ذكر ناشطون من مدينة حلب أن "جيش المهاجرين والأنصار" الذي أدرجته أمريكا على لائحة الإرهاب قام مؤخراً بإخلاء مقراته جراء استهداف
التحالف الدولي لبعض
الفصائل الإسلامية، حيث شهد ريف حلب الشمالي منذ أيام حركة كثيفة لعربات صغيرة وكبيرة تابعة للفصيل تتجه نحو الشمال السوري بالقرب من الحدود التركية.
وقال مقربون من الفصيل لـ"عربي 21"، إن مقرات "المهاجرين والأنصار" أُخليت بالكامل وبأن عناصره يتوزعون حالياً في بيوت متفرقة كضيوفٍ عند أصدقائهم بحسب تعليمات أمرائهم.
وكان "المهاجرين والأنصار" الذي أسسه "أبو عمر الشيشاني" التحق بتنظيم الدولة المعروف بـ"
داعش" وأبقى على قسم منه في المناطق التي انسحب منها التنظيم، وأعلن حياده و"عدم نيته محاربة المسلمين والاقتصار على توجيه سلاحه للكفار"، أي النظام.
ويضم هذا الفصيل العدد الأكبر من المقاتلين الأجانب في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، وتتخوف منه فصائل الجيش الحر بسبب فكر عناصره المشابه لفكر تنظيم الدولة ولعدم اشتراكه في مقاتلة التنظيم، حيث ضمن مؤخراً فصيل "المهاجرين والأنصار" مكاناً له في الهيئة الشرعية في ريف حلب الشمالي بعد ضغوطات مارسها على "الجبهة الإسلامية" التي كانت الراعي الأساسي للهيئة القضائية الوحيدة في الريف الشمالي للمدينة.
وتحوّل اسم الهيئة إلى دار القضاء بدعوى من أمراء المهاجرين بحجة التوحد والعمل المشترك بينهم وبين باقي الفصائل الموجودة على الأرض، و كان عرّاب هذا التوحّد "عبدالله المحيسني" السعودي الجنسية والذي تكفّل بتمويل هذه الخطوة، ولكن لم تمضِ أيام على الانضمام هذا حتى أعلن التحالف الدولي عن ضمّ مجموعات جديدة لقائمة الإرهاب من بينها "جيش المهاجرين والأنصار".
وبحسب أبو بلال أحد عناصر "لواء التوحيد"، فإن الخلافات بين فصائل الجيش الحر وبين فصيل جيش المهاجرين بدأت تطفو على السطح، حيث أن هناك تخوّفا من الطرفين، كان آخرها النزاع حول معمل آسيا للصناعات الدوائية الذي يعتبره جيش المهاجرين أحد أهم مصادر تمويلهم بعد أن ورثوه عن تنظيم الدولة وأجبروا مديره على تشغيله وتقاضي مبلغا كبيرا من المال مقابل حمايته.
ويضيف أبو بلال، بأن المدير يطالبهم بالرحيل خوفاً من ضرب التحالف للمعمل الذي يشغّل أكثر من مئة عامل وينتج كميات كبيرة من الأدوية، في الوقت الذي يتخوّف فيه قادة الألوية من انسحاب عناصر "المهاجرين والأنصار" من جبهات القتال ضد النظام والتي ستضعف هذه الجبهات المعتمدة عليهم بشكلٍ كبير، حيث كان وجودهم على الجبهات القتالية هو الضامن الوحيد من تحولهم لقتال الجيش الحر كما فعل تنظيم الدولة سابقاً.
يذكر أن "جيش المهاجرين والأنصار" ينضوي تحت اسم تجمّع "أنصار الدين" والذي يضمّ كتائب وألوية إسلامية "متشددة" كالكتيبة الخضراء وفجر، ويجمعها عدم مجابهة تنظيم الدولة وعدم إعلان معاداته حتى هذه اللحظة.