قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا
أمانو، الأربعاء، إنه “لا يمكن الجزم بأن جميع
المفاعلات الإيرانية هي لأغراض سلمية”؛ بسبب عدم تقديم طهران لأية ضمانات إضافية يطالب بها المجتمع الدولي.
وفي تصريح للصحفيين، جاء في ختام زيارة إلى
الكويت، قال أمانو، إن “نتائج الفحص الأولي الذي قامت به فرق الوكالة أثناء زياراتها إلى بعض المفاعلات
النووية الإيرانية أظهرت أنها سلمية حاليا”.
وأضاف “بسبب عدم تقديم إيران لأي ضمانات إضافية يطالب بها مجلس الأمن، فنحن لا نستطيع التأكيد أو الجزم بأن جميع المفاعلات الإيرانية هي لأغراض سلمية”.
وتابع: “نتيجة عدم تقديم طهران أي ضمانات إضافية إلي المجتمع الدولي، أصبحنا غير قادرين علي تقديم المزيد حول هذه الضمانات، ولهذا فإنه لا يمكن التأكد من صحة نوايا طهران من وراء هذه المفاعلات إن كانت سلمية أم لا، وهذا الموقف الذي نواجهه حاليا”.
وبينما يدعو المسؤول الدولي إيران إلى زيادة حجم تعاونها مع الوكالة وتأمين وصول المفتشين إلى المعلومات والوثائق وأماكن العمل في الوقت المناسب، تطالب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بخفض عدد أجهزة الطرد المركزي لدى إيران المستخدمة في تخصيب اليورانيوم إلى بضعة آلاف، فيما تمتلك إيران حوالي 19 ألف جهاز.
ومضى أمانو، قائلا: “ما يهم الوكالة هي الحقائق، والتأكد من أن تكون جميع الأنشطة النووية الإيرانية سلمية والمصادقة عليها، ولهذا نحن بحاجة لتعاون كامل من إيران”.
وبشأن المفاوضات الجارية مع إيران، أعرب عن أمله في أن تتمكن دول 5+1 (وهي الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن؛ أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، إضافةً إلى ألمانيا) من التوصل إلى اتفاق للتعاون مع إيران، لكنه توقع أن “يستغرق هذا الأمر وقتا لحل هذه القضية نهائيا”.
وحول مدى تعاون طهران مع الوكالة، أوضح أنه جرى توقيع اتفاقية تعاون في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بين الوكالة وإيران، اتفق فيها على الخطوات الأكثر فعالية للتوصل لحل هذه القضية.
وفي تساؤل بشأن رؤيته للخبرة الروسية المستخدمة، وسلامة مفاعل “بوشهر” الإيراني، أجاب: “نخطط لإرسال بعثة في عام 2016 متخصصة في مجال الزلازل ستزودنا بمدى خطورة موقع المحطة أو الإخطار التي قد تقع عليه أثناء الزلازل”.
وعزز اتفاق وقعه كل من رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة النووية علي أكبر صالحي، ورئيس الشركة الروسية روس أتوم سيرغي كيريينكو في موسكو منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، التعاون النووي بين البلدين، الذي بدأ في العام 1992، إذ تنشئ روسيا بموجب الاتفاق مفاعلين نووين جديدين في مدينة بوشهر الإيرانية.
ونوه أمانو إلى أن الهدف من زيارته للكويت هو مقابلة القيادة السياسية وصانعي القرار والعلماء والأكاديميين والأطباء في دولة الكويت.
وفي 25 نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في العاصمة النمساوية فيينا تمديد الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق في المفاوضات النووية بين إيران، وأعضاء مجموعة 5+1، لسبعة أشهر، بعد انتهاء، المهلة المحددة للمفاوضات دون التوصل لاتفاق نهائي.
وكانت إيران ومجموعة (5+1)، توصلتا إلى اتفاق مرحلي نتيجة المفاوضات، التي بدأت في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، وتضمن الاتفاق التوصل إلى حل نهائي في 20 يونيو/ تموز من العام الجاري، إلا أن بروز نقاط خلاف بين الجانبين، دفع إلى تمديد الموعد النهائي للتوصل إلى حل حتى الـ 24 من الشهر الماضي.
ومنذ عام 2003، يثير الغرب الشكوك في نية طهران، ويتهمها بالسعي لإنتاج سلاح نووي، الأمر الذي تنفيه الأخيرة، وتعلن أنها تطور برنامجها النووي من أجل أغراض سلمية.