صحافة إسرائيلية

يديعوت تهاجم نتنياهو: طلبنا قائدا فحصلنا على ثرثار

فشل نتنياهو في تحصيل مكاسب سياسية أو عسكرية - أ ف ب
قالت صحيفة يديعوت الإسرائيلية إن إنجاز القيادة السياسية في المواجهة العسكرية الأخيرة مع قطاع غزة كان هزيلا جدا.
 
وتخوفت الصحيفة في افتتاحيتها بقلم ناحوم برنياع الأربعاء، من أن تكون الحكومة الإسرائيلية قد مهدت الطريق للجولة التالية في لبنان أو في غزة، بدلا من التمهيد لإزالة التهديد من غزة.

وأشار برنياع إلى فشل إسرائيل في الحصول على قرار من مجلس الأمن قبل الاتفاق على هدنة، وتأخر نتنياهو في قبول المبادرة الأمريكية خوفا من الثمن السياسي حتى ضاعت الفرصة منه.
 
ولفت كاتب المقال إلى أن "أبو مازن هو المنتصر الحقيقي في الحرب، فحماس نالت المجد في الشارع الفلسطيني لكنه نال هو والسلطة السيطرة على مسار تعمير غزة وهو مسار سيصاحبه تحويل مليارات وغير قليل من الفساد"، وتابع: "ربما كانت عملية الجرف الصامد هي الطبق الفضي الذي ستقوم فوقه دولة فلسطين".
 
وأضاف: "كان يمكن أن نسجل إنجازا بعد أسبوعين من بدء العملية العسكرية في غزة حينما لم تكن الأثمان التي دفعناها مرتفعة جدا، أما بعد خمسين يوما فيمكن أن نأسف فقط وأن نأمل الخير في المستقبل".
 
وتابع برنياع: "انتظر الإسرائيليون زعيما وسياسيا يعرف ما الذي يريد أن يحرزه، ويتخذ قرارات ويجري حديثا صادقا حقيقيا مع جمهوره، فحصلوا على متكلم فصيح وعلى القليل جدا سوى ذلك".
 
وأكد أنه ليست الزعامة فقط هي التي لم يحصل الإسرائيليون عليها بل لم يحصلوا أيضا على الشفافية والصدق، "فلم توجد سوى خطب عصماء ووزير دفاع يزم شفتيه خامدا، بعد بضع سنوات سيُطرح في مسابقة معلومات عامة سؤال: من كان وزير دفاع إسرائيل في فترة عملية الجرف الصامد؟ ولن ينجح المجيبون في التخمين حتى ولا مقابل مليون شيكل".
 
 وختم برنياع أن الحقيقة غير المريحة التي تبينت للإسرائيليين خلال العملية هو أنه صار أصعب على اليهود والعرب أن ينشؤوا إطار حياة مشتركة؛ "فقد زاد اليهود والعرب تطرفا وأصبحت مظاهر العنصرية مشروعة وأصبح تهديد حياة فنانين وصحفيين أمرا يوميا، وهذا الواقع الخطير خطر على الخطاب الديمقراطي وخطر على التعايش الداخلي، وهي من الثمرات المسمومة التي تخلفها المواجهة العسكرية في غزة"، إضافة إلى "الرواسب المُرة التي نشأت في العلاقات بالولايات المتحدة، فقد دفعت إسرائيل عن قصف غزة بمظاهرات عاصفة في أوروبا وباتساع مقلق للمقاطعة الدولية، وكان ذلك متوقعا على التقريب، وكان تحقيق مجلس الأمم المتحدة المعادي لإسرائيل متوقعا أيضا، بيد أن المواجهة مع الإدارة الأمريكية لم يكن لها داع".