سياسة عربية

صحيفة مصرية: لهجة هيكل دليل تأزم العلاقة المصرية السعودية

هيكل
رأت صحيفة مصرية يومية أن لهجة الصحفي المشهور حسنين هيكل ضد السعودية دليل على تأزم العلاقات بين مصر والسعودية، مشيرة إلى التصريحات الأخيرة لهيكل الذي قال فيها: "إن النظام السعودي غير قابل للبقاء"، علاوة على انتقاده في تلك التصريحات للملك سلمان.

ولفتت صحيفة "المصري اليوم"، إلى ما وصفته بـ"التصريحات النارية" لهيكل ضد السعودية، التي نشرتها صحيفة السفير اللبنانية، معتبرة أن هذه التصريحات سلطت الضوء مجددا على الفتور الذي يسود العلاقات بين مصر والسعودية منذ بضعة شهور.

وفي معرض ذكر تصريحات هيكل ضد السعودية، قالت "المصري اليوم" إن هيكل اعتبر الملك سلمان أنه "ليس حاضرا بما يكفي"، واصفا تدخل السعودية في اليمن بـ"المأزق السعودي".

وأشارت الصحيفة وفقا لـ"هيكل" إلى أن "مصر تسعى للتقارب مع إيران، وأن ضغوطا تمارس على الرئيس السيسي لثنيه عن تحقيق هذا التقارب".

واعتبرت "المصري اليوم" عبر تقريرها أن "تصريحات هيكل الذي نشرتها صحيفة السفير اللبنانية، ليست بالإشارة الأولى على توتر العلاقات السعودية المصرية، بل سبقتها مؤشرات عديدة وقرارات وتوجهات سياسية تظهر أن التحالف بين البلدين لم يعد متينا كما كان يبدو في الأمس القريب قبل وفاة الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز".

ونوهت الصحيفة المصرية إلى أن "تصريحات هيكل جاءت بعد زيارة قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى السعودية، وهي الزيارة التي أثارت استياءَ في مصر، إذ قرأ فيها المتابعون تراجعا سعوديا عن اتفاق سابق مع مصر على محاربة الجماعات التي تصنفها القاهرة "جماعات إرهابية"، بالرغم من تأكيد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على أن زيارة مشعل كانت لأداء مناسك العمرة، وليست زيارة ذات طابع سياسي".

وقالت "المصري اليوم" إن "زيارة مشعل فسرها مراقبون بكونها رد فعل سعودي على استقبال الحكومة المصرية لوفد يمثل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، والسماح بتنظيم معرض في مصر يضم صورا لضحايا "العدوان" السعودي في اليمن، نظمته جهات مقربة من الحوثيين، كما أن السلطات المصرية لم تتدخل لفض مظاهرة نظمت أمام السفارة السعودية رفعت فيها شعارات مناهضة للرياض وللملك سليمان".

في حين، هنالك رأي آخر نقلته "المصري اليوم" ينفي وجود أزمة في العلاقات بين مصر والسعودية، إذ استندت في ذلك إلى أقوال رئيس مركز القرن العربي للدراسات، سعد بن عمر، حيث قال: "إن تصريحات هيكل وما سبقها لا تعبر عن أن العلاقات المصرية السعودية في أزمة كما يروج".

واعتبر الخبير السعودي بن عمر في مقابلة صحفية أن "تصريحات هيكل لا أهمية لها، ولا تعبر سوى عن موقفه، هي لا تؤثر أو تمثل السياسة الخارجية المصرية، فهو ليس له منصب حكومي، وحديثه عن اليمن ليس دقيقا، فهو لم يزر اليمن منذ عقود طويلة، كما أنه يتحدث بمنطق الستينات، ونحن اليوم في عام 2015".

وأضاف أن "كلام هيكل ليس جديدا، فهو ينتقد السعودية منذ سنة 1967 في كل كتاباته، وهذا أمر طبيعي، فهو من بقايا الناصرية المعادية للسعودية"، في إشارة منه إلى أن هيكل كان جزءا من نظام الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، الذي كان يناصب العداء للنظام السعودي.

واعتقد بن عمر أن "العلاقات المصرية السعودية تحكمها المصلحة العربية العليا والأمن القومي للمنطقة العربية، فمهما اختلفت وجهات النظر بخصوص بعض القضايا لا يمكن أن تصل هذه العلاقات إلى الأزمة".

لكن رأي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشن، يتوافق مع الاعتقاد بأن تصريحات هيكل تعبر عن توجه النظام المصري، إذا يقول في مقابلة صحفية مع " DW عربية": "أكيد أن ما قاله حسنين هيكل، الذي يعتبر من رموز نظام السيسي، يعد مؤشرا على توتر في العلاقات بين البلدين، بدءا منذ تولي الملك سلمان للحكم، واتخاذه توجها جديدا في التعامل مع الملف المصري".

 وقال الخبير المصري إن "هذه التصريحات تعبر عن رغبة نظام السيسي، وليس عن الواقع"، لافتا إلى أنه "بالرغم من استياء السعودية الكبير من السياسة المصرية في عدة نقاط، منها عداوتها المبالغ فيها لحماس وموقفها في ليبيا الذي كان متوجها نحو شن الحرب وغيرها من النقاط، إلا أن السعودية في ضوء المعطيات الحالية لا يمكنها أن تذهب أكثر مما ذهبت إليه في الفتور مع مصر؛ بسبب الدعم الأمريكي والإسرائيلي الذي يحظى به النظام المصري الحاكم".