صحافة دولية

الغارديان: حماس تريد انتصارا عبر اتفاق التهدئة

كتائب القسام قصفت إسرائيل بـ1500 قذيفة صاروخية - أرشيفية
أكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها، الخميس، أن حركة "حماس" تريد أن تخرج من الجولة الحالية منتصرة كما حصل في حرب 2012، وتريد أن تحقق من الجولة الحالية مطالبها التي ترى أن بعضها معقول وآخر غير معقول، وهي الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل في الفترة الماضية، وتطالب وهو طلب "معقول" -وفق الصحيفة- بفك الحصار الاقتصادي عن غزة.

ولكن الصحيفة ترى في الطريقة التي تريد "حماس" فيها تحقيق هذه المطالب بأنها نتيجة لمقاومة شديدة بدون أن تعترف أنها "هي التي استفزت الهجمات الأخيرة" كما تقول الصحيفة.

وتريد "حماس" من مواجهتها إسرائيل الاستفادة من تنافسها مع "فتح" التي بدت متواطئة في هذه الحالة مع إسرائيل، وفق ما جاء في تقرير الصحيفة. 

في المعادلة الحالية، تريد إسرائيل كما تقول الصحيفة وقف الصواريخ.

وترى الصحيفة أن "حماس" أثبتت في الماضي قدرة على التحكم في الوضع، "وإن لم يكن بشكل تام. فقد تم إطلاق صواريخ في عام 2013 أقل من عام 2001، حسب منظمة الأزمات الدولية ومقرها مدينة بروكسل، ولكن العودة للعنف أمر خطير حتى يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، ولكن ضمن سياق أوسع، ولهذا يمكن لحكومة الوحدة الوطنية التي تم التخلي عنها الحل، ما يعني فتح غزة على بقية العالم، وعودة فتح ومنظمة التحرير مرة أخرى لغزة، ولكن مع بقاء حماس قوية".

وتابعت: "قد تبدو حزمة متناقضة ومن الصعب إدارتها، ولكن لا يمكن إنقاذ حماس من بؤسها ومن نوبات القتال إلا من خلال تخفيف عزلة حماس، وقد تكون هذه برشامة صعبة الهضم على إسرائيل ومشكلة كبيرة لمنظمة التحرير، ولكنها الطريقة الوحيدة للتقدم".
 
وجاء في الافتتاحية مقارنة مع وضع عام 2012 والوضع الحالي، حيث قالت الصحيفة: "عندما هاجمت إسرائيل غزة عام 2012، كانت نتيجة الحرب نوعا من النصر لحماس، وكانت إسرائيل ناجحة كما هي العادة من ناحية تقنية. ولكن حماس دافعت عن القطاع بكفاءة حصلت على دعم دولي، بما في ذلك دعم قوي من حكومة الرئيس محمد مرسي، واستطاعت التحلل من أعباء التحالف مع سوريا وإيران وحزب الله، وهو التحالف الذي أصبح إشكاليا بسبب الحرب الأهلية في سوريا"، حسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة: "صعود حظ حماس لم يستمر طويلا، فقد تمت الإطاحة بمرسي وأغلق المصريون الأنفاق التي كانت تدعم اقتصاد حماس بالموارد المالية والسلاح، ولم يعد المال يأتي من قطر، وكانت الحركة وإدارة القطاع في وضع سيئ، ولم يعد لديها الإمكانيات لدفع رواتب الموظفين، وهي الآن بعدد قليل من الأصدقاء في الخارج".

في المقابل "ظهر محمود عباس من حطام سفينة السلام الأمريكية بوضع أحسن نوعا ما، ولم يكن بالتأكيد مسؤولا عن فشل محادثات السلام، والتي جاءت بسبب تفاؤل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المبالغ فيه، وبسبب عدم مرونة القيادة الإسرائيلية، وحاول عباس الانضمام لعدد من المؤسسات الدولية، وكان قادرا من موقع قوة نسبي على تنظيم مصالحة مع حماس، والتي أملت قيام السلطة الوطنية بإنقاذها من الإفلاس المالي".
 
وأضافت: "شجب عباس عملية خطف المراهقين الإسرائيليين الثلاث، وعلّق عمل حكومة المصالحة. وعادت حماس التي أنكرت المسؤولية عن العملية لوحدها، وعلى ما يبدو انتهزت فرصة اختطاف الشاب الفلسطيني ومن ثم قتله، وعادت لتأكيد موقفها واستعادة الذي فقدته من خلال فتح مواجهة جديدة" شبهتها الصحيفة "بمواجهة داود وجالوت"، وهو ما لم تفوته إسرائيل، "ولكن بتردد".

وأشارت إلى أنه: "لهذا السبب تريد حماس الانتصار، خاصة في ظل الوضع الحالي من الخسائر البشرية الذي دفعه سكان مدنيون، معظمهم لا علاقة له بقوات حماس الأمنية".