سياسة دولية

بريطانيا تبحث توسيع صلاحيات قصف تنظيم الدولة في سوريا

استغل كاميرون حادث تونس ليوسع مهاما قوات بريطانيا غلى سوريا ـ أ ف ب
تسارع بريطانيا خطواتها من أجل توسيع حملتها العسكرية على تنظيم الدولة، حيث دعا وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، مجلس العموم إلى دراسة الموافقة على شن غارات جوية على أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وقال مايكل فالون، الخميس، إن "هجوم تونس وكذلك الهجمات في الكويت وفرنسا يوم 26 حزيران/ يونيو كانت بمثابة "تذكرة مرعبة بأن العالم الذي نعيش فيه فد أصبح أكثر قتامة وخطرا."

وأضاف "نحن نعلم أن تنظيم الدولة يدار وينظم من شمال سوريا؛ لذلك قال رئيس الوزراء خلال المناظرة في أيلول/ سبتمبر الماضي إن "هناك أسبابا قوية تدفعنا لبذل المزيد في سوريا".

وفي تعليقه على الموضوع، قال الكاتب والباحث في الشؤون العسكرية والإستراتيجية في جامعة اكسيتر في بريطانيا، طلحة الأعظمي، "إن ديفيد كاميرون الآن في موقف سياسي أقوى من 2013 كونه قائد لحكومة ذات أغلبية، وهذا يعني أنه ممكن يستغل غضب الشعب البريطاني على هجمات تنظيم الدولة الإرهابية في تونس الذي أدت إلى قتل نحو 30 بريطانيا".

وأضاف طلحة الأعظمي، في تصريح لـ"عربي21"، "الآن سيتم توسع الدور البريطاني إلى جانب حليفتها الأمريكية في الإقليم العربي لإضعاف الوحدة العربية الإسلامية، وباستخدام تنظيم الدولة المشتبه بهم كمبرر".

وأضاف الباحث العراقي، أن "رسالة ديفيد كاميرون هي أن بريطانيا ما زالت دولة عظمى وتستحق مكانتها في مجلس الأمن، وأنها قادرة على البطش في المنطقة العربية في أي وقت ومتى شاءت".

وتابع الأعظمي، "هذا هو ما نراه عندما يوجه كاميرون دعوة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المعروف بأنه قد ارتكب جرائم ضد الإنسانية وانقلب على الديمقراطية التي يزعم البريطانيون وحلفاؤهم بأنهم يقتدون بها، الإمبريالية الغربية لم تتغير ولكنهم ارتدت قناع جديد فقط".

هذا و قال الوزير فالون "يتعين على جميع الأعضاء أن يدرسوا جيدا أفضل السبل للتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية، فنحن مشاركون في قتال سيستمر جيلا".
 
وقال الوزير "لذلك يظل موقفنا هو أننا سنظل في هذا البرلمان نسعى للحصول على موافقته قبل أن ننفذ غارات جوية في سوريا. الاستثناء كما يعلم البرلمان هو إذا كانت هناك مصلحة بريطانية ملحة معرضة للخطر أو كانت هناك حاجة للعمل لمنع كارثة إنسانية."

وأشار فالون إلى أن "تنظيم الدولة  لا يعترف بحدود"، لكنه قال إن "رئيس الوزراء يأخذ في الاعتبار تحفظات بعض النواب، ولن يطرح أي اقتراح في هذا المعنى إذا لم يتوفر التوافق".

وأضاف وزير الدفاع البريطاني "يعود لنواب هذا المجلس إجراء تقييم لأفضل طريقة من أجل محاربة تنظيم الدولة، الخلافة الشيطانية التي لا تحترم الحدود".

واستردك بأن "الحكومة لن تستشير البرلمان قبل أن تشن غارات، في حال "تعرض المصالح الوطنية البريطانية العليا للتهديد أو لتدارك كارثة إنسانية".

وسجل أن "أي تحرك" يمكن أن تتخذه لندن "لن يقدم أي مساعدة" إلى الرئيس السوري بشار الأسد ولا إلى نظامه، ولن يكون هناك أي تصويت قبل الخريف وتعيين زعيم جديد لحزب العمال في 12 أيلول/سبتمبر المقبل.

وتشن بريطانيا هجمات منتظمة في العراق المجاور وتسير طائرات بدون طيار فوق سوريا لجمع معلومات عن التنظيم المتشدد. لكنها -على عكس أعضاء آخرين في تحالف دولي- لا تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا..إذ لم يتمكن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من الحصول على موافقة البرلمان للقيام بذلك في عام 2013.