سياسة عربية

المواصفات والشروط الإسرائيلية للرئيس الفلسطيني القادم

خاص - عربي21
اتفق خبيران في الشأن الإسرائيلي، على أن "إسرائيل" لها دور "كبير"، في اختيار الرئيس الفلسطيني القادم للسلطة الفلسطينية، والذي يشترط فيه أن يكون ملتزما بشكل كامل بالتنسيق الأمني مع جيش الاحتلال الإسرائيلي

اختيار الرئيس
وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر: "الإسرائيليون لهم دور أساسي وكبير في طبيعة اختيار الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية"، موضحا أن لدى الاحتلال الإسرائيلي "نفوذا كبيرا وتأثيرا واضحا في طبيعة الترشيحات القادمة بصورة مباشرة أو غير مباشرة؛ عبر تدخلات سياسية تلقائية أو عبر وساطات إقليمية ودولية".

وشدد في حديثه لـ"عربي21" على أنه "لا شك أن "إسرائيل" هي صاحبة القول الفصل في طبيعة اختيار الرئيس الفلسطيني القادم للسلطة الفلسطينية".

وحول أهم المواصفات والشروط التي يجب توفرها في الرئيس الفلسطيني القادم، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي أن من بين "أهم المواصفات التي يجب توفرها في الرئيس هي؛ أن يكون منسجما مع برنامجهم السياسي الخاص بالعملية السلمية، والتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي حتى لو كان من دون جدوى أو نتائج سياسية معينة".

وشدد على أن الشرط والوصف الأهم هي "الالتزام الكامل بالتنسيق الأمني مع جيش الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدا "هذان هما المعياران الأساسيان في موافقة "إسرائيل" على أي خيار مقترح ومتوقع لرئيس السلطة الفلسطينية القادم".

نار هادئة
ويرى أبو عامر، أن "معظم الخيارات القائمة لدى السلطة وحركة "فتح" من أسماء مقترحة في بازار الترشيحات منسجمة مع هذين المعيارين"، في حين تبقى الأمور بحسب الخبير "ذات طبيعة شخصية عند الرئيس محمود عباس، أو عند قيادة "فتح" في الضفة الغربية المحتلة".

وفي سياق إنضاج الطبخة على "نار هادئة"، يعتقد أبو عامر أن "هناك تواصل مباشر بين الاحتلال وبعض المرشحين دون الإعلان عن ذلك"، في إشارة منه على ما يبدو إلى اللقاء السري الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي وجمع بين القائم بأعمال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين، صائب عريقات، المقرب من الرئيس عباس، ونائب رئيس الحكومة الإسرائيلية سيلفان شالوم.

ومن جانبه، لاحظ الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، من خلال متابعته للإعلام الإسرائيلي أن هناك "اهتماما بما يجري داخل المقاطعة (مبنى رئاسة السلطة) في رام الله بالضفة الغربية"، منوها أن "ما يثير الريبة؛ أن هذا الاهتمام ليس على نطاق واسع؛ لأن ما يجري يتم على نار هادئة وليس على رؤوس الأشهاد".

المطالب الأمنية
وأكد لـ"عربي21"، أنه بكل "تأكيد هناك ضلوع وتدخل إسرائيلي في مسألة من سيخلف أبو مازن؛ إن صح أن هناك نية لدى الرئيس عباس لتقديم استقالته"، معتبرا أن الإجابة على سؤال: "كيف سيتم ترجمة التدخل الإسرائيلي ؟؛ ستبقى لدى القنوات السرية".

وتتعامل "إسرائيل" مع السلطة الفلسطينية بحسب شلحت "بشكل أساسي من منطلق أمني بامتياز؛ حيث أوضح أحد المقربين من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال، أن إضافة نتنياهو بعد عودته للحكم لمفهوم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أنه أعاد مفهوم السلام إلى المنظور الأمني".

وتوقع أن الاشتراطات الناجمة عن التدخل الإسرائيلي في موضوع الرئيس الفلسطيني المقبل؛ "يجب أن تلبي المطالب الأمنية الإسرائيلية، والتي يمكن ترجمتها لبعض البنود، من أهمها؛ الحفاظ على الاستقرار الأمني في مناطق الضفة الغربية المحتلة، وعدم شق عصا الطاعة على التنسيق الأمني"، مضيفا: "تلك هي السياسة الإسرائيلية العامة".

وفي سياق متصل؛ أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنه "لا يوجد أي تطور لتسوية أو حل في هذا الوقت"، مؤكدا أن "هناك استعدادا إسرائيليا للدخول في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية دون شروط مسبقة؛ وذلك من أجل المفاوضات فقط".

وحذر شلحت من أن الاحتلال يسعى من وراء ذلك "للهروب إلى الأمام من الضغوط والشروط الأمريكية أو الدولية التي قد تمارس عليه"، مشيرا إلى أن الاحتلال "يستطيع أن يمارس ميدانيا ما يشاء دون إثارة أي زوبعة على الساحة الدولية".