توقع مراقبون أن يؤدي التقارب الأخير بين المملكة العربية
السعودية وحركة
حماس، إلى زيادة الفجوة بين هذه الأخيرة وإيران، دون أن تصل علاقتهما إلى حالة القطيعة.
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، إن
إيران "تصاب بحالة من الهستيريا حينما تتقارب حركة حماس مع أي طرف في المنطقة، وتقيم علاقات تحالفية تفاهمية مع دول الواجهة، كالسعودية ومصر".
وأضاف لـ"
عربي21" أن إيران لا تريد علاقة تحالف مع "حماس" بقدر ما تريد علاقة وصاية معها، "وهي ترفض أن تخرج حماس عن تلك الوصاية"، مدللا على ذلك بـ"السلوك العدائي والتحريضي الذي تحدثت به وسائل الإعلام المقربة من إيران في الأيام الأخيرة".
وكانت الصحافة الإيرانية قد شنت هجوما على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
خالد مشعل، بسبب زيارته الأخيرة للسعودية، والتي وصفها قائد "حماس" في غزة إسماعيل هنية بأنها "ناجحة".
إبعاد المسافات
ورجح أبو عامر أن يساهم السلوك الإيراني في "إبعاد المسافات بين إيران وحركة حماس، في الوقت الذي تحاول فيه الحركة أن تحافظ على أكبر قدر ممكن من العلاقات الإقليمية والدولية، دون الانتقاص من أي طرف".
وقال إن "حماس تحاول أن تقيم علاقات متوازنة مع أطراف كبيرة في المنطقة، لكن الإيرانيين كما يبدو يرفضون هذه الصيغة، ويحاولون استنساخ منطق بوش القديم؛ إما معي وإما ضدي".
وحول غاية السعودية من التقارب مع حركة حماس، في ظل التمدد الإيراني في المنطقة وما تعانيه "حماس" من حصار عربي إسرائيلي؛ بيّن أبو عامر أن "أبعاد ذلك مرهونة بالتطورات السياسية في المنطقة خلال الفترة القادمة"، مشيرا إلى أن "هناك سياسة سعودية جديدة تحاول إقامة علاقة متوازنة مع مختلف أطياف وملفات المنطقة، وخاصة الملف الفلسطيني".
ورهن "نفوذ وتأثير" أي دولة في المنطقة العربية؛ بمدى تبنيها للقضية الفلسطينية"، معتقدا أن السعودية "التقطت الصنارة جيدا، وأعادت حبل الوصال مع حركة حماس في الفترة الأخيرة".
واستبعد أن يحتل الموضوع الفلسطيني "الأولوية المتقدمة ذاتها عند صانع القرار الإيراني"، معللا ذلك بـ"انشغال إيران بملفاتها الداخلية، ومحاولة معالجة جراحها بفعل الحصار والعقوبات، والاستنزاف الحاصل لها في العراق وسوريا واليمن".
واستدرك أبو عامر بالقول: "سيبقى الموضوع الفلسطيني، على الأقل، ضمن الضجيج الإعلامي والدعائي الإيراني".
تحالف سني
من جانبه؛ قال الباحث السياسي المختص في قضايا الشرق الأوسط، حسن عبدو، إن "إيران تراهن على محدودية العلاقة القادمة بين حركة حماس وبين السعودية"، مؤكدا أن هذه العلاقة "لن تكون قادرة على حل كل مشاكل حماس".
وأضاف لـ"
عربي21" أنه "لا يمكن للرياض أن تتخلى عن دول إقليمية كمصر، مقابل علاقتها مع حركة حماس، أضف إلى ذلك عدم وجود فلسطين على الأجندة السعودية"، على حد قوله.
وأوضح عبدو أن الأولوية السعودية تتمثل في "بناء تحالف سني لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة"، مؤكدا أن تطور العلاقة بين السعودية و"حماس"، تسبب بغضب إيراني، "إلا أن طهران تريد أن تبقي على علاقاتها مع الحركة".
وأكد أن إيران "تحاول عرقلة أي توجه للتقارب بين السعودية وحماس، وذلك لإبقاء الأخيرة في محور المقاومة"، مشيرا إلى أن "إيران فقط هي من يستطيع تقديم دعم مالي مكشوف في الموضوع الفلسطيني، دون النظر إلى رضا أو غضب النظام العالمي".
وقال عبدو إن "السعودية وتركيا وقطر لديها التزامات دولية تمنعها من تقديم دعم مادي مكشوف لحركة حماس، التي يصفها النظام العالمي بالإرهابية"، مضيفا أن "إيران التي تسعى إلى أن تكون دولة مركزية في المنطقة؛ ليس في واردها التخلي عن الملف الفلسطيني".
وكان رئيس حركة حماس خالد مشعل؛ قد وصل برفقة وفد من قيادة الحركة، الأربعاء الماضي، إلى المملكة العربية السعودية، والتقى بالعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز.