ما إن ظهر تسريب جديد من مكتب المشير عبد الفتاح
السيسي عن دور أحمد
قذاف الدم في تحريك مجموعات داخل
ليبيا، بهدف إسقاط
المؤتمر الوطني العام، حتى بدأ الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر التسريب على صفحاتهم الخاصة في "الفيسبوك" و"تويتر"، والتعليق عليها.
وكان التسجيل الصوتي المسرب الذي بثته قناة "بانوراما ليبيا"وزير الدفاع السابق قد كشف عن حوار هاتفي للسيسي حينما كان كان وزيراً للدفاع مع مدير مكتبه اللواء عباس كامل. ويكشف الحوار دور مصر بعد الانقلاب في تحريك المجموعة التي كانت تُعرف بحراك "لا للتمديد" للمؤتمر الوطني العام، وإبراز علاقة رئيس الوزراء الليبي الأسبق علي زيدان بالسيسي. كما يشير التسجيل إلى دور قذاف الدم، ابن عم العقيد معمر القذافي، في تحريك تلك المجموعات في ليبيا، علماً أن قذاف الدم كان معتقلاً في مصر وأفرج عنه بعد الانقلاب.
وكتب الصحفي فايز سويري على صفحته في الفيسبوك: "صاير مناضل يا علي زيدان" تعليقاً على تصدير علي زيدان خطاباته "بأنه مناضل" إبان توليه رئاسة الوزراء وقبل هروبه من ليبيا بعد إقالته من منصبه.
من جانبه، كتب عمرو عبد الهادي، الصحفي الكويتي ونائب جريدة "الآن" الإلكترونية، عبر تويتر، معبراً عن استعداده لتأييد الانقلاب العسكري في مصر، لو استطاع السيسي إيقاف التسريبات وفق هاشتاج #تسريب_ليبيا_للسيسي.
وعلق الناشط من مصراتة مروان الدرقاش على فيسبوك، بأن "جماعة المكانس طلعوا عملاء للسيسي"؛ في إشارة منه إلى خروج متظاهري "لا للتمديد" يحملون في أيديهم مكانس، تعبيراً عن رغبتهم في "كنس" المؤتمر الوطني العام.
وغرد آخر على تويتر بأن التسجيل يحتوي معلومات عن تدخل مصري في شؤون ليبيا الداخلية منذ أكثر من ستة أشهر.
وتساءل آخر عن توقيت ظهور التسجيل، خاصة وأن دبلوماسية السيسي عجزت في المحافل العربية والإفريقية والأممية كلها، عن الخروج بتحالف قوي يساندها في مشروع التدخل العسكري كحد أعلى من طموحات السيسي، أو رفع حظر التسلح عن حكومة
طبرق. وتابع متسائلاً: "ألم يكن من الأجدر أن يظهر التسجيل قبل جلسة مجلس الأمن الدولي، لتصل الرسالة إلى حلفاء ومعارضي السيسي داخله على السواء". كما تساءل عن سبب اختيار قناة ليبية لتنشر التسريب، فالتسريبات المتعلقة بمصر تنشرها قناة مصرية، وتلك التي تتناول الشأن الليبي تبثها قناة ليبية. فهل ثمة تسريبات أكثر جدلية بخصوص ليبيا، إذا ما قسنا التسريبات المصرية التي بدأت بالأقل شأناً، وتصاعدت وتيرة قوتها وأهميتها مع الوقت؟
ونشر ناشطون كلمة للناطق الإعلامي باسم رئاسة الجمهورية في مصر، يقول فيها إنه لا ينبغي لمصر أن تسمح بضياع ثروات ليبيا منها مرة أخرى، بعد أن حُرمت منها طوال العقود الماضية.
واعتبر الناشطون أن هذه التصريحات تتوافق مع ما يخطط له السيسي من سيطرة على ليبيا، الدولة الغنية في إفريقيا باحتياطات النفط، لا سيما في شرقها وجنوبها، وذلك لحل مشاكل مصر الداخلية، حيث إن المنطقة من الحدود المصرية وحتى مدينة سرت وسط ليبيا (1700 كيلومتر)، تعتبر منطقة فراغ سكاني، إذا ما قيست بمساحتها الشاسعة وامتدادها البحري.
هاشتاج #السيسي_ يتآمر _ ليبيا نشر أيضاً مقطعاً لضابط مخابرات جزائري سابق، يعترف فيه بدور المخابرات الجزائرية في قتل العديد من المدنيين بطرق وأساليب توحي بأن المسؤولين عنها من التيار السلفي الجهادي، وذلك في مقارنة منهم بين هذه الاعترافات والتسجيل المنسوب لتنظيم "الدولة" في ليبيا الذي يصور ذبح 21 مصرياً قبطياً في درنة، في غرب ليبيا.
على صعيد آخر لاذت الصفحات الاجتماعية المؤيدة لـ"عملية الكرامة" بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، فلم تعلق تأييداً أو تشكيكاً تجاه التسريبات التي ربطت بين نظام القذافي السابق، ممثلاً في ابن عمه أحمد قذاف الدم، وبين كل الحركات المدنية والسياسية والمسلحة المناهضة للمسار الديمقراطي الذي جاء بالمؤتمر الوطني العام.