ذكر شهود عيان من قضاء خان ضاري التابعة لقضاء
أبو غريب الواقع غربي بغداد، أن مليشيات "سرايا السلام" بمساعدة قوات الأمن
العراقية اختطفت 25 شابا من أبناء الناحية من أجل مساومة ذويهم على آلاف الدولارات.
وكان من بين المختطفين مؤذن جامع الحبيب المصطفى، الذي طلبت المليشيات من ذويه فدية قدرها 200 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة عمليات
الخطف والقتل والسرقة والابتزاز في ناحية خان ضاري على يد مليشيات "سرايا السلام" التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وباتت تربك الأمن بشكل أكبر مما هو عليه في العاصمة وحزامها بعد سلسلة اختطافات تعرض لها شباب عراقيون، أدت إلى زيادة الرعب والهلع في نفوس العديد من المواطنين وهجرة العديد منهم إلى خارج العراق خشية القتل أو الاختطاف.
ويقول أحد سكان قضاء خان ضاري حماد الزوبعي لـ"عربي 21"، إن "جرائم الاختطاف من قبل مليشيات الحشد الشعبي التابعة لسرايا السلام والعصائب متواصلة في الناحية منذ أشهر، وهي في تصاعد ملحوظ خصوصا بعد صدور فتوى السيستاني".
وأضاف أن "عدد حالات الاختطاف من أهالي القضاء خلال شهر واحد على يد تلك المليشيات، بلغت 18 حالة اختطاف غالبيتهم من الشباب والأطفال".
ومع ازياد حالات الاختطاف والابتزاز في ناحية خان ضاري والمناطق المحيطة، فإن ميليشيات "الحشد الشعبي" ترتكب جرائم أخرى تتمثل بسرقة المحلات التجارية والدور السكنية بعد حرقها بالكامل، بالإضافة إلى مصادرة سيارات المواطنين الحديثة.
بدوره، يقول عبد الله حسين صاحب أحد المحال التجارية لـ "عربي21": "ذهبت لفتح محلي الكائن في خان ضاري، وقبل وصولي إليه شاهدت أعمدة الدخان تتصاعد منه مع بقية المحلات، وكان أحرق بالكامل على يد المليشيات المتواجدة في المنطقة، وهو مصدر زرقي الوحيد، ولم تكتف الميليشيات بسرقته وإنما أقدمت على حرقه بالكامل حتى لم يبق منه شيء".
واتهم حسين مليشيات "سرايا السلام" التي يشرف عليها ويمولها مقتدى الصدر وبدعم إيراني، بالوقوف خلف هذه الأعمال الإجرامية في "أبو غريب" وغيرها من مناطق
حزام بغداد، مضيفا أن هذه المليشيات تحظى بدعم رسمي من قبل الحكومة حيث يحمل عناصرها هويات رسمية تمنع أي جهة أمنية من مساءلتهم أو حتى التعرض لهم.
وكان أهالي ناحية خان ضاري، أعلنوا إضرابا عاما مفتوحا شمل كافة مرافق الحياة، احتجاجا منهم على حالات الخطف الطائفي المتكررة في الناحية من قبل المليشيات، وطالبوا الحكومة العراقية باتخاذ موقف حاسم وواضح إزاء إجرام المليشيات وإدراجها ضمن لائحة الإرهاب.
يذكر أن عودة عمليات الخطف والقتل والابتزاز إلى قضاء "أبو غريب" الواقع في حزام بغداد المهمة غربي العاصمة ومناطق أخرى، على يد المليشيات، تعدّ انتكاسة أمنية خطيرة تواجه حكومة رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي، كما أنها عقبة أمام إحلال السلم الأهلي بين العراقيين وإيقاف نزيف الدم المتدفق.