صحافة دولية

هآرتس: انتخاب ديفيد كاميرون لن يؤثر على إسرائيل

هآرتس: ديفيد كاميرون يعد من أكثر الداعمين لإسرائيل في بريطانيا - أ ف ب
ماذا تعني إعادة انتخاب ديفيد كاميرون لإسرائيل؟، سؤال طرحته دانييلا بيليد من معهد تقارير الحرب والسلام، في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وتقول الكاتبة: "لقد سألت دبلوماسيا إسرائيليا بعد الفوز المفاجئ لحزب المحافظين الأسبوع الماضي، ماذا يمكن لبريطانيا أن تفعله كونها لاعبا أوروبيا للتأثير على إسرائيل؟، فكانت إجابته: (طردها من مسابقة يوروفيجين)". 

وتعلق بيليد بأن الإشارة إلى مسابقة الأغنية الاوروبية كان طريفا بالطبع، ولكنه معبر في الوقت ذاته، فرغم الحديث الدائر كله، إلا أن ديفيد كاميرون يعد من أكثر الداعمين لإسرائيل في بريطانيا، وهي حقيقة قائمة منذ مدة، مع أن بريطانيا لم تكن لاعبا مهما في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. 

ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي21"، إلى أن الاتحاد الأوروبي يعد من أكبر شركاء الدولة اليهودية تجاريا، وهو في وضع لأن يؤثر على السياسة الإسرائيلية. لكن إعادة انتخاب كاميرون الأسبوع الماضي ستؤكد بقاء بريطانيا على الهامش.

وترى الصحيفة أن الود المتبجح الذي تكنه إدارة كاميرون يعبر عن قلة اهتمام عام، فعواطف كاميرون هي مع إسرئيل، ولكنها تظل مرتبطة بالطريقة التي توجهه نحو إدارة النظام العالمي بطريقة سلسة.

وتبين الكاتبة أن "كاميرون لم يقد أبدا أي تحركات، سواء مع أو ضد إسرائيل، ففي الأمم المتحدة قررت بريطانيا عام 2012 الامتناع عن التصويت لصالح دولة فلسطينية، وليس من المتوقع دعم الحكومة الحالية اعترافا بدولة فلسطينية، وقد امتنعت بريطانيا مرة أخرى عن التصويت في كانون الأول/ ديسمبر أثناء التصويت في مجلس الأمن بشأن مشروع قرار من أجل وضع جدول زمني من سنتين لتحقيق تسوية".
 
ويلفت التقرير إلى دعم بريطانيا لسياسة الاتحاد الأوروبي لتحديد البضائع المنتجة في المستوطنات، مستدركا بأن بريطانيا تركت بقية الدول الأوروبية تأخذ القيادة، وجلست في المقعد الخلفي.

وتذكر بيليد أن كاميرون دعم تعديلا لتشريع جعل من اعتقال أي مسؤول عسكري أو سياسي إسرائيلي وهو في بريطانيا أمرا صعبا، لكنه لم يذهب بعيدا في التعديل كما أرادت إسرائيل.

وتنوه الصحيفة إلى أنه في المقابل وصف كاميرون عام 2010 غزة بـ"السجن الكبير"، وتجد "هآرتس" أن هذا عائد لأن كاميرون يتحدث بحسب ما يريد جمهوره سماعه، وتعلق الكاتبة: "علينا أن نتذكر أنه كان يخاطب البرلمان التركي. وفي اليوم التالي تحدث بغضب عن الإرهاب الباكستاني، وهو يتحدث لجمهور في بانغالور في الهند".

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن إسرائيل تشعر بالسرور لاستمرار فيليب هاموند في وزارة الخارجية، فعلى خلاف سلفه ويليام هيغ، بدا هاموند دائما متعاطفا مع موقف الحكومة  الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه رغم هذا كله فإن التجارة تظل هي هم بريطانيا الأول، وليس دبلوماسية استعراض العضلات.

وتوضح الكاتبة أنه فوق هذا كله فقد وعد كاميرون بتنظيم استفتاء في عام 2017، حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهو موضوع سيستنزف جهود السياسة الخارجية البريطانية لأكثر من عامين.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا الموضوع يترافق مع انتصار الحزب القومي الأسكتلندي، الذي فاز بـ 56 مقعدا من بين 59 مقعدا، وهو ما سيؤدي إلى دفعة من ناحية القومية الأسكتلندية، وهي أخبار ليست جيدة للأقليات. 

ويجد التقرير أنه على الرغم من ذلك فإن حزب الاستقلال البريطاني وإن حصل على مقعد واحد، لكنه حصل على نسبة 13% من أصوات الناخبين، ما يعكس اهتمام بريطانيا بالمهاجرين. 

وتعتقد بيليد أن هذا كله لم يعبر عن ميل تجاه العداء للسامية، رغم ظهور ذلك في بعض مناحي الخطاب العام. مشيرة إلى أن من اهتم بيهودية إد ميليباند هم اليهود البريطانيون. وكان هناك نوع من الجنون بينهم حول مواقف ميليباند المعادية لإسرائيل، ولكن مواقفه لم تتعد انتقاده أفعال إسرائيل في غزة، ودعم موقف بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطينية.

وتقول الصحيفة إن بعض الاستطلاعات توقعت وكانت مخطئة، حول تحول اليهود نحو حزب المحافظين بدلا من دعم حزب العمال، نتيجة مواقف ميليباند. لكن لا توجد طريقة لمعرفة هذا، فلم يسأل منظمو الاستطلاعات الأولية عن دين المقترع.

وبحسب الأرقام التي جمعها معهد السياسات العامة اليهودي، فقد أظهرت أن 30 منطقة انتخابية فيها جالية يهودية كبيرة فاز فيها حزب العمال بمقعدين من المحافظين وبآخر من الليبراليين الديمقراطيين، وفق التقرير.

وترى الكاتبة أن انتخاب إد ميليباند وحكومة عمالية كان سيزيد الضغط على إسرائيل. وإعادة انتخاب كاميرون خاصة، دون حكومة ائتلاف مع الليبراليين الديمقراطيين، تعني العكس. وتجد أن التحليل الثنائي فيما إن كان كاميرون في صالح إسرائيل أو ضده ليس له تأثير.

وتختم "هآرتس" تقريرها بالإشارة إلى أن غياب التعامل الخارجي عندما تقوم إسرائيل بتشكيل أكثر الحكومات اليمينية تطرفا في تاريخها ليس إيجابيا. وتتساءل بيليد: ما هو الفرق الذي سيتركه تأثير من في الجزيرة البريطانية إذا كان نتنياهو لا يتعرض للضغط من البيت الأبيض؟ والجواب "لا شيء".