كتاب عربي 21

الرجل العربي مستهدف.. والعلم يتخبط بلا هدف

1300x600
اللهم لا اعتراض في حكمك، فها هو الطب الحديث يسعى إلى انتهاك رجولتنا لنصبح مثل الحريم "لا مؤاخذة"! وكل العبث الذي يقوم به العلماء في زماننا هذا، يهدف إلى إذلال الذكور من العرب! وإلا فماذا تسمي ما أعلن عنه باحثون بريطانيون من إمكان أن يحبل الرجل؟

يعني رجل اسمه – مثلاً – شمروخ الضبع، قد يتغيب عن العمل لأنه حامل أو على وشك الوضع!

خلاص: سبر العلماء أغوار كل شيء وتوصلوا إلى علاج لنزلات البرد وتوفير مصل واق من الإيبولا، ولم يبق أمامهم ما يفعلونه سوى أن يتوصلوا إلى طريقة نحمل بها نحن الرجال البواسل، مما يلهينا عن مناصرة قضايانا المصيرية! ويقولون للواحد منا: مبروك بإمكانك أن تحبل وأن تلد من دون الحاجة إلى امرأة؟ وا ضيعة شواربنا، وا شماتة أبلة ظاظا فينا!

تخيل عزيزي القارئ أن تجد تنويهاً في هذه الصحيفة" يقول: نعتذر عن نشر مقال الزميل جعفر عباس هذا الأسبوع والأسابيع التالية، لأنه نزيل مستشفى أمراض الرجال والولادة بعد أن أنجب بنتاً بعملية قيصرية.

مصيبتنا نحن الرجال العاربة والمستعربة، هي أن الله حبانا بكروش رحبة، مما يجعلنا أفضل حقول لتجارب الحمل والإنجاب الرجولي، فالرجل العربي وبفضل البسطة في كرشه، يستطيع أن يحبل بأربعة توائم دفعة واحدة: واحد داخل المريء، والثاني في المرارة، والثالث في المصران الغليظ، والرابع في البنكرياس! ولأن الرجل العربي يملك مصراناً غليظاً متمرساً في التعامل مع الفلافل والفول والمكبوس والهريس والمنسف والكبة، فإن ذلك المصران سيكون قادراً على استضافة أكثر من جنين، وبذلك تنتفي الحاجة إلى إرهاق بقية أجزاء الجهاز الهضمي!

وكل هذه المساخر بدأت بعدما توصل باحثون أمريكيون إلى عقار يغني النساء عن معاشرة الرجال، أي يوصل المرأة إلى مرحلة الارتواء الجنسي من دون الحاجة إليك يا "فالح"! 

ومن حقي أن أتساءل: لماذا يريد العلماء للرجال أن يحبلوا وأن ينجبوا؟ هل هناك "أزمة" نساء أو أرحام؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فإن في الصين نحو سبعمائة مليون امرأة. ونسبة العنوسة بين نساء أوروبا في ارتفاع مطرد، بسبب عزوف الرجال عن الزواج، فهم يريدون صديقات فقط، ولو الأمور ما "زبطت"، يتم البحث عن بديل "ترانزيت".

فهيا يا عرب: عليكم بالأوربيات وليحجز كل واحد منكم من بينهن زوجة احتياطية تتولى الحمل والإنجاب نيابة عنه، لأن هذه المسألة قد تصبح إلزامية في ظل النظام العالمي الجديد، فمن الوارد جداً أن تستصدر الدول الكبرى قراراً يقول: طالما أن العرب لم يسهموا بشيء في ميادين العلوم والمعرفة خلال العشرة قرون الماضية، فلابد من إلزام الرجال العرب بتولي الإنجاب ابتداءً من العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين بدلاً من النساء الغربيات.

وقلبي عليكم يا عرب الشتات الأوروبي، حتماً ستكونون حقل التجارب الأول في مجال الحمل الرجالي، فأنتم مثل تركيا: لا أنتم هنا ولا أنتم هناك!

لا بلدانكم الأصلية تريدكم، ولا أنتم تحسون بالانتماء حيث تقيمون الآن! وستخطفكم من الشوارع، العصابات اليمينية، وتنقلكم إلى المستشفيات لزرع الأجنة في كروشكم.

الدوام لله أيها السادة، سابقاً واحذروا حمى النفاس فهي مهلكة، ومؤخراً صار من الممارسات الطبية المألوفة تحديد واختيار جنس الجنين، بانتقاء الحيوانات المنوية التي تحمل صبغات الذكورة أو الأنوثة، ومن المؤكد أن العيادات التي تقوم بإجراء تلك العمليات ستستقبل طوفاناً من العرب، بوصفهم الأمة الحريصة على تقاليد الأجداد الذين كانوا يتخلصون من البنات بالإعدام دفناً حتى الموت، فيصبح الوأد قبل تشكل الجنين، فلأن العرب أمة من المغاوير الأشاوس، فإن رجالها لا يحبون إنجاب البنات.

والزوجة التي تنجب البنات فقط، مصيرها الطلاق أو الضرة، يعني يتم تحميل الزوجة وحدها وزر إنجاب البنات، أما الرجل فبريء من تلك التهمة "البشعة"، ولكنني أبشر النساء بأنهن عندما يصبحن "أقلية" والمعروض منهن في سوق الزواج أقل من الطلب، فسترتفع  أسهمهن اجتماعياً و"تنقي" الواحدة منهن العريس من بين مئات المتقدمين "طالبي القرب".