سياسة عربية

معارك الكرمة العراقية تتسبب بنزوح عائلات افترشت الصحراء

تدور معارك عنيفة في محيطة الكرمة - أرشيفية
شهدت مدينة الكرمة، شرق الفلوجة، موجة نزوح مع بداية الحملة العسكرية التي أطلق عليها "فجر الكرمة"، ينفذها الجيش العراقي مدعوما بمليشيات الحشد الشعبي الشيعية، لاستعادة مناطق شرق وجنوب الفلوجة من يد تنظيم الدولة، منذ ما يقرب الأسبوعين.
 
وقد وصلت في الأيام القليلة الماضية مئات العائلات النازحة إلى حدود منطقتي عامرية الفلوجة والخالدية، بعد أن فرّت من منازلها إثر احتدام المعارك في قضاء الكرمة ومحيطه، بسبب تكثيف القوات الأمنية هجماتها ضد قاطني المنطقة.

وتعاني العائلات النازحة مأساة بالغة الصعوبة، فهي لم تجد مكانا للنزوح إليه سوى الصحاري، بعدما ترك النازحون وراءهم منازلهم وكل ما يمكلون.
 
وقال أحد النازحين من شرق الفلوجة، في حديث لـ"عربي21"، إن عائلته، بالإضافة إلى العديد من الأسر النازحة، تبيت في العراء على أطراف عامرية الفلوجة، بعد أن رفض الجيش العراقي المنتشر على حدود هذه المناطق إدخالهم. وأشار إلى أن الوضع الإنساني للنازحين، الذين يقدر عددهم بالمئات، حرج بسبب انتشار الأوبئة وتفشي الأمراض بين النساء والأطفال والشيوخ، ما أدى إلى حدوث حالات وفاة مع انقطاع الإمدادات الصحية والإغاثية عنهم.
 
فر كامل الجميلي (37 عاما) مع عائلته قاصدا عامرية الفلوجة، طلبا للأمان بعد ارتفاع وتيرة القصف العشوائي بالبراميل المتفجرة على أحياء الكرمة.

ويقول الجميلي في حديثه مع "عربي21": "بعد أن اشتد القصف والمواجهات بين الجيش العراقي وتنظيم الدولة، أجبرنا على الفرار من دون أن نفكر إلى أين نذهب، لنجد أنفسنا في الصحاري نعاني دون مأوى، ونعاني من الجوع والعطش، دون أن نجد من يوفر لنا المسكن والغذاء والماء".

وأكد الجميلي في حديثه أن أعدادا كبيرة من العائلات الهاربة من الاشتباكات تعاني من أوضاع معيشية صعبة، بعد رفض القوات الأمنية دخولهم إلى مدن الحبانية والخالدية وعامرية الفلوجة، فاضطرت هذه العائلات إلى أن تنام في العراء، وهذا حالها منذ عشرة أيام، ولم تتلق مساعدات من أي طرف.
 
من جانبه، قال عبد صقر صلاح (39 عاما)، في حديث مع "عربي21"، إن النيران المتبادلة بين الطرفين، وإطلاق العشرات من الصواريخ والقذائف، حاصرتهم في محيط الكرمة، وأنهم استطاعوا بصعوبة الفرار بعدما هدأ الرصاص والقصف.

وأضاف: "أصبح قضاء الكرمة مهجورا من السكان، ورائحة الموت والبارود في كل مكان بسبب القذائف المدفعية والبراميل المتفجرة"، مشيرا إلى أن بعض العائلات لم تتمكن من الهروب، بسبب منعهم من قبل الجيش العراقي من الخروج، وأن مصيرهم ما زال مجهولا حتى الآن.