سياسة دولية

المعلم يلتقي بوتين تمهيدا لحل سياسي في سوريا

بوتين والمعلم التقيا في اجتماع مغلق لبحث التداعيات في المنطقة - رويترز
عقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، اجتماعا مغلقا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، للمرة الأولى منذ بدء الأزمة السورية قبل ثلاث سنوات، في منتجع سوتشي غرب البلاد، بحث خلاله الجانبان العلاقات الروسية السورية.

ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية الرسمية عن المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بسكوف، قوله إن "بوتين والمعلم عقدا اجتماعًا مغلقًا لم يسمح لوسائل الإعلام الروسية أو الأجنبية بتصويره"، مضيفا أن المباحثات "تناولت العلاقات الروسية السورية"، دون مزيد من التفاصيل، فيما نقلت الوكالة عن المعلم قوله إن "اللقاء كان بناءً جدا". 

وبحسب الوكالة فمن المقرر أن يجري المعلم الذي وصل إلى روسيا، صباح اليوم، في زيارة رسمية لم تحدد مدتها مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يتركز النقاش خلالها حول "تطورات الوضع في سوريا وآفاق التوصل إلى تسوية سياسية هناك".

وقال مسؤول سوري كبير، رفض الكشف عن هويته إن "استقبال بوتين للوفد فور وصوله يدل على الأهمية التي يوليها لهذه الزيارة، لأن الاجتماعات في موسكو تعقد في العادة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف".

لافروف: الإعداد لمؤتمر حوار يتطلب وقتا

وقال لافروف في ختام المباحثات مع المعلم "إن بلاده تعمل بدأب لحل الأزمة السورية، لكن الإعداد لعقد مؤتمر يجمع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في العاصمة الروسية موسكو، يتطلب وقتًا وصبرًا"، بحسب وكالة أنباء "تاس" الروسية الرسمية. 

ونقلت الوكالة عن لافروف قوله إن "روسيا تعمل بدأب مع مختلف فصائل المعارضة السورية وعلى اتصال مع الحكومة السورية بهدف محاولة بلورة فهم مشترك حول إدراك ماهية مصالح الشعب والدولة السورية، خاصة على ضوء التناقضات التي تراكمت خلال الأعوام الأخيرة ومحاولات التدخل الخارجي المتواصلة في النزاع السوري".

وأضاف: "من الجلي أن هذا العمل شاق ويتطلب وقتًا وصبرًا"، معربًا عن أمله أن "تتحلى الأطراف المعنية بالحكمة وأن يجلس ممثلو القوى السياسية الأساسية حول طاولة بهدف التفاوض والاتفاق"، مؤكدا أن "الإعداد لمؤتمر يجمع ممثلي المعارضة والحكومة السورية في موسكو يحتاج إلى وقت".

من جانب آخرن أكد وزير الخارجية الروسي أن "موسكو ستواصل العمل على تعزيز القدرات الدفاعية لسوريا"، منتقدا محاولة استخدام "الإرهابيين" للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، بقوله إنه "يجب ألا يكون هناك معايير مزدوجة في قضية التصدي للإرهاب"، مستهجنا رفض واشنطن التعاون مع الحكومة السورية في مجال التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية خاصة بعد نجاح تجربة تدمير مخزون الأسلحة الكيمياوية لدى سوريا.

وأعرب وزير الخارجية الروسي عن تأييد بلاده لجهود المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في تعميم تجربة "المصالحات المحلية" في سوريا، قائلا إن "نجاح هذه المصالحات يحول دون سفك مزيد من الدماء والدمار ويساهم في عودة مئات الآلاف من الناس لممارسة حياتهم الطبيعية".


روسيا تمهد لحل سياسي

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية، في بيان الثلاثاء، أن روسيا، الحليف الرئيسي للنظام السوري، "ستجدد رغبتها في اقتراح موسكو مكانا لإجراء الاتصالات المناسبة بين مسؤولين في الحكومة السورية ومجموعة واسعة من القوى الاجتماعية والسياسية في المجتمع السوري".

وأمس الأربعاء، أضافت الخارجية الروسية، في بيان لها، أن لافروف، سيبحث مع نظيره السوري المعلم الأربعاء، "الوضع المتوتر للغاية في سوريا مع تصاعد الخطر الذي تشكّله الجماعات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة".

وأعطى البيان الروسي أهمية كبيرة لاستئناف التحرك السياسي لتسوية النزاع الداخلي في سوريا، قائلا: "مع كل الأهمية التي تحظى بها مسألة التصدي للإرهاب فإن التحرك السياسي لمعالجة النزاع الداخلي لا تقل عنها أهمية"، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام روسية أن موسكو تعمل على بلورة أرضية من أجل استضافة اجتماع استشاري بين المعارضة السورية ونظام بشار الأسد  لبلورة أساس لحل النزاع المسلح هناك.

وكانت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطة نقلت عن مصدر دبلوماسي عربي في موسكو قوله إن "الخطة الروسية تعتمد على عقد حوار سوري سوري في موسكو يحضره إضافة إلى الوفد الرسمي السوري عدد من الشخصيات المعارضة من الداخل والخارج وفي مقدمتهم: الرئيس الأسبق للائتلاف المعارض معاذ الخطيب".

وتأتي زيارة المعلم بعد خمسة أيام من زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، التي التقى خلالها لافروف حيث أكدا على "ضرورة انطلاق جهود حل الأزمة السورية على أساس (جنيف 1) مع التركيز على أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية"، وفق ما نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وسبق ذلك زيارة أجراها معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري المعارض الأسبق، لموسكو خلال الشهر الجاري، التي تمحورت حول فتح آفاق للحل السياسي للأزمة في سوريا، وضرورة العمل من خلال "ثوابت شعبنا في نيل حريته، على إيجاد آليات لانتقال سياسي".

يذكر أن روسيا من أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد، عسكرياً ومادياً، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) عدة مرات في مجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يتضمن عقوبات أو إدانة للنظام السوري على "الجرائم والمجازر" التي تتهمه المعارضة وعواصم عربية وغربية بارتكابها خلال محاولة قمع انتفاضة شعبية اندلعت قبل أكثر من ثلاثة أعوام ونصف.