سياسة دولية

ضغوط داخلية في أمريكا وإيران تهدد محادثات النووي

أطراف داخلية بأمريكا تدفع باتجاه فرض مزيد من العقوبات - أ ف ب
كان من نتائج الاتفاق على تمديد المحادثات بين القوى العالمية وإيران من أجل التوصل لاتفاق يقيد البرنامج النووي الإيراني أنها شجعت المنتقدين في واشنطن وطهران الأمر الذي يهدد استمرار المحادثات.

فبعد الإخفاق في اقتناص اتفاق يفرض قيودا على برنامج إيران النووي نظير رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، اتفق الجانبان يوم الاثنين على تأجيل الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق حتى يوليو/ تموز المقبل.

وتتفاوض إيران مع مجموعة خمسة زائد واحد التي تضم أعضاء مجلس الأمن الدائمين وألمانيا لكن هذه التسمية يمكن تغييرها إلى خمسة زائد واحد زائد اثنين إذا ما أخذ في الاعتبار دور المتشددين في كل من الكونجرس والمؤسسة الحاكمة في إيران.

وحتى قبل أن يجف مداد اتفاق التمديد الذي تم التوصل إليه في فيينا كان المتشككون في واشنطن يطالبون بفرض عقوبات جديدة لزيادة الضغط على حكام إيران.

فقد طالبت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) التي تعتبر من أكثر جماعات الضغط فعالية في واشنطن الكونجرس بالبدء في سن تشريع يفرض عقوبات.

وقالت اللجنة في بيان "يتعين على الكونجرس الآن أن يتحرك ليبعث رسالة واضحة أن صبر الولايات المتحدة ليس بلا حدود وأنه يجب عدم السماح لإيران بالوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية".

وقال السناتور روبرت ميننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وهو ينتمي للحزب الديمقراطي "دائرة المفاوضات المتبوعة بتمديد مصحوب بتخفيف العقوبات على إيران لم تحقق نجاحا".

لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بعقوبات جديدة على الفور.

وتمثل العقوبات الجديدة تحديا للرئيس باراك أوباما الذي أشار إلى أنه قد يستخدم حق النقض (الفيتو) اعتراضا عليها.

ويواجه الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي انتخب العام الماضي بناء على وعوده بتحسين معيشة الإيرانيين ضغوطا أيضا.

وفيما يعكس شعورا بخيبة الأمل أن العقوبات على قطاعي النفط والبنوك في إيران ستظل سارية نشرت صحف إيران تقاريرها تحت عناوين مثل "هيش" وهي كلمة فارسية تعني "لا شيء" لوصف نتيجة المحادثات.

توقع الخطر

خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن محادثات فيينا حققت "تقدما حقيقيا وجوهريا" لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل.

وأضاف "هذه المحادثات لن تصبح سهلة فجأة لمجرد أننا مددناها. فهي صعبة وكانت صعبة وستظل صعبة".

ويريد الغرب فرض قيود مشددة على أجهزة الطرد المركزي التي تتولى تخصيب اليورانيوم في إيران وغيرها من الأنشطة النووية مقابل رفع العقوبات تدريجيا.

أما إيران فتريد وضع نهاية فورية لكل العقوبات والاتفاق على مدة قصيرة نسبيا للاتفاق بالإضافة إلى الاحتفاظ بقدرة تخصيب كبيرة.

وخلال محادثات مغلقة استمرت يومين وشابها التوتر في بعض الأحيان في منتصف الشهر الجاري بمنتجع خارج العاصمة العمانية مسقط، عرض كيري والوفد المرافق له على نظيره الإيراني إمكانية احتفاظ إيران بالقدرة على تشغيل 4500 جهاز للطرد المركزي بدلا من الرقم الذي اقترحه الغرب سابقا وهو 1500 جهاز.

وفشل هذا العرض فيما يبدو في زحزحة إيران عن موقفها إذ بدا أن الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي صاحب القول الفصل في القضايا الأمنية لم يمنح فريق المفاوضين الإيرانيين مرونة تذكر.

وقال دبلوماسي غربي كبير بعد محادثات سلطنة عمان "فريق التفاوض يريد التوصل لاتفاق لكنهم لم يأتوا بالعناصر التي تسمح لنا بإبرام الاتفاق".

وفي حين يتعين على كل من روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف أن يحسب حساب خامنئي ومؤسسة الحرس الثوري الإيراني صاحبة النفوذ القوي فعلى كيري أن يراقب الكونجرس حيث تشتد الشكوك في انفتاح أوباما الدبلوماسي على إيران.

تفكك


ولم يفت الإيرانيون أن الجمهوريين المعارضين ستكون لهم السيطرة على الكونجرس في كانون الأول/يناير بعد انتخابات التجديد النصفي التي جرت هذا الشهر، فقد أثار هذا الموضوع تساؤلات خلال المحادثات في مسقط وفيينا.

وقال مساعدو وزير الخارجية إن كيري أجرى ما يصل إلى عشر مكالمات مع أعضاء بالكونجرس أثناء وجوده خارج البلاد. وقال أحد العاملين بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن من هؤلاء الأعضاء السناتور بوب كوركر أكبر أعضاء اللجنة من الجمهوريين.

وقال كوركر في بيان يوم الاثنين إنه يفضل أن يواصل البيت الأبيض التفاوض مع إيران بدلا من التوصل إلى اتفاق سيئ، لكنه أضاف أن على الكونجرس أن يعد خيارات بما في ذلك تشديد العقوبات إذا فشلت المحادثات.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنه في ضوء الضغوط الداخلية والخارجية فليس من المستبعد تمديد المحادثات مرة أخرى بعد يوليو/ تموز.