سياسة عربية

داريا والمعضمية تحظران إنشاء تشكيلات جديدة في المدينتين

خريطة - داريا - الغوطة الغربية - ريف دمشق

أصدرت القوى العسكرية والمدنية العاملة في مدينتي داريا والمعضمية، في الغوطة الغربية، بياناً مشتركاً ينص على حظر إنشاء أي تشكيل عسكري أو مؤسسة إدارة محلية جديدة غير التشكيلات العسكرية والمؤسسات المتواجدة في المدينتين حالياً، مع التلويح بملاحقة كل من يشارك في إنشاء فصائل جديدة "عسكريا وأمنيا".

وجاء البيان الذي اطلعت عليه "عربي21": "انطلاقا من مصلحة الثورة، والحرص على حمايتها كان لزاماً على كل فصيل عامل أن يتحمل مسؤوليته تجاه حمايتها وسعيه لتحقيق المصلحة العامة فيها.

وأضاف البيان: "كان لا بد للقوى المدنية والعسكرية العاملة في مدينتي داريا ومعضمية الشام اتخاذ الإجراءات الإدارية والقرارات الملزمة المؤيدة بمؤيدات جزائية، والمنضبطة بالضوابط الشرعية، وخطوة على طريق تنظيم المنطقة وترتيب أوراقها".

وقال البيان بلغة حاسمة: "يُمنع تشكيل أي فصيل عسكري أو مؤسسة إدارة محلية غير التشكيلات الموجودة في المدينتين، وتتعهد الفصائل المذكورة أدناه بمنع أي تشكيل، وفي حال الشروع فيه تقوم بمحاربته بشتى الوسائل بما فيه الحل الأمني، والعسكري، وتقديم كل أفراد التشكيل للقضاء بتهمة شق الصف".

ووقع على البيان كل من: لواء الفتح المبين، لواء شهداء الإسلام، ولواء سعد بن أبي وقاص، ولواء المقداد بن عمرو، ولواء الفجر، ولواء سيف الشام، والمجلس المحلي لمدينة داريا، والمجلس المحلي في مدينة معضمية الشام.

ويعتبر هذا البيان الثاني من نوعه على مستوى الريف الدمشقي خصوصاً، وسوريا عموماً، حيث أصدرت القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية بيانا مماثلاً في الآونة الأخيرة.

وفي حديث لخاص لـ"عربي21، قال "أبو نزار"، المتحدث الرسمي للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام في قطاع داريا والمعضمية، والذي تتبع له ثلاثة ألوية موقعة على البيان، إن البيان صدر بالاتفاق بين جميع الفصائل والكيانات العاملة في منطقة داريا ومعضمية الشام.

وأضاف أن "الهدف من وراء البيان هو الحفاظ على تماسك جبهات (داريا)، وعدم الخوض مستقبلاً في مسائل داخلية قد تشغل الجميع عن الجبهات، بحكم أن جبهات داريا من الجبهات الساخنة على مستوى سوريا".

ورأى أبو نزار أن البيان "هو في مصلحة داريا والمعضمية، والأهالي"، مضيفا: "في الحقيقة هذا القرار تم توقيعه من جميع الجهات الممثلة للأهالي في المدينتين، وهو الأقرب لتحقيق الاستقرار الذي يعد مطلباً لأي مدني في أي منطقة، وتجنب الدخول في أي صراعات داخلية في المستقبل والتي تؤثر بدورها على المدنيين".

وعلّق قائد "لواء الفتح المبين" في معضمية الشام، "أبو محمود"، على البند الخاص بمحاربة المخالفين للبيان بقوله: "آخر العلاج الكي، لأنه إن لم تردع من يريد شق الصف ضاعت المدينتان".

وقد تم سابقا استئصال مجموعة مسلحة في داريا بعد اتهامها بالفساد، ولكن بعد شهور من المفاوضات وتدخل الوجهاء كان الحل الأمني هو الخيار الوحيد، بينما يهدف البيان الى عدم تكرار ما حصل، كما يقول موقعوه.
 
وبيَّن "أبو محمود" أن الحصار الذي فرضه النظام على المدينتين منذ بداية الحملة العسكرية عليهما كان من أسباب عدم دخول إيديولوجيات جديدة إلى المدينتين، ما أفضى إلى استقرار داخلي فيهما، وأدى إلى صمود جبهات المدينتين.

وأضاف: "أما اليوم فنخشى الاختراق داخل المدينتين من المدنيين، وخاصة بعد عودة الكثير منهم إلى المعضمية بعد توقيع الهدنة، حيث يعمل النظام على إذكاء نار الفتنة بين المدنيين والثوار، وخاصة بعد أن أغلق معبر المعضمية لتعود أيام الحصار إلى المعضمية، ولكن بأعداد مضاعفة من السكان الذين أرهقهم الجوع والفقر".

وأكد "أبو محمود" أنه ستكون هناك بيانات أخرى مشتركة بين القوى العاملة في المدينتين، تأتي متناسبة مع الحالة العامة، ووفق المصالح الأمنية بالدرجة الأولى.