صحافة إسرائيلية

الغارديان: مصر قلقة من تجاوز أزمة ليبيا حدود البلدين

وسائل إعلام تداولت بأن مصر تدخلت عسكريا في ليبيا - عربي 21
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا لمراسلها في القاهرة، باتريك كنغسلي، قال فيه إن هناك ادعاءات بأن مصر كانت وراء مجموعة الغارات الجوية الغامضة ضد مليشيات مسلحة ذات توجه إسلامي في ليبيا الأسبوع الماضي، ولكن مصر تنكر ذلك، حيث قالت وزارة الخارجية المصرية في تصريح مقتضب لها الأحد: "هذه الاتهامات التي لا تستند إلى أي قاعدة، وهي غير صحيحة". 

ومن جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بصراحة أمام جمع من الصحفيين: "ليس هناك طائرات ولا قوات مصرية في ليبيا".

وبحسب الصحيفة، "لن يتفاجأ أحد إن كان هناك قوات، حيث سيجتمع، صباح الاثنين، غالبية جيران ليبيا في القاهرة لمناقشة ردود الفعل على الأزمة الليبية الأخيرة، وبالتأكيد سيطمح عدد من الوفود إلى قرار سريع مثل قرار مصر". 

 وأوضحت الصحيفة أن مصر تعاني قلقا من امتداد الاضطرابات عبر الحدود من ليبيا إليها، كونها الجارة الشرقية لليبيا، فقد هرب آلاف العمال المصريين من ليبيا إلى بلدهم، ما فاقم من مشكلة البطالة في مصر، "ويخشى المسؤولون ما هو أخطر من ذلك، حيث وجود اضطرابات في ليبيا سيوفر بيئة آمنة للمتطرفين المصريين الذين أطلقوا مئات الهجمات على الجيش المصري خلال العام المنصرم".

وأشارت الصحيفة في معرض تقريرها إلى مقتل 21 جنديا مصريا في تموز/ يوليو باشتباك على الحدود الليبية، وكيف أن البعض اعتبر هذا الحدث "أنه يمثل نذيرا بما هو آت".

 وبعد ذلك بفترة وجيزة، وصف حليف السيسي، عمرو موسى، الوضع في ليبيا بـ"مصدر قلق كبير لمصر". ودعا لمناقشة احتمال التدخل العسكري.

وترى الصحيفة أنه ومنذ ذلك الحين، "قلل المسؤولون المصريون  في العلن من احتمال التدخل المصري، كما أن الدبلوماسيين الغربيين يقولون إن المسؤلين المصريين يعبرون عن قلقهم من الأوضاع في ليبيا، ولكنهم لا يظنون أن مصر تدّخل عسكريا في ليبيا، لأنها تعلم أن ذلك أمر معقد".
  
ونقلت الصحيفة عن الجنرال المصري المتقاعد والمحلل الأمني الذي تربطه علاقات قوية مع الجيش، سامح سيف اليزل، قوله إن "حفتر يحاول فعل ما يستطيع فعله، ولكنه لحد الآن لم يثبت أن بإمكانه وضع المتطرفين الإسلاميين في موقعهم، وبالتأكيد إن مصر لم تتدخل لحد الآن ولا تنوي التدخل"، على حد قوله.

وقالت الصحيفة أن ذلك قد يتغير إن حصل هناك تهديد يشبه تهديد "داعش" في ليبيا، وبحسب اليزل فإنه لا يوجد خطر مباشر بحصول مثل هذا، فالمحللون يعتقدون بأن أنصار الشريعة يميلون إلى خط "داعش"، ولكن معظم الميليشيات أقل تطرفا. 

وقال اليزل إنه بالرغم من هذا "فلا ندري ماذا سيحصل إن تدخلت داعش بشكل أو بآخر وأصبحت على حدودنا وحاولت اختراقها".

كما أن الجزائر وتونس عبرتا عن قلقهما أيضا من أن وضع ليبيا غير المستقر، الأمر الذي يثير مخاوف من تدفق الميليشيات والأسلحة في شمال أفريقيا. وكما فعلت مصر فقد ألغت تونس كل رحلات الطيران للمناطق المتأثرة في ليبيا، ومن جهتها أغلقت الجزائر الحدود مع ليبيا، وعززت حراسة حدودها. 

وأكد سياسيو البلدين على عدم نيتهما في التدخل العسكري بليبيا، ولكن الاضطرابات المتفاقمة في هذا البلد تلوح بشبح أزمة رهائن حقل غاز "ايناميناس" في 2013، حيث قام متطرفون باختطاف 800 شخص بالقرب من الحدود مع ليبيا، وفق الصحيفة.

أما جنوبا، فاعتبرت الصحيفة أن هناك همسات بتدخل سوداني عسكري لصالح الإسلاميين. "ولكن دبلوماسيا غربيا كبيرا رفض ذلك، قائلا إنها مجرد إشاعات وأن حرص السودان على علاقات جيدة بالقاهرة يقلل من احتمال تدخلها ضد مصر في ليبيا". 

ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي قوله: "إن هذا المكان طاحونة إشاعات عظيمة، ولكن ليس هناك دليل على أي تدخل".