وهي أعداد غير كافية لإنجاح أي مرشح.

ويرى مناهضو الانقلاب من الإسلاميين بمختلف انتماءاتهم، أن حزب النور خانهم بوقوفه بجانب الانقلاب منذ يومه الأول، فيما يعارض المنتمون لباقي التيارات السياسية الحزب بسبب خلفيته الدينية التي يرفضونها ويقولون إنها خلط بين الدين والسياسة.

وفي محاولة لإنقاذ ما تبقى من ماء الوجه، بعث حزب النور، رسالة إلى قواعد الحزب المقاطعين للانتخابات، وطالبهم بالمشاركة والتعلم من الأخطاء السابقة.

وقالت الرسالة: "إن ما حدث من تقاعس الكثيرين في الانتخابات، لا بد أن يتم تداركه في الجولة الثانية حتى لا يكون الواقع الأليم الذي نعيشه حاليا حلما لنا غدا"!.

وتابعت: "هذا الواقع الذي لا نرتضيه وفيه من المخالفات يمكن أن يتحول إلى حلم بسبب السلبية والتهاون والتفريط والتأخير، وتركنا ما يمكن إصلاحه حتى يشغله الفاسدون، وخطر عظيم أن يعود هؤلاء للصورة ويتصدروا المشهد، إضافة إلى التفكك والضغوط الخارجية، والمخططات الهادفة إلى تميز المجتمع والعمل مع المنظمات المدعومة من الخارج، كل هذا وشبابنا لا يزال مقاطعا ولم يتحرك، والأموال التي تنفق في شراء الذمم يريدون أن يجنوا أضعافها في البرلمان".