اقتصاد عربي

المصريون لن يشعروا بعوائد مشروع السويس قبل 5 أعوام

عمليات الحفر في مشروع قناة السويس - أرشيفية
أكد رئيس التحالف الفائز بتنفيذ قناة السويس الجديدة، أن المواطن المصري لن يبدأ في الشعور بالآثار الإيجابية للمشروع قريباً كما كان متوقعاً.

ومنذ إعلان غبدالفتاح السيسي في آب/ أغسطس الماضي عن حفر القناة الجديدة مشروعاً قومياً لمصر، تنشر القوات المسلحة -التي تشرف على تنفيذ المشروع- بيانات بشكل دوري عن سير العمل، تكشف فيها عن "تسارع معدلات الإنجاز" بشكل فاق النسب المستهدفة.

وتشترك في تنفيذ المشروع 80 شركة، بينها شركات مصرية وإماراتية وبلجيكية وهولندية وأمريكية، تستخدم 3 آلاف معدة هندسية، ويعمل فيها حوالي 20 ألف مهندس وفني وعامل، إلى الآلاف من عناصر القوات المسلحة.

"لن تشعروا بها قريباً"

وتوقع يحيى زكي، رئيس "دار الهندسة - مصر"، وهو التحالف الفائز بتخطيط وتنفيذ القناة الجديدة بالتعاون مع القوات المسلحة، أن المشروع لن يدر عوائد مالية ضخمة خلال سنواته الخمس الأولى، على أن تبدأ العوائد في النمو بعد ذلك ببطء.

وجاءت هذه التصريحات مناقضة لما تبشر به الحكومة، التي تؤكد أن المشروع سينعش معدلات النمو الاقتصادي للبلاد، ويقضي بدرجة كبيرة على الفقر فيها، وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل.

وأضاف زكي في تصريحات تلفزيونية، مساء الخميس، أن قناة السويس الجديدة لا ينتظر منها عوائد ضخمة إلا بعد اكتمال المشروع، وبعدها يبدأ المواطن البسيط في الشعور بآثاره المباشرة.

وأكد أن الشركة سلمت الدراسة النهائية للمخطط العام والقانوني لتنمية المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس للحكومة المصرية بصورة شبه نهائية، لعرضها في المؤتمر الاقتصادي، موضحاً أنه سيتم تقديم الدراسة النهائية للمخطط الأسبوع المقبل.
 
وقال زكي إن المخطط يتضمن رؤية مستقبلية لتحويل المنطقة إلى مركز عالمي للصناعة والنقل والملاحة والخدمات اللوجستية، متوقعاً أن يجذب المشروع استثمارات عالمية تبلغ قمتها 50 مليار دولار خلال 15 عاماً. 

وكان رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، استعرض أمام رجال أعمال عرب وأجانب، الفرص الاستثمارية في مشروع تنمية قناة السويس في ورشة عمل بحضور السيسي والأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، خلال المؤتمر الاقتصادي الذي أقيم الأسبوع الماضي في شرم الشيخ، مشيراً إلى أن المنطقة ستضم مشروعات صناعية وخدمية ضخمة تصل استثماراتها إلى 15 مليار دولار، فيما يصل إجمالي استثمارات المرحلة الأولى إلى 45 مليار دولار.

"أهم من الأهرامات"

من جانبه، أكد محافظ الإسماعيلية، اللواء "ياسين طاهر" أن قناة السويس الجديدة هي أضخم وأكبر مشروع قومي في التاريخ الحديث لمصر.

وتابع المحافظ: "لن أكون مبالغاً إذا قلت إن حفر قناة السويس أهم من بناء أهرامات الجيزة، فالأول سيكون أكثر منفعة وتأثيراً على شكل الحياة في مصر في العقود المقبلة"، وتوقع أن يتم إدراج محافظة الإسماعيلية على خريطة المدن العالمية سياحياً واستثمارياً بعد الانتهاء من تطوير منطقة القناة، وتسويق ما يتوفر فيها من أنشطة وفرص اقتصادية.

وأكد الفريق رئيس هيئة قناة السويس أن ما تم إنجازه في المشروع يعد "معجزة" حقيقية، حيث يسير العمل وفق معدلات تنفيذ تجاوزت 130%، مجدداً التزام الهيئة بافتتاح القناة الجديدة في آب/ أغسطس المقبل.

وأشار مميش إلى أن مصر في سباق مع الزمن، وأن العمل متواصل 24 ساعة في اليوم، دون أي توقف، لتنفيذ المشروع في موعده، مضيفاً أن القناة تشهد أكبر عملية "تكريك" (حفر تحت الماء) في التاريخ، من حيث حجم الأعمال، ويعمل الآن في المشروع 75% من كراكات العالم، موضحاً أن السفن بدأت بالفعل في الإبحار التجريبي في القناة الجديدة.

وقالت الهيئة الهندسية في القوات المسلحة في بيان لها، تلقت "عربي21" نسخة منه، إنها تمكنت خلال سبعة أشهر ونصف بمساعدة الشركات الوطنية والأجنبية المنفذة للمشروع من حفر 215 مليون متر مكعب من أعمال الحفر الجاف بنسبة 93.5% من إجمالي الكمية المقرر حفرها، بنسبة إنجاز 107% من المخطط تنفيذه.

ويتم العمل الآن في المرحلة الثانية، التي تشمل -إلى جانب حفر القناة الجديدة- توسعة القناة القديمة، ليصبح عرضها 312 متراً، وتنفيذ أعمال تدبيش أجناب القناة بطول 100 كيلو متر، تم تنفيذ 2.5% منها حتى الآن.

وأشارت الهيئة إلى أن هذه الأعمال تتزامن مع إنشاء مدينة الإسماعيلية الجديدة التي تضم 58 ألف وحدة سكنية مخصصة لسكن العاملين بقناة السويس وسيناء، بالإضافة إلى حفر أربعة أنفاق للقطارات والسيارات تحت القناة في بورسعيد والإسماعيلية لربط سيناء بالوادي.